«رايتس ووتش»: نظام الأسد استخدم «الكيماوي» في إدلب

29

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، امس، امتلاكها «أدلة قوية» على استخدام قوات النظام السوري مواد كيماوية سامة خلال هجمات شنها استهدفت محافظة إدلب شمال غرب البلاد، في الفترة الممتدة بين 16 و31 اذار. وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك، في تقرير نشرته امس، إن «الأدلة تشير بقوة إلى استخدام القوات الحكومية مواد كيماوية سامة في هجمات عدة بالبراميل المتفجرة في محافظة إدلب في الفترة الممتدة بين 16 و31 اذار الماضي».

وأكدت أن «هذه الهجمات تشكل خرقا لاتفاقية حظر_الأسلحة_الكيماوية ولقرار صادر عن مجلس الأمن_الدولي»، في إشارة إلى القرار 2209 القاضي بتجريم استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. واستهدفت الهجمات وفق المنظمة، مناطق خاضعة لسيطرة مجموعات المعارضة المسلحة في إطار المعارك التي دارت للسيطرة على مدينة إدلب. وقالت إن جبهة النصرة ومجموعات مسلحة معارضة شنت في 18 اذار هجوما شاملا ضد قوات النظام، بلغ ذروته بسيطرتها على المدينة.

وتمكنت جبهة النصرة وفصائل إسلامية في 28 اذار من السيطرة بالكامل على مدينة إدلب الاستراتيجية والحدودية مع تركيا بعد اشتباكات عنيفة، لتكون ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام السوري بعد الرقة (شمال)، معقل تنظيم داعش. وأشارت المنظمة إلى «تحقيقات أجرتها حول ست هجمات ألقت خلالها المروحيات التابعة للحكومة السورية براميل متفجرة تحتوي على أسطوانات غاز، قال سكان محليون إنها تضم مواد كيماوية». وأوضحت أن «روايات الشهود والأدلة بالصور والفيديو تشير بقوة إلى هجوم كيماوي في ثلاث هجمات»، فيما «تتطلب الهجمات الثلاث الأخرى متابعة التحقيقات».

وفي حين أعلنت المنظمة أنها «لم تتمكن بشكل قاطع من تحديد المادة الكيماوية المستخدمة»، قالت إن شهودا عديدين من أطباء ومسعفين وصفوا رائحة غاز الكلور القوية.

وأشارت إلى أن ثلاثة أطباء عالجوا الضحايا في موقعين تعرضا للقصف بالبراميل المتفجرة، أفادوا المنظمة بأن العوارض تضمنت «صعوبة في التنفس وحرقة في العينين والحلق والسعال. وفي الحالات الأكثر خطورة، وصف الأطباء معاناة المصابين من حالة استسقاء الرئة»، ومن عوارضها ضيق التنفس الشديد والقيء.

وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة نديم حوري في التقرير «يبدو أن السلطات السورية تتجاهل مجددا وبشكل تام المعاناة الإنسانية من خلال خرقها للحظر العالمي على استخدام الأسلحة الكيماوية»، داعيا مجلس الأمن والدول الموقعة على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية إلى الرد بقوة على هذا الخرق.

وطاولت الهجمات في إدلب وفق المنظمة 206 أشخاص على الأقل، بينهم 20 من عناصر الدفاع المدني. وأدى أحد هذه الهجمات إلى مقتل ستة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار في 17 اذار إلى «مقتل ستة مواطنين هم رجل وزوجته وأطفاله الثلاثة ومواطنة أخرى، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق جراء قصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة سرمين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي».

ونقل عن أطباء وسكان في المنطقة أن الوفيات والإصابات «ناجمة عن استنشاق غازات منبعثة من البراميل المتفجرة التي ألقتها قوات النظام على البلدة»، مرجحا أن يكون الغاز المستخدم هو غاز الكلور.

وليست هذه المرة الأولى التي تلقي فيها القوات الحكومية السورية وفق هيومن رايتس ووتش، براميل متفجرة محشوة باسطوانات غاز. وتدأب قوات النظام منذ نهاية العام 2013 تقريبا، على استخدام البراميل المتفجرة في قصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، «وهي عبارة عن براميل نفط قديمة محشوة بمواد متفجرة ومعدنية وخردة يتم إلقاؤها بواسطة المروحيات من علو منخفض، ولا يمكن التحكم بأهدافها، وقد تسببت بمقتل مئات الأشخاص.

وتشهد سوريا نزاعا مدمرا منذ منتصف اذار 2011، أوقع أكثر من 215 ألف قتيل في أربع سنوات.

بواسطةEl-Shark.