روسيا تدرس تقديم مساعدات إضافية لسوريا لمحاربة الإرهاب سقوط مطار أبو الضهور في أيدي “النصرة” بعد حصار سنتين

24

في ظل قلق أميركي من تزايد المساعدات العسكرية الروسية لدمشق، أكدت موسكو أن تصديرها معدات عسكرية إلى سوريا يتفق تماما والقانون الدولي، وأنها قد تدرس تقديم مساعدة إضافية لها في مكافحة الإرهاب.

صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “لم نخف قط علاقاتنا العسكرية الفنية مع سوريا. ونحن نزود سوريا منذ زمن بعيد الأسلحة والمعدات الحربية. ونحن نقوم بذلك بموجب العقود الموقعة وبما يتفق تماما والقانون الدولي”.

وأكدت وجود خبراء عسكريين روس في سوريا، موضحة أن مهمتهم تتمثل في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة. وأضافت: “إذا ظهرت ثمة حاجة الى اتخاذ إجراءات إضافية من جانبنا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب، فنحن سندرس هذه المسائل بلا شك، وسنعتمد في ذلك حصرا على القانون الدولي والقوانين الروسية”.
وأفادت أن الأسلحة التي يسلمها الجانب الروسي الى الجيش السوري مخصصة لمواجهة الخطر الإرهابي، وأن موسكو تنطلق من أن التنسيق مع القوات المسلحة السورية يجب أن يمثل جزءا مهما من توحيد الجهود التي تبذل في سياق مكافحة الإرهاب، وذلك في إطار مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصة بتشكيل تحالف واسع لمواجهة الخطر الإرهابي.
الى ذلك، عزا مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا ميخائيل بوغدانوف وجود الخبراء العسكريين الروس في سوريا الى ضرورة تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية التي تصدر بموجب عقود موقعة في إطار التعاون العسكري التقني بين البلدين.
وقال: “يجري تنفيذ عقودنا مع سوريا، ويجري تصدير مختلف أنواع المعدات التي تحتاج الى صيانة، ويحتاج شركاؤنا من ممثلي القوات المسلحة السورية الى المساعدة والمشورة والتدريب على استخدام هذه المعدات، وهو ما يعني إرسال خبرائنا العسكريين مع شحنات المعدات العسكرية لتدريب شركائنا السوريين”.
ووصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف القاعدة القانونية التي يعتمد عليها الائتلاف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة واشنطن، بأنها ناقصة. وقال إن العنصر الأهم الذي ينقص هذه القاعدة يتعلق بإقامة تعاون مع سلطات الدول التي تجري في أراضيها مكافحة الإرهاب. ولاحظ أن الولايات رفضت منذ بداية حملتها المناهضة لتنظيم “الدولة الاسلامية (داعش)، إقامة اتصالات مع دمشق. وتساءل: “في مثل هذه الظروف، كيف يمكننا الحديث عن طابع عام عالمي للتحالف المناهض لداعش؟”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت قطعا مزاعم تناقلتها وسائل إعلام اسرائيلية عن مشاركة مقاتلات روسية في العمليات العسكرية بسوريا. وعلى رغم ذلك، جددت واشنطن قلقها من تلك المزاعم والشائعات. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست: “لقد أكدنا أكثر من مرة إننا نقلق من أنباء تحدثت عن إمكان نشر عسكريين روس إضافيين وطيران في سوريا، وذلك لأنه من الصعب علينا تفهم نياتهم”.
والثلثاء، قال مسؤولون أميركيون إن الروس أقاموا أخيراً منازل جاهزة الصنع قادرة على استقبال “مئات الاشخاص” وبرج مراقبة جوية نقالاً. وحطت ثلاث طائرات شحن عسكرية على الاقل – طائرتا شحن من طراز “انطونوف 124 كوندور” وطائرة لنقل الجنود- في الايام الاخيرة في مطار اللاذقية. وخلصوا الى ان “كل ذلك يشير الى اقامة قاعدة جوية” ولكن “ليس لديهم معلومات” عن احتمال وجود اسلحة روسية على الارض.

فتح الاجواء
من جهة أخرى، أعلن مسؤول في السفارة الروسية في أثينا أن اليونان وافقت على إمكان استخدام الطائرات الروسية مجالها الجوي في الرحلات الإنسانية المتجهة الى سوريا. وقال إن “الطلب يغطي الفترة من الأول إلى الرابع والعشرين من ايلول الجاري”.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول في السفارة الروسية في طهران إن إيران وافقت على كل طلبات موسكو المتعلقة بالرحلات المتجهة الى سوريا لنقل معونات إنسانية. وكانت الولايات المتحدة طلبت من اليونان منع الطائرات الروسية من عبور أجوائها إلى سوريا.
أما بلغاريا، فأبدت استعدادها للسماح لطائرات روسية متجهة الى سوريا بعبور مجالها الجوي شرط ان تقبل موسكو التي تؤكد انها لا تنقل سوى مساعدات انسانية، بتفتيش حمولتها.

سقوط مطار أبو الضهور
في غضون ذلك، سيطرت “جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل اسلامية مقاتلة تماماً على مطار أبو الضهور العسكري الذي يعتبر آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا.
وأكد التلفزيون السوري الرسمي ان القوات النظامية أخلت مواقعها في المطار “بعد معارك عنيفة” وحصار استمر سنتين.
وجاء في بريد الكتروني لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له: “تمكنت جبهة النصرة والفصائل الإسلامية من السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب، بشكل كامل، بعد هجوم عنيف بدأ الثلثاء”.
وجاء في خبر عاجل للتلفزيون السوري: “بعد معارك عنيفة شهدها مطار أبو الضهور بريف ادلب شهدت بسالة كبيرة لحامية المطار مدى اكثر من سنتين من الحصار التام، الحامية تخلي مواقعها الى نقطة أخرى”.
ورجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان تكون قوات النظام المنسحبة من المطار متجهة نحو نقطة مشرق العسكرية على مسافة نحو 30 كيلومتراً والواقعة في محافظة حماه بوسط البلاد.
وقال المرصد ان المهاجمين “استغلوا سوء الأحوال الجوية والعاصفة الرملية” التي تشهدها مناطق عدة من سوريا. واشار الى استمرار المعارك في محيط المطار بين قوات النظام المنسحبة والمهاجمين.
وبات وجود النظام مقتصرا في ادلب على عناصر قوات الدفاع الوطني وميليشيات اخرى موالية له و”حزب الله” اللبناني في بلدتي الفوعة وكفريا حيث غالبية السكان شيعية المحاصرتين.
ومنذ آذار، خسر النظام مناطق عدة في ادلب سمحت لـ”جبهة النصرة” وفصائل مقاتلة في المعارضة السورية بالاقتراب من محافظة اللاذقية في الغرب معقل نظام الرئيس بشار الاسد.

 

المصدر: النهار اللبنانية