روسيا ترجح بدء تشغيل «إس 300» في سوريا بعد شهرين

30
أفادت وسائل إعلام روسية بأن النظام الصاروخي «إس300» الذي سلمته موسكو إلى الحكومة السورية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سيبدأ العمل على الأراضي السورية في مارس (آذار) المقبل حين تنتهي التدريبات التي يخضع لها طاقم عسكريين سوريين بدأت موسكو تدريبهم على نظم الإدارة والتحكم بالنظام الصاروخي المتطور منذ شهور.
وأثارت الضربة الصاروخية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا سجالات كثيرة في وسائل الإعلام الروسية وأوساط المحللين، خصوصاً بسبب بروز انتقادات واسعة لعدم فاعلية الدفاعات الجوية الروسية الصنع التي تستخدمها سوريا حالياً. ورغم أن الجيش السوري أعلن أن دفاعاته الجوية أسقطت عدداً كبيراً من الصواريخ التي استهدفت المواقع السورية، وهو أمر أكده أيضاً بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية، لكن المعطيات التي نقلتها وسائل إعلام روسية عن مصادر في سوريا وفي إسرائيل، دلت إلى أن الدفاعات الجوية كانت ضعيفة الفاعلية، وأن إسرائيل نجحت في تدمير منصات إطلاق صواريخ «بانتسير» التي كانت موسكو تفاخر بأنها قادرة على التصدي لأي أهداف جوية.
في هذه الأجواء، ركزت وسائل الإعلام الروسية، أمس، على سبب التأخر في تشغيل نظام «إس300» بعد مرور ثلاثة شهور على نقله إلى سوريا. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، أن الجيش السوري «لم يجهز بعد لتشغيل واستخدام هذه الصواريخ».
وقالت المصادر: إن الجانب السوري سيصبح مستعداً لاستخدام هذه المنظومات اعتباراً من مارس المقبل، بعد الانتهاء من جميع التدريبات عليها وإتقان استخدامها.
لكنها لفتت إلى أن الحديث يدور عن كتيبة بطاريات واحدة من هذه الصواريخ سيتم نشرها لحماية أجواء بعض المنشآت في دمشق، علماً بأن روسيا كانت تحدثت سابقاً عن تسليم دمشق كتيبتين من هذه الصواريخ، وأشارت إلى احتمال زيادة عددها لتبلغ أربع كتائب سوف تسلم إلى دمشق.
وذكر عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانتس كلينتسيفتش، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية ما زالت قادرة على توجيه ضرباتها في الوقت الراهن لأن «إس300» لا تزال خارج نطاق الدفاع الجوي السوري، لكن بعد نشر المنظومة «لن يتمكن أحد من الإفلات منها».
ورغم هذه اللهجة، لفتت «كوميرسانت» إلى أن موسكو تجاهلت الضربات الإسرائيلية ولم تصدر تعليقات رسمية على الهجوم. وذكرت، أن وفداً رفيع المستوى من الجيش الروسي عقد الأسبوع الماضي سلسلة اجتماعات في إسرائيل حول التنسيق في سوريا ناقشت «تحسين آلية منع الاحتكاك بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في الأجواء السورية، وإجراءات الجيش الإسرائيلي ضد تموضع إيران في سوريا ونقل الأسلحة إلى (حزب الله) اللبناني». كما لفتت إلى أن الحديث عن بدء تشغيل «إس300» في مارس المقبل يدخل في إطار «التوقعات الأكثر تفاؤلاً»، مرجحة أن تطول فترة الانتظار أكثر من ذلك.
وزادت «كوميرسانت»: إن «الأكيد وفقاً للمصادر، أنه في المستقبل القريب لن يتغير سلوك الاتحاد الروسي فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية في سوريا. بمعنى أن موسكو سوف تكتفي بإحصاء عدد الصواريخ المطلقة وتراقب الموقف، وموقف موسكو يمكن أن يتغير فقط إذا استهدفت الهجمات منشآت يتواجد بها مستشارون عسكريون روس».
وركزت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» أيضاً على أسباب عدم جاهزية صواريخ «إس300» للاستخدام، لكنها أبدت تشاؤماً أكبر حول احتمال تعزيز قدرات الجيش السوري الدفاعية خلال المرحلة المقبلة؛ إذ لفتت الصحيفة إلى أن التقارير العسكرية الروسية كانت أفادت في سبتمبر (أيلول) الماضي بأنه «بحلول 20 أكتوبر سيتم الانتهاء من العمل على إنشاء نظام موحد للدفاع الجوي في سوريا». وزادت: إنه «مر أكثر من شهرين منذ ذلك التاريخ، ولا توجد معلومات حول نظام (إس300)، الذي تم نقله إلى دمشق. علاوة على ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان سيتم أصلاً بناء نظام دفاعي موحد وشامل على الأراضي السورية».

رائد جبر
المصدر: الشرق الأوسط