سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي في “غوطتي دمشق”.. عدالة دولية غائبة والنظام السوري يواصل طمس الأدلة والعمل على قلب الحقيقة

79

يصادف اليوم الـ21 من شهر أغسطس/آب 2020، الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين من نساء وأطفال ورجال ومسنين، بالإضافة لوجود قتلى من الفصائل في صفوف الضحايا، الذين قضوا جميعاً في استهداف صاروخي لمناطق مأهولة بالسكان، جرى عبر استخدام صواريخ محملة بمواد كيميائية وغازات.

قوات النظام وعبر أجهزتها الأمنية تواصل العمل على طمس حقيقة استهداف المدنيين بالسلاح الكيماوي، حيث لا تزال تعمل على اعتقال عشرات الأشخاص بشكل دوري منذ سيطرتها على غوطة دمشق الشرقية في عام 2018، وتقوم بالتحقيق مع الممرضيين الذين كانوا شاهدين على مجزرة الكيماوي، ومن ثم التصوير معهم على أن منفذي الهجوم كانوا من الفصائل المعارضة المسيطرة على غوطة دمشق، كما تواصل أجهزة النظام السوري عملها على إنتاج فيلم وثائقي بالتنسيق مع وسائل إعلام روسية، يكذب رواية المدنيين حول أعداد الضحايا ومن الذي قام بالاستهداف من خلال إجبار الأطباء والمسعفين وأهالي الأحياء التي سقطت عليها الصواريخ الكيماوية آنذاك، ممن بقيوا في غوطة دمشق الشرقية، على التكلم أمام عدساتهم وتصويرهم في أحياء زملكا وجوبر وعين ترما وعربين، ضمن المناطق الأكثر تأثراً بالهجوم الكيماوي.

يأتي ذلك وسط مخاوف من قبل أهالي غوطة دمشق من تمكن أجهزة النظام والروس من طمس حقيقة ماجرى وغياب العدالة عن محاسبة مرتكبي الهجوم الوحشي والغير إنساني، ولازالت قوات النظام حتى يومنا هذا ومنذ أن سيطرت على غوطة دمشق تقوم بالبحث عن المقابر الجماعية التي جرى دفن ضحايا الهجوم الكيماوي بها، والتحقيق مع الأهالي عن أماكن دفن ضحايا آخرين.

وعليه يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مطالبته للجهات الدولية الإنسانية والحقوقية تحقيق العدالة من خلال محاسبة مرتكبي مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق والتي تعتبر من أبشع المجازر في القرن الـ21 من خلال شهادات الناجين للمرصد السوري.

وكان المرصد السوري أشار في الـ21 من شهر أغسطس/ آب، من العام 2018، إلى معلومات حصل عليها من مصادره في غوطة دمشق الشرقية، حول قيام قوات النظام مجدداً باستدعاء مسؤول مقبرة عربين مجدداً إلى أحد أفرعه الأمنية، وحقق معه من جديد، حول كامل المعلومات عن مجزرة الكيماوي التي جرت في الـ 21 من العام 2013 بغوطتي العاصمة دمشق، كما جرى التحقيق معه حول مدافن بقية الشهداء من ضحايا مجزرة الكيماوي، وعن تفاصيل ما جرى ليلة القصف بالكيماوي

على صعيد متصل لا تزال عمليات الاعتقال متواصلة من قبل مخابرات النظام، للأشخاص المتهمين بمعرفة معلومات تفصيلية عن الهجوم الكيميائي على الغوطة، أو ممن يملكون المعلومات الدقيقة، عن ليلة القصف وما جرى خلالها، حيث نشر المرصد السوري في الـ 20 من شهر آب / أغسطس الجاري، أنه حصل على معلومات عن مواصلة قوات النظام بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة الكيماوي في غوطتي العاصمة دمشق، عمليات طمسها للأدلة والحقائق التي تثبت تنفيذها للمجزرة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قوات النظام منذ تثبيت سيطرتها على غوطة دمشق الشرقية، والانتهاء من عمليات التمشيط والتعفيش والمداهمة والاعتقال، تعمل على ملف مجزرة الكيماوي، إذ أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن سلطات النظام استدعت العشرات ممن كانوا متواجدين خلال المجزرة وبعدها، حيث استدعي كل من وثق وصوَّر وشارك في تكفين الشهداء ودفنهم، وكل من شارك في علاج المصابين، وجرى التحقيق بشكل مفصل عبر سؤالهم عن كامل حيثيات المجزرة وتفاصيلها، ومن ثم تعدى الأمر لحد قيام سلطات النظام باستدعاء المسؤولين عن مقابر زملكا وعين ترما وعربين، ليجري الاستدلال منهم على مكان مقابر ضحايا مجزرة الاسلحة الكيميائية في العاصمة دمشق، كما أن لمصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أنها رصد تعمد النظام للدخول إلى المقابر، والبدء بعمليات نبش القبور، وانتشال الرفات ونقلها إلى مناطق أخرى مجهولة إلى الآن، في تصرفات واضحة من النظام يعمد من خلالها إلى طمس معالم الجريمة البشعة التي نفذها، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين، حيث قالت مصادر حينها أن تعداد الشهداء وصل إلى 1400 مواطن مدني في كل من غوطتي دمشق الشرقية والغربية، في حين قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بتوثيق أسماء 890 شخصاً في مجزرة الكيماوي بالغوطة الشرقية توزعوا على الشكل التالي:
22 مقاتلا في الفصائل الإسلامية والمقاتلة
481 رجل
280 مواطنة
107 أطفال

كذلك حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان من شهود عيان وسكان من غوطة دمشق الشرقية، على معلومات متقاطعة أكدت للمرصد السوري، أن القصف الذي جرى يوم الـ 21 من آب / أغسطس من العام 2013، عند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، جرت بواسطة قصف بصواريخ سمعت أصوات إطلاقها بقوة، ومن ثم لم يسمع أي دوي انفجار بعد سقوطها، على مدينة زملكا، وفي المنطقة الواقعة بين مدينتي زملكا وعين ترما، إذ لم يكن قد سمع قبلها بحسب شهادة الأهالي، صوتاً لمثل هذا النوع من الأسلحة، وبعد عمليات القصف شوهد مئات الشهداء والمصابين، في زملكا ومحيطها ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية، وعزت المصادر المتقاطعة والأهلية للمرصد السوري السبب إلى تحضير الفصائل العاملة في غوطة دمشق الشرقية حينها، لعملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام عبر هجوم مركز ومكثف وعنيف يهدف للدخول إلى العاصمة دمشق والسيطرة عليها والبدء بحرب عصابات داخلها، إلى أن سلطة النظام الأمنية والعسكرية، تمكنت من الحصول على معلومات حول التحضر للهجوم بشكل حقيقي من قبل آلاف المقاتلين في الفصائل، وتحدثت مصادر أن قوات النظام في تلك المرحلة لم تكن في كامل جهزيتها لمثل هذا النوع م الهجوم الذي جرى التحضير له بشكل كبير ودقيق من قبل الفصائل، فما كان منها إلا أن عاجلت مركز انطلاق العملية العسكرية ضد دمشق، بصواريخ تحمل مواد كيميائية، أطلقت بأوامر من ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري والقائد الحالي للفرقة الرابعة بعد تعيينه في نيسان من العام 2018 في منصبه، وجرى تنفيذ الأمر من قبل لواء منحدر من منطقة صافيتا في ريف محافظة طرطوس الساحلية.