“سرقنا وتنكر لنا وافتتح المشاريع بأموالنا”.. مرتزقة يتحدثون للمرصد السوري عن تجاربهم مع “القائد أبو عمشة”

84

على الرغم من انتهاء ملف المرتزقة السوريين في أذربيجان منذ ما أكثر من 6 أشهر، إلا أن تداعيات القضية لاتزال مستمرة بشكل كبير جداً، وعلى رأسها قضية المستحقات المالية وما يترتب عليها من سرقات وتأخير طويل، فقسم كبير من المقاتلين الذين ذهبوا إلى إقليم ناغورني قره باغ لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية بل حصلوا على أجزاء قليلة منه مع وعود ذائفة، وعلى الرغم من أن هذا الكلام ينطبق على معظم الفصائل الموالية لأنقرة، إلا أن فصيل سليمان شاه يتصدرها ويتفرد بصدارتها أيضاً، كأكثر الفصائل التي سرقت المستحقات المالية للمرتزقة الذين ذهبوا إلى أذربيجان تحت جناحهم.

وتحدث عدداً من المرتزقة في الداخل السوري، ممن قاتلوا تحت ظل فصيل العمشات في إقليم ناغورني قره باغ، للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن رحلة الارتزاق وعمليات النصب والاحتيال والسرقة التي تعرضوا لها من قبل قائد فصيل سليمان شاه المدعو محمد الجاسم “أبو عمشة”، حيث وعدهم في البداية براتب شهري قدره 2000 دولار أميركي عند اجتماعهم بهم في منطقة حوار كلس، متوعداً أي قائد كتيبة ضمن فصيله بالمحاسبة في حال سرق ليرة واحدة من العناصر ومتلفظاً بألفاظ نابية، وهي عادة يشتهر بها أبو عمشة وفقاً للمرتزقة.

ومع انتهاء العمليات العسكرية وعودتهم إلى سورية، لم يحصلوا إلا على قلة قليلة من المال، وبقيت وعود أبو عمشة محض كلام ومع مرور الوقت بدأ المقاتلون بالمطالبة بحقوقهم بشكل فردي، لكن دون جدوى، بعد ذلك بدأوا بالمطالبة بشكل جماعي وعبر مجالس للعشائر لكن ما كان من أبو عمشة إلا التنكر لكل هذا في غالب الأحيان، وفي بعض الأحيان يقوم بتحضير وليمة صغيرة للجرحى والمصابين ويتم توزيع مبلغ يتراوح بين 1000-2000 ليرة تركية ليتم إسكات الأصوات المطالبة بمستحقاتهم بشكل مؤقت ويعطيهم وعود بأنهم سيكون عوناً لهم وسوف وسوف وسوف، إلا أنها تبقى وعود زائفة حتى اللحظة، كالتي أعطاها في المرة الأولى.

كما أكد المتحدثون للمرصد السوري أن حادثة الشريط المصور الذي تداول مؤخراً ويظهر أشخاص يطالبون بحقوقهم المالية من أبو عمشة من ملف الارتزاق، ثم جرى اتهام رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري وبعدها خرجوا بشريط مصور يتهمون العميد المنشق أحمد رحال، هي من افتعال أبو عمشة وعصابته وفقاً للمتكلمين، وأن ما ظهر في الشريط الأول صحيح.

فيما اختتم المرتزقة قولهم بأنهم لم يذهبوا يوماً إلى أذربيجان ولا إلى ليبيا لخدمة أبو عمشة أو غيره أو لقضية ما، لكن الحاجة المادية هي السبب الرئيسي لذهابهم لاسيما في ظل الفقر المدقع وشح فرص العمل والغلاء المعيشي الفاحش، وهو ما جرى استغلاله من قبل المخابرات التركية والفصائل الموالية لها، وأضافوا بأن أبو عمشة وأمثاله بنوا ثروات على حسابهم بعد سرقة مستحقاتهم وما حدث ويحدث من مشاريع في ناحية شيخ الحديد بريف عفرين خير دليل على ذلك.

يذكر أن تعداد المرتزقة الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان من قبل الحكومة التركية، بلغ 2580 مقاتل، قتل منهم 514 وأسر عدد آخر ولايزال مصير 240 منهم مجهول حتى اللحظة، فيما عاد البقية إلى سورية بعد انتهاء دورهم هناك ورفض الحكومة الأذربيجانية توطينهم.

 

https://www.facebook.com/syriahro/posts/10160120339943115