سكان إدلب يقصدون متاجر “الألبسة المستعملة” لصعوبة الأحوال المعيشية 

37

 

يبدأ سكان منطقة إدلب وريفها بشراء الألبسة الشتوية، مع انخفاض درجات الحرارة وبداية موسم البرد الشديد لهذا العام.
وتشهد المحلات إقبالاً كبيراً، لكن أسعار الألبسة الشتوية أخذت بالارتفاع لحد كبير ما حال دون شراءها من قبل شريحة كبيرة من المدنيين لاسيما النازحين، وتوجههم لشراء الألبسة المستعملة كبديلة عن الجديدة.
أسواق إدلب شهدت خلال الأيام الماضية ارتفاعاً كبيراً في أسعار الألبسة الجاهزة خصوصاً الألبسة الشتوية، وذلك لعدة أسباب من أهمها هو انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي ووصولها لحدود 10 ليرات مقابل الدولار الواحد، إضافة لغلاء المحروقات وكثرة الضرائب التي تفرضها “هيئة تحرير الشام” على الحركة التجارية بشكل عام وتحكمها في المعابر الحدودية لمناطق سيطرتها.
في المقابل شهدت محلات بيع الألبسة البالية المستعملة إقبالاً كبيراً، حيث تنتشر العشرات منها في معظم بلدات ريف إدلب الشمالي وخصوصاً بالقرب من مخيمات النزوح في كل من بلدات دير حسان والدانا وسرمدا وكفرلوسين، فهي مقصد غالبية العائلات النازحة لشراء حاجتها من الألبسة بجميع أنواعها الرجالية والنسائية وألبسة الأطفال، كما تعرض هذه المحلات العديد من الأنواع للألبسة وتختلف في جودتها ومصدر تصنيعها لكن غالبيتها هي “بضائع” أوروبية كما يصنفها أصحاب هذه المحلات، ويتم استيرادها بكميات كبيرة عبر المعابر الحدودية مع تركيا.
الشاب ( م.س) النازح من ريف حماة الغربي في منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، اعتاد في كل عام مع حلول فصل الشتاء أن يتوجه لشراء عدة قطع من الألبسة الشتوية مصطحباً زوجته وأطفاله أيضاً، لشراء الألبسة لهم، لكن هذا العام كان مختلفاً بالنسبة له، ففي شهادته لـ”المرصد السوري” يقول، أنه لم يتمكن من شراء الألبسة الجديدة لأطفاله الثلاثة فمتوسط تكلفة تجهيز الطفل من الألبسة الشتوية يبلغ نحو 200 ليرة تركية، فضلاً عن غلاء الألبسة الرجالية والنسائية.
مضيفاً، أنه استبدل فكرة شراء الألبسة الجديدة بالمستعملة ليوفر على نفسه هذه التكاليف الباهظة، علماً أن هناك بعض أنواع الألبسة الرجالية المستعملة غالية الثمن أيضاً، حيث يتراوح سعر “الجاكيت” ما بين 20 إلى 100 ليرة تركية، ويرتفع سعره أكثر بحال كان من ماركة جيدة، لذلك اكتفى بشراء متوسط هذه الأسعار لجميع أفراد عائلته.
موضحاً، أن هناك أشياء أخرى يمكن شراؤها من محلات الألبسة المستعملة مثل الأحذية والأغطية والحقائب وغيرها الكثير وهي ما ساعد الكثير من المدنيين في مناطق إدلب في تأمين احتياجاتهم بأسعار شبه مناسبة والهروب من الأسعار الكبيرة التي تفوق قدرة شريحة واسعة من المدنيين وخصوصاً النازحين.
بدوره يتحدث ( أ.م) صاحب أحد محلات بيع الألبسة البالية في منطقة كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، قائلاً، ازدهرت تجارة” ألبسة البالة” بشكل كبير خلال السنوات الماضية في إدلب وأصبحت مصدر دخل الكثير من التجار، بسبب الإقبال الشديد عليها نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بالألبسة الجديدة.
مضيفاً، وتصدر هذه الألبسة إلى الأسواق بكميات كبيرة ويتم عملية فرزها من قبل أصحاب المحلات والبسطات وعرضها للبيع بعدة أنواع، فمنها الأنواع الجيدة والتي تعتبر شبه جديدة وتباع بسعر أعلى من غيرها، وهناك الصنف الآخر منها وهي القطع الصغيرة مثل ألبسة الأطفال.
ويوضح، أنه ورغم انخفاض أسعار ألبسة البالة “الأوروبية” لحد كبير إلا أن البعض يشتكي من ارتفاع أسعارها وهذا يعود بسبب شرائها بالدولار الأمريكي وطرحها للبيع بالليرة التركية وهو ما ساهم في ارتفاعها نسبياً لاسيما خلال العام الجاري لعدم استقرار الليرة التركية وانخفاض قيمتها.
والجدير بالذكر أن الكثير من الأعباء تترتب على العائلات في مناطق إدلب وريفها تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب دخول فصل الشتاء، مثل تأمين مواد التدفئة والمؤونة الشتوية والألبسة الشتوية في ظل تردي الأوضاع المعيشية والمالية، يرافقها تقاعس المنظمات الإنسانية عن تحسين أوضاع النازحين، والانعكاسات السلبية لتداول الليرة التركية.