«سوريا الديمقراطية» تأمل من واشنطن وموسكو خفض التصعيد بعد الضربات التركية

36

تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» إلى وقف التصعيد التركي ضدها عبر التواصل مع واشنطن وموسكو بعد غارات أنقرة وتهديداتها بشن هجوم بري جديد في مناطقها، وفق ما قال قائدها العام مظلوم عبدي لوكالة الصحافة الفرنسية.
ووصف عبدي موقف كل من واشنطن، الداعم الرئيسي لقواته وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، ودمشق، التي قُتل عدد من عسكرييها جراء الغارات التركية، بـ«الضعيف».
وشنّت أنقرة فجر الأحد عملية عسكرية جوية قالت إنها اتسمت بـ«النجاح» وتمثلت بعشرات الضربات الجوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، قبل أن يعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، عن احتمال إطلاق عملية برية أيضا في سوريا.
وقال عبدي لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من بيروت «تتركز مساعينا الأساسية حالياً على خفض التصعيد من قِبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري»، في إشارة إلى الأميركيين والروس.
وأطلقت تركيا عمليتها الجوية بعد أسبوع على اتهامها حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ مقرات له في العراق، والوحدات الكردية في سوريا بالوقوف خلف تفجير إسطنبول الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح. ونفى الطرفان الكرديان أي دور لهما بالاعتداء.
وقال عبدي «أعلنا مراراً أن لا علاقة لنا بما حدث في إسطنبول بأي شكل من الأشكال»، متهماً تركيا باستخدامه «حجة».
وفي سوريا، استهدف القصف مناطق حدودية تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، وخصوصاً مدينتي كوباني (شمال) والمالكية (شمال شرق)؛ ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، بينهم مقاتلون وعناصر من قوات النظام السوري، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حين أعلن المقاتلون الأكراد عن مقتل 11 مدنياً.
ودعا عبدي واشنطن، التي تنشر قوات في المنطقة ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، إلى أن «يكون لها موقف أكثر حزماً يمنع على الأقل استهداف المدنيين».
وقال «تفاجأنا بالموقف الضعيف جداً من حكومة دمشق» التي اكتفت بالإعلان عن مقتل «عدد» من عسكرييها قال «المرصد السوري»، إن عددهم بلغ 16 قتيلاً.
ومنذ 2016، شنت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية استهدفت أساساً المقاتلين الأكراد في سوريا، وسيطرت مع فصائل سوريا موالية لها على منطقة حدودية واسعة. ومنذ آخر هجوم لها في 2019، هددت مراراً بشن هجوم جديد، وقد تصاعدت تهديداتها في وقت سابق العام الحالي.
وقال إردوغان، الاثنين، «لا شكّ في أن هذه العملية لن تقتصر فقط على عملية جوية»، مضيفاً، أن المشاورات جارية لاتخاذ قرار حول «صلاحيات قواتنا البرية».
وشدد عبدي «لدينا استعدادات للدفاع عن المنطقة، لكننا نطلب من جميع الأطراف سواء الأميركيين أو الروس أن يفوا بالتزاماتهم» بمنع هجوم جديد.
ودعت روسيا، الثلاثاء، تركيا لـ«ضبط النفس» والامتناع عن «أي استخدام مفرط للقوة» في سوريا.
واعتبر عبدي أن هدف تركيا هو «احتلال الشريط الحدودي بأكمله بعمق 30 كيلومتراً بحجة إنشاء منطقة آمنة تكون ورقة للحفاظ على نفوذها في سوريا».

المصدر: الشرق الأوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.