سوريا: «النصرة» وكتائب مسلحة تسيطر على «جسر الشغور»

28

دمشق – بيروت – (أ ف ب): سيطرت جبهة النصرة وكتائب مسلحة مقاتلة بشكل كامل أمس على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، في ضربة موجعة للقوات السورية قد تكون مقدمة لتهديد معاقل أخرى أساسية له.وتعرضت المدينة لقصف جوي من طائرات تابعة لقوات النظام بعد الظهر، ما تسبب بمقتل عشرة أشخاص بينهم مدنيون، في حين أفاد المرصد أن قوات النظام «أعدمت» 23 معتقلا كانوا محتجزين في مقر جهاز الأمن العسكري قبل انسحابها من المدينة حسب قول المرصد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «سيطرت جبهة النصرة وكتائب إسلامية أمس على مدينة جسر الشغور بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع قوات النظام استمرت منذ الخميس الماضي». وذكر المرصد أن هناك «ما لا يقل عن ستين جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط في شوارع المدينة، وقد قتلوا خلال المعارك التي أدت الى السيطرة على المدينة». وتعرضت المدينة بعد انسحاب قوات النظام لغارات جوية كثيفة «تسببت بمقتل عشرة أشخاص بين مدنيين ومقاتلين، بحسب المرصد.
ونشرت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على احد حساباتها الرسمية على موقع تويتر صورة لجثث داخل غرفة بدا معظم أصحابها في سن الشباب، وعليها آثار دماء، كما يمكن مشاهدة دماء على الجدران، متحدثة عن «مجزرة ارتكبها الجيش النصيري قرب المشفى الوطني». ورأى عبدالرحمن أن جسر الشغور «اكثر أهمية من مدينة إدلب لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام». وبات وجود النظام في محافظة إدلب يقتصر على مدينة أريحا (على بعد حوالي 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها، بينما مجمل المحافظة بين ايدي مقاتلي المعارضة ولا سيما جبهة النصرة.
وقال الناشط من «تنسيقية الثورة السورية» في إدلب خالد دحنون لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت: إن «جسر الشغور محررة بالكامل»، مشيرا إلى أن «مدينة أريحا محاصرة بالكامل ومعسكري المسطومة والقرميد محاصران». ونشر حساب جبهة النصرة صورا لمقاتليها وهم يتجولون أو يجلسون الى جانب طريق في «جسر الشغور المحررة»، مع أسلحتهم الخفيفة.
كما بدت في الصور أعلام لجبهة النصرة مرفوعة على آليات وأبنية، مقابل إنزال أعلام الدولة السورية.
وأقر الإعلام الرسمي السوري بانسحاب القوات السورية من جسر الشغور.
ونقل التلفزيون الرسمي في شريط إخباري عاجل عن مصدر عسكري أن «وحدات من قواتنا الباسلة تعيد بنجاح انتشارها في محيط جسر الشغور تجنبا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء».
وأشار الى أن المسلحين «تدفقوا من تركيا» للمشاركة في معركة جسر الشغور. وقال مسؤول سياسي في دمشق رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس «انه هجوم كبير يحصل بناء على اتفاق بين السعودية وقطر وتركيا» الداعمة للمعارضة السورية، مضيفا إن الهدف منها «أن يصل النظام في موقع ضعيف الى مفاوضات جنيف».
ويقول الخبير في الشؤون السورية تشارلز ليستر لفرانس برس: إن سقوط جسر الشغور «قد يمهد لهجوم على اللاذقية.
وقد يكون ذلك أمرا خطيرا جدا بالنسبة الى النظام». ويضيف «لا يجب أن ينظر الى هذه العملية على أنها هجوم بسيط، بل على أنها تندرج ضمن استراتيجية اكثر اتساعا».

 

المصدر: عمان