سوريا.. شتائم تدفع رئيس اتحاد الكتاب العرب للاستقالة

32

تلقى رئيس اتحاد الكتاب العرب، في سوريا، الدكتور نضال الصالح، مجموعة شتائم دفعته للاستقالة من منصبه، الأربعاء، وذلك حسب نص استقالته الذي نشره على حسابه الفيسبوكي، ونشر على صعيد واسع بصفته حدثاً نادراً في سوريا، كما أجمعت أغلب ردود الأفعال.

وقال الصالح في نص استقالته الذي اطلعت عليه “العربية.نت” إنه تقدّم باستقالته حرصاً منه على ألا تلحق به إساءات جديدة، خاصة بعد ما تلقاه من “سباب وشتائم واتهامات باطلة وزائفة” كما قال، معتبراً أن ما لحق به، هو “إيذاء مدبّر ومخطط”، وبناء عليه، أعلن استقالته من رئاسة الاتحاد.

شتائم وسباب

وكان اتحاد الكتاب العرب بدمشق، قد دعا أعضاءه للاجتماع السنوي بتاريخ 19 من الشهر الجاري، لمناقشة قضايا روتينية تخص عمل الاتحاد، كإقرار الميزانية ووضع صندوق التقاعد ومشروع النظام الداخلي، إلا أن عدداً كبيراً من أعضاء الاتحاد طالب بحجب الثقة عن الصالح، وسط أجواء مشحونة ومتوترة ما بين فريقين، الفريق الذي يدعم الصالح وهم جماعة حزب البعث الحاكم، والفريق الذي يدعو للإطاحة به، فحصل اشتباك لفظي عارم بين الطرفين، وتطور الأمر إلى إطلاق شتائم جارحة بحق رئيس الاتحاد.

ويشار إلى أن الصالح تمهّل عدة أيام قبل إعلان استقالته، خاصة أن داعميه في الاجتماع، زعموا أنهم أحبطوا ما سمّوه “انقلاباً” من داخل الاتحاد، متهمين الساعين لحجب الثقة عنه بـ”ضعف انتماء”، فتم إخراج عدد من معارضي الصالح من قاعة المؤتمر، لضمان إتمام الاجتماع السنوي وإفشال حجب الثقة.

يذكر أن المطالبين باستقالة الصالح يتهمونه بإقصاء كل من يختلف معه وأن نشاطات الاتحاد تراجعت جذريا في عهده، فطرحوا التصويت على حجب الثقة عنه، فقام برفض التصويت، بصفته رئيس الاتحاد.

وعلمت “العربية.نت” بأن عددا من الأعضاء البعثيين في الاتحاد المذكور، اتهم كل من طرح حجب الثقة عن الصالح، بأنه ليس وطنياً، فيما تقدّم عضو في الاتحاد يدعى شاكر سماوي، واسمه الأصلي رجب علي، بمداخلة حادة بسبب رفض رئيس الاتحاد طرح التصويت على حجب الثقة.

عريضة لحجب الثقة

ووقع الأعضاء المطالبون بحجب الثقة عن الصالح، وعددهم 156 عضواً، عريضة يعلنون فيها الدعوة لحجب الثقة عنه، وتم رفض التصويت، الأمر الذي أدى إلى حالة عارمة من التوتر الذي رافقه سباب وشتائم مختلفة، خاصة أن الأعضاء البعثيين في الاتحاد، اعتبروا حجب الثقة عن الصالح، “هزيمة وطنية” كاملة، واتّهم زبير سلطان، رئيس فرع الاتحاد في دير الزور، الداعين لإقالة الصالح بـ”ضعف الانتماء”.

ومن الجدير بالذكر، أن ما رافق الاجتماع السنوي للاتحاد، من شتائم بحق رئيسه وإخراج بعض الأعضاء من قاعة المؤتمر، لم يؤد مباشرة إلى استقالة الصالح الذي بقي على رأس عمله خمسة أيام قبل أن يعلن الاستقالة في السابع والعشرين من الشهر الجاري.

ونضال الصالح يحمل شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي، من مواليد محافظة حلب عام 1957، وهو من أنصار رئيس النظام السوري بشار الأسد ويهاجم الثورة السورية في جميع المحافل ذات الصلة بوظيفته.

وتعتبر مؤسسة اتحاد الكتاب العرب، في سوريا، مؤسسة من مؤسسات الدولة، وتعبر عن سياسة النظام السوري وتدعم توجهاته، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث تحول عمل الاتحاد إدارياً وثقافياً، إلى جبهة تصطف لصالح الأسد متهمة معارضيه بمختلف التهم، لعلّ منها ما أطلق على رئيس الاتحاد نفسه، مما دفعه أخيراً إلى الاستقالة.

عهد فاضل
المصدر: العربية.نت

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.