سوريا: مقاتلون أكراد يستولون على قاعدة عسكرية من “داعش”

21

استولت قوات يقودها الأكراد على قاعدة عسكرية من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محافظة الرقة السورية، الاثنين.

جاء هذا التطور مع توغل القوات التي يقودها الأكراد في أراض سورية يسيطر عليها تنظيم “داعش”، في دلالة على زخم جديد بعدما استولت تلك القوات بسرعة وعلى غير المتوقع على معبر حدودي من قبضة المسلحين الأسبوع الماضي.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم القوات الكردية، إن هذه القوات المدعومة بغارات جوية يقودها الأمريكيون ومجموعات أصغر من مقاتلي المعارضة السورية اقتربوا حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى وهي بلدة تقع على بعد 50 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الرقة العاصمة الفعلية لـ”داعش”.

وقال خليل لوكالة رويترز للأنباء: “لقد تم هزيمتهم”.

وكان “داعش” يسيطر على القاعدة “اللواء 93” منذ استيلائه عليها من الجيش السوري العام الماضي.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: “هذا يعني استمرار تصدع الدولة الإسلامية داخل معقلها”.

وجاء التقدم السريع في محافظة الرقة مخالفاً لكل التوقعات لمعركة تدوم فترة طويلة بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي “داعش”، الذين خاضوا لأربعة أشهر قتالاً من أجل السيطرة على بلدة كوباني الحدودية التي حقق فيها الأكراد أخيراً انتصاراً على “الجهاديين” في جانفي الماضي.

والرقة هي المعقل الرئيسي لـ”داعش” في سوريا، وهو التنظيم الذي أعلن قيام دولة “الخلافة” على جميع المسلمين من مناطق يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وتقود الولايات المتحدة حملة ضربات جوية على التنظيم في كلا البلدين الجارين منذ العام الماضي. وكان الأكراد الشريك الأكثر أهمية حتى الآن للحملة التي يقودها الأمريكيون في سوريا، حيث لا تتمتع واشنطن إلا بالقليل من الحلفاء مقارنة بالعراق.

وكانت الجبهة الكردية في شمال سوريا أحد المصادر القليلة للتفاؤل في القتال ضد “داعش” منذ حقق مقاتلو التنظيم مكاسب كبيرة الشهر الماضي بالقرب من العاصمتين دمشق وبغداد.

والأسبوع الماضي قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، إنه من الواضح أن مقاتلي “داعش” قد “تصدعوا” في بلدة تل أبيض على الحدود التركية، التي سقطت في أقل من يومين في أيدي وحدات حماية الشعب الكردية، في تطور أدى لقطع طريق الإمداد من تركيا.

وكان بعض اللاجئين من منطقة تل أبيض اتهموا وحدات حماية الشعب الكردية بطرد العرب والتركمان من أراض استولت عليها هذه القوات من “داعش”. وكان أكثر من 23 ألف شخص فروا من شمال سوريا إلى تركيا هذا الشهر هرباً من المعارك.

ومع استمرار المعارك وإعادة فتح معبر حدودي بدأ بعض اللاجئين العودة إلى تل أبيض، أمس (الاثنين). وعاد مئات من السوريين معظمهم نساء وأطفال حاملين أمتعتهم عبر الحدود من بلدة أقجة قلعة التركية.

وينفي مسؤولون أكراد طرد أحد من السكان وقالوا، إن هذه الاتهامات تهدف إلى إثارة صراع عرقي. ويقول المرصد السوري، إنه لا دليل على ارتكاب القوات الكردية انتهاكات ممنهجة رغم وجود حالات فردية.

وأثار التقدم الكردي قلق الحكومة التركية التي تخشى أن يؤدي تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا إلى إثارة الاضطرابات العرقية بين الأكراد من سكانها.

ونقلت أنقرة إلى واشنطن قلقها من علامات على “نوع من التطهير العرقي” في مناطق يسيطر عليها الأكراد بالقرب من تل أبيض.

ويقول أكراد سوريا إنهم لا يريدون إنشاء دولة خاصة بهم، لكنهم يرون نموذج الحكم الذاتي الإقليمي الذي يتمتعون به مثالاً يحتذى لإنهاء الحرب في سوريا ومناطق أخرى في المنطقة. ويتمتع أبناء عمومتهم من أكراد العراق بحكم ذاتي في منطقتهم أيضاً.

وسبب اتساع نفوذ الإدارة الكردية في شقاق مع النظام السوري الذي كان يميل إلى تجنب أي صراع مباشر مع الأكراد خلال الحرب التي مر عليها أربع سنوات مع احتفاظه بموطئ قدم في مناطق واقعة تحت النفوذ الكردي.

وثارت التوترات في القامشلي وهي بلدة في شمال شرق سوريا يتقاسم الأكراد والقوات الحكومية السيطرة عليها. وانتزعت القوات الكردية عدة مواقع من سيطرة الحكومة الأسبوع الماضي بعد اشتباكات ألقى مسؤولون أكراد بالمسؤولية فيها على النظام السوري لتحريضها على صراع بين العرب والأكراد.

ولم يعقب مسؤولون من الحكومة السورية على أحداث القامشلي بصورة محددة، لكنهم قالوا إن لديهم شكوكاً بوجود طموحات انفصالية لدى بعض الأكراد.

وقال مسؤول في الحكومة السورية عبر الهاتف مشترطاً عدم نشر اسمه “عموماً نحن وإياهم أصحاب.. لكن الوئام لا يدوم”.

 

المصدر: بوابة الشروق