سوريا وتركيا: ضربة للمعارضة السورية بعد أن مد أردوغان يده للأسد

28

ناقشت صحف بريطانية ما سمي ضربة للمعارضة السورية بعد تقارير عن تقارب محتمل بين الرئيسين التركي والسوري، بالإضافة الى العنف المستجد في جنوب سوريا والتفلت الأمنة، ومأزق الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي.

نبدأ جولتنا من التايمز وتقرير لمراستلها هانا لوسيندا سميث بعنوان: “ضربة للمعارضة السورية بعد أن مد أردوغان يد الصداقة للأسد”.

ويشير التقرير إلى أن تركيا، وهي آخر حليف قوي للمعارضة السورية، تعمل على تغيير مسارها، وتتجه نحو المصالحة مع دمشق.

والتقى وزيرا الدفاع التركي والسوري في موسكو الأسبوع الماضي، وهو أول اجتماع على المستوى الوزاري منذ 2011. ومن المتوقع أن يجتمع وزيرا الخارجية هذا الشهر، وألمح الرئيس أردوغان إلى استعداده للقاء الأسد.ونقل التقرير عن رامي الجراح، وهو من أوائل المعارضين السوريين الذين غردوا عن الاحتجاجات في دمشق قبل 12 عاماً، ويعيش الآن في المنفى في ألمانيا، قوله إن هذا التحول “ليس مفاجأة، لكنه لا يزال صفعة كبيرة في وجه أولئك الذين يتطلعون إلى سوريا الحرة”.

ومع ذلك، يعتقد أن الشتات السوري في تركيا قد ارتكب أخطاءً أيضاً. وقال: “تعامل السياسيون والناشطون والصحفيون السوريون مع تركيا كدولة الحزب الواحد واستبعدوا إقامة علاقات مع أحزاب المعارضة التركية. أدى ذلك إلى استياء تجاه السوريين من الأتراك الذين يعارضون أردوغان، وترك مصيرهم في نهاية المطاف في يد سياسي براغماتي واحد”.

وعلى الرغم من أن الرئيس الروسي بوتين يدفع باتجاه المصالحة، فإن لدى أردوغان دوافعه الداخلية الخاصة، بحسب الصحيفة. وتضيف أن هناك غضبا متزايدا في تركيا بشأن استضافة 3.6 مليون لاجئ سوري، وتُظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الأتراك يريدون رحيلهم، وهو الأمر الذي طالبت به أحزاب المعارضة العلمانية التركية، الأكثر تعاطفاً مع الأسد، منذ فترة طويلة.

وأشارت التايمز إلى أن أردوغان كان يرحب في البداية بالسوريين ومنفيي الربيع العربي الآخرين، وهم بدورهم أيدوه إلى حد كبير، “حتى عندما انزلق نحو نوع من الاستبداد”. ويعتقد الأتراك، بحسب الصحيفة، أنه إذا بقي السوريون وحصلوا على الجنسية التركية، كما حصل بالفعل مع مئات الآلاف، فسيصبحون كتلة انتخابية مهمة ستزيد الأصوات في المستقبل لمصلحة أردوغان.

وتضيف أنه ومع تصاعد مشاكل تركيا الاقتصادية وانقلاب المد السياسي في المنطقة ضده، سعى أردوغان إلى إعادة بناء الجسور مع جيرانه وتقديم نفسه على أنه القائد الذي سيعيد السوريين إلى بلادهم.

وذكرت التايمز بلقاء أردوغان في الأشهر الأخيرة بقادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقيامه بمبادرات تجاه مصر.

وأضافت أنه أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد سنوات من الخلافات حول علاقات تركيا مع حماس ومعاملة إسرائيل للفلسطينيين. لكن سوريا ، كما يرى تقرير التايمز، تبقى الجائزة الحقيقية.

وقال عمر أونهون، آخر سفير لتركيا في سوريا (2012)، للصحيفة: “المصالحة مع مصر تجعل الدبلوماسيين سعداء، لكن بالنسبة للناس العاديين، فهي ليست مهمة. سوريا فريدة من نوعها لأن مشاكلها تؤثر على الناس في الشارع في تركيا بشكل مباشر وخاصة قضية اللاجئين. قد يؤثر ذلك حتى على كيفية تصويت الناس”.

واعتبرت التايمز أن عمق وتعقيد الصدع، الذي يشمل دعم تركيا للميليشيات الإسلامية وتعاون الأسد مع المقاتلين الأكراد، يعني أن المصالحة الكاملة ستكون عملية طويلة وصعبة. ومن غير المرجح أن يغادر اللاجئون تركيا بسرعة، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق.

وأضاف أونهون: “ليس لتركيا تحديد متى وكيف ينبغي أن يعودوا. سوريا هي مصدر المشكلة وستكون أيضاً مصدر الحل. لكن النظام وعقليته لا تزال كما كانت في عام 2011”.

ويعتمد السياسيون الأتراك من جميع الأطياف على القضية نفسها. وأسس أوميت أوزداغ، القومي المخضرم، بحسب التايمز، مؤخراً “حزب النصر” على قضية طرد اللاجئين فقط. وسيحضر كمال كيليغدار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي والمنافس المحتمل لأردوغان على الرئاسة، “مراسم الإعادة إلى الوطن” في إسطنبول في نهاية هذا الأسبوع حيث يستقل السوريون حافلة للعودة إلى وطنهم، أمام كاميرات التلفزيون.

وتشير الصحيفة إلى أنه إذا تمكن أردوغان من مقابلة الأسد قبل الانتخابات في يونيو/حزيران، فسيكون قد انتهز فرصته الذهبية.

ويوافق مصطفى قربوز، الأستاذ في الجامعة الأمريكية والباحث في المركز العربي بواشنطن، في حديثه للتايمز على أن أردوغان يبيع “فكرة وليس حقيقة”. وقال: “المعارضة التركية كانت تصوره على أنه إسلامي متشدد لا يستطيع تجاوز حدوده الأيديولوجية. للفوز في هذه الانتخابات الصعبة، يهدف أردوغان إلى إثبات أنه شعبوي براغماتي يمكنه تقديم أي شيء، بما في ذلك وعود زعماء المعارضة بمعالجة أزمة اللاجئين”.

تنظيم الدولة والمخدرات والنظام في درعا

ننتقل الى الإندبندنت أونلاين وتقرير لمراسلها بورزو داراغي بعنوان: “داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) ومهربو المخدرات وقوات النظام يقوضون السلام الهش في جنوب سوريا”.

أشار التقرير إلى أن كل من العصابات والقمع السياسي والعنف، يعمل على تفكيك السلام الهش في جنوب سوريا، حيث كان من المفترض أن تنهي تسوية بوساطة روسية “الصراع بين القوات الموالية لبشار الأسد والمتمردين المسلحين” الذين سعوا للإطاحة به.

ويضيف أن معارضي الأسد خرجوا مرة أخرى في الأيام الأخيرة في محافظة درعا ونظموا احتجاجات وغنوا أغنيات ثورية ولوحوا بعلم سوريا الذي سبق حكم حزب البعث في استعادة لمشاهد العام 2011.

ويقول ميتي سوهتا أوغلو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في شركة بيلجسام، وهي شركة استشارية مقرها اسطنبول للإندبندنت: “نظام الأسد يفقد السيطرة في درعا. الفوضى الأمنية تتزايد في جنوب سوريا منذ سيطرة النظام. العديد من الأطراف المتصارعة تكافح ضد بعضها البعض لإظهار وجودها على الأرض وعرقلة خطط الآخرين. هذا يبقي المنطقة في حالة من الفوضى”.

وظل جنوب سوريا في حالة من التوتر الشديد والغموض منذ أن توسط الكرملين في صفقة بين مقاتلي المعارضة ونظام الأسد في عام 2018، بحسب الصحيفة. وإلى جانب المتمردين السابقين، يشمل المزيج المتقلب من اللاعبين فلول تنظيم الدولة الإسلامية الذين يجوبون المناطق النائية وكذلك المرتبطين بالنظام. هذا بالإضافة الى مهربي المخدرات ينقلون الكبتاغون والميثامفيتامين ومخدرات أخرى عبر الحدود الأردنية باتجاه الخليج وشبه الجزيرة العربية.

ويشتبه المراقبون، بحسب ما نقلت عنهم الإندبندنت، بأن إيران وحلفاءها متورطون أيضاً في إثارة الاضطرابات في المنطقة الاستراتيجية المتاخمة لمرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل، خصم طهران.

لكن “أكثر الفرقاء شناعة” بحسب الكاتب، فهم ما زالوا “القوات المسلحة والميليشيات المرتبطة بالنظام” والتي تعمل أحياناً من قاعدة كانت تسيطر عليها روسيا في السابق وهي الآن في أيدي إيران وحزب الله.

ويقول سوهتا أوغلو للصحيفة: “لقد أصبحت سوريا فعلياً دولة مخدرات”.

وبدأت الاحتجاجات المنتظمة ضد النظام وقواته في 21 ديسمبر/كانون الأول واستمرت بشكل متقطع في ما لا يقل عن ست مدن وبلدات، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي الأيام الأخيرة، كانت هناك تقارير متفرقة عن أعمال عنف، بما في ذلك قيام قوات الأمن بفتح النار على حشود من المتظاهرين. لكن كانت هناك أيضاً اغتيالات لثمانية مسؤولين أمنيين على الأقل موالين للأسد، وفقاً لما نقلته الإندبندنت عن عدد قليل من الصحفيين السوريين النشطين الذين يعملون بشكل سري في البلاد.

ويشير الكاتب الى أن السوريين في محافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين يشكون من تعرضهم للهجوم من قبل قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران وكذلك من قبل فلول تنظيم الدولة.

ونفذ التنظيم تفجيرات انتحارية استهدفت كلاً من المتمردين والنظام، وأنشأ “محكمة إسلامية” في مدينة جاسم قبل اكتشافها وإغلاقها.

ويرى الكاتب أن الفوضى، التي أدت إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي والعودة الواضحة لكوفيد، تضيف إلى المصاعب التي يواجهها المواطنون العاديون، ويعتقد أنها قد أن تؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات. وما يفاقم المشكلة، بحسب الكاتب، هو “نظام دمشق الذي يرى العنف والقمع على أنهما السبيل الوحيد لمعالجة السخط”.

“صراع على السلطة” في الولايات المتحدة

وأخيراً إلى الفاينانشال تايمز ومقال رأي لمجلس تحريرها بعنوان: “انحدار الجمهوريين إلى الاختلال الوظيفي”.

ووصفت الصحيفة الأحداث في مجلس النواب الأمريكي هذا الأسبوع بـ “مأزق يحدث مرة كل قرن، صراع على السلطة، اختلال وظيفي وهدية للديمقراطيين”.

واعتبرت أن الرئيس جو بايدن كان محقاً بقوله إن كل شيء يبدو “محرجاً بعض الشيء” للجمهوريين.

كيفن مكارثي يفشل في الفوز برئاسة مجلس النواب الأمريكي رغم دعم دونالد ترامب

وأشارت إلى أنه حتى لو تم حل المسألة في نهاية المطاف، فإن فشل محاولات كيفن مكارثي المتكرر والمهين بأن يصبح رئيساً لمجلس النواب، “يمثل لحظة وجودية للحزب”.

واعتبرت الصحيفة أن على أعضاء الحزب ومؤيديه “أن يستيقظوا”. وأنه كان ينبغي أن يكون الأمر أكثر سلاسة بالنسبة لمكارثي، زعيم الأغلبية الذي يحتاج إلى 218 صوتاً لأخذ المطرقة من رئيس مجلس النواب. وبدلاً من ذلك، منع 20 متمرداً من الجمهوريين ترشيحه، “على الرغم من محاولاته اليائسة العديدة لاسترضائهم”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يُطلب من المجلس دستورياً انتخاب رئيس مجلس النواب ولا يمكنه بدء أعماله حتى ذلك الحين.

وتعتبر أنه لا ينبغي أن يكون مفاجأة أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد، على الأقل بالنسبة لمكارثي وهو “صانع صفقات بارع”.

واعتبر مجلس تحرير الصحيفة أنه إذا كانت هذه هي الفوضى التي نجمت عن مجرد اختيار رئيس مجلس نواب جمهوري، فما هو الأمل في وجود هيئة تشريعية عاملة حتى لو تم اختيار رئيس مجلس النواب في النهاية، مشيرةً إلى أن ذلك يجب أن يعطي الديمقراطيين وقفة للتفكير.

وتعتبر الصحيفة أن هذا الخلل هو إرث ترامب الحقيقي. وتقول إن أولئك الذين يعرقلون ترشيح مكارثي قد يسعدون بذلك.

ويجب على الجمهوريين المعتدلين بحسب الفاينانشال تايمز، أن يفهموا “الضرر الذي أحدثه ترامب وأتباعه، ليس فقط لأعمال الحكومة ولكن لفرصهم الانتخابية في عام 2024 أيضاً”.

المصدر: بي بي سي عربية