“سورية الديمقراطية” تتقدم ضد “داعش” في مدينة الطبقة

13

أحرزت قوات سورية الديمقراطية التي تتألف من فصائل كردية وعربية وتدعمها واشنطن تقدما أمام تنظيم “داعش” في مدينة الطبقة (شمال سورية)، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
وتحظى مدينة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” منذ العام 2014 بأهمية استراتيجية مزدوجة، باعتبار انها تفتح الطريق أمام قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن الى الرقة، معقل الإرهابيين في سورية، وتضم سدا مائيا هو الأكبر في البلاد.
وقال المرصد إن قوات سورية الديمقراطية باتت تسيطر على أكثر من نصف الطبقة والقسم الأكبر من المدينة القديمة، وذلك بعد اسبوع على دخولها هذه المدينة الواقعة على بعد 55 كلم غرب الرقة المعقل الابرز للمتطرفين في سورية.
ونشرت قوات سورية الديمقراطية صورا تظهر بحسب زعمها اغراضا تم جمعها في الاحياء التي تمت السيطرة عليها مؤخرا في المدينة من بينها اسلحة وذخائر وعلم لتنظيم “داعش”.
واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى تواصل المعارك صباح أمس. وتواجه قوات سورية الديمقراطية مقاومة شرسة من الإرهابيين الذين يستخدمون خصوصا طائرات مسيرة مسلحة على غرار ما يفعلون ضد القوات العراقية التي تحاول طردهم من مدينة الموصل كبرى مدن شمال العراق.
وبحسب المرصد، اعتمد التنظيم منذ حصار المدينة على ارسال انتحاريين وسيارات مفخخة الى مواقع قوات سورية الديمقراطية في محاولة لاعاقة تقدمهم، وهو الاسلوب الذي يعتمده في كل الجبهات التي يخسر سيطرته عليها.
يقارب عدد سكان المدينة 85 ألف نسمة من بينهم المتطرفون.
وتقع المدينة التي كان المتطرفون يستخدمونها كقاعدة للقيادة وتضم السجن الابرز للتنظيم بالقرب من سد مهم يحمل اسمها ما يزال خاضعا لسيطرة المتطرفين.
وتندرج السيطرة على مدينة الطبقة في إطار حملة “غضب الفرات” التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي في تشرين الثاني (نوفمبر) لطرد الإرهابيين من الرقة معقلهم الابرز في سورية.
ومنذ بدء هجومها الهادف لطرد المتطرفين من مدينة الرقة، تمكنت قوات سورية الديمقراطية من السيطرة على قسم كبير من الاراضي في محيط الرقة.
وتشهد سورية نزاعا داميا منذ منتصف آذار(مارس) 2011 تسبب بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس انه “حزين” لرؤية عربات عسكرية أميركية تقوم بأعمال الدورية قرب الحدود التركية السورية مع مقاتلين اكراد من “وحدات حماية الشعب” التي تصفها انقرة بانها تنظيم “إرهابي”.
و”وحدات حماية الشعب” الكردية هي المكون الرئيسي لقوات سورية الديمقراطية وهي تحالف لفصائل عربية وكردية تقاتل مسلحي تنظيم “داعش” بدعم من واشنطن.
وشنت تركيا غارات هذا الاسبوع على مقر قيادة وحدات حماية الشعب في شمال شرق سورية ما اوقع 28 قتيلا. كما سجلت اشتباكات بين الجيش التركي والمقاتلين الاكراد على طول الحدود.
وارسلت الولايات المتحدة عربات عسكرية ترفع اعلاما أميركية الى الجانب السوري من الحدود للقيام بدوريات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب ولمنع أي اشتباكات جديدة.
وصرح اردوغان قبل توجهه الى الهند “للاسف ان وجود علم اميركي الى جانب منظمة ارهابية اسمها وحدات حماية الشعب في قافلة، امر يحزننا بشدة”.
وادى اختلاف الموقف من مقاتلي وحدات حماية الشعب الى نوع من الفتور في العلاقات الاميركية التركية ويريد اردوغان الذي سيلتقي دونالد ترامب في ايار(مايو) في الولايات المتحدة تغيير موقف واشنطن بهذا الصدد.
واضاف اردوغان “سنتحدث في الامر حين نلتقي في 16 أيار(مايو)” مبديا اسفه لاستمرار التعاون بين القوات الاميركية ووحدات حماية الشعب الكردية.
وشدد على ان “هذا الامر يجب ان يتوقف فورا (..) والا فان هذه المعضلة ستستمر بالنسبة للمنطقة ولنا”.

المصدر: الغد