سورية: معارك شديدة في جسر الشغور آخر معاقل النظام في إدلب

24

بيروت – شنت جبهة النصرة وكتائب مقاتلة في المعارضة السورية هجوما عنيفا على مدينة جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة إدلب (شمال غرب)، وقد أحرزت تقدما على الأرض، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
وكان “جيش الفتح”، وهو تحالف يضم جبهة النصرة وفصائل إسلامية مقاتلة أبرزها حركة أحرار الشام، أعلن الخميس بدء “معركة النصر” الهادفة إلى “تحرير جسر الشغور”. وتكتسب جسر الشغور أهمية استراتيجية، إذ إنها قريبة جدا من الحدود التركية وتقع على الطريق العام الذي يصل إلى محافظة اللاذقية (غرب)، منطقة النفوذ القوي لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن  “تدور (أمس) اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة “تنظيم القاعدة في بلاد الشام” من جهة اخرى، في محيط مدينة جسر الشغور”، مشيرا الى تقدم للمقاتلين.
وأوضح المرصد أن العمليات العسكرية بدأت الخميس، واستعانت جبهة النصرة بعدد من الانتحاريين الذين فجروا انفسهم في حواجز لقوات النظام ما لبثوا ان تقدموا إليها.
وأشار إلى “تمكن مقاتلي الفصائل الإسلامية من السيطرة على حاجز تل حمكة الاستراتيجي وقطع طريق جسر الشغور – أريحا”. وفي حال سقوط جسر الشغور، سيقتصر وجود قوات النظام في محافظة إدلب على بلدتي أريحا والمسطومة (على بعد 25 كلم من جسر الشغور).
وكان المقاتلون تمكنوا الخميس وخلال ساعات الليل الماضي من السيطرة على عدد من الحواجز الأخرى في المنطقة. وتسببت المعارك بمقتل 13 مقاتلا من الكتائب والنصرة وعشرة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.
ونشرت جبهة النصرة على احد حساباتها الرسمية على موقع تويتر صورا واشرطة فيديو قالت انها من “معركة النصر داخل جسر الشغور”، مشيرة الى “انطلاق سرايا الاقتحام لمؤازرة الانغماسيين المشتبكين مع الجيش والشبيحة منذ الأمس” داخل المدينة.
وتحولت جسر الشغور عمليا الى مركز إداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 آذار (مارس) من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم لـ”جيش الفتح” الذي تألف قبل “غزوة ادلب” كما أسماها.
وسيشكل سقوط جسر الشغور، في حال حصل، ضربة كبيرة للنظام.
ويقول الخبير في الشؤون السورية تشارلز ليستر من مركز بروكينغز للابحاث إن سيطرة مقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة على المدينة سيجعل الطريق مفتوحا امام شن هجمات على مناطق في اللاذقية. “سيكون هذا خطيرا جدا على النظام.
إلى ذلك تضاربت الأنباء حول سقوط الطائرة الحربية السورية، على أيدي تنظيم الدولة الاسلامية بعد إطلاق النار عليها قرب مطار عسكري في جنوب سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تحدثت حسابات جهادية على الإنترنت عن أسر الطيار.
وأكد التلفزيون الرسمي السوري سقوط الطائرة، عازيا إياه إلى “خلل فني”. ونقل عن مصدر عسكري قوله إن الطائرة كانت “في مهمة تدريبية، وإن “البحث جار عن الطيار”.
وأفاد المرصد في بريد إلكتروني “تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من إسقاط طائرة حربية إثر استهدافها شرق مطار خلخلة العسكري في الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء”، مشيرا إلى أن “مصير من كانوا على متن الطائرة مجهول حتى اللحظة”. وكان محيط مطار خلخلة شهد في 11 نيسان (أبريل) هجوما عنيفا من الدولة الإسلامية تمكنت القوات النظامية من إحباطه وقتل فيه العشرات من الطرفين.
وعلى الفور، انتشر على حسابات جهاديين أو مؤيدين للتنظيمات الجهادية على موقع تويتر هاشتاغ “أسر طيار نصيري في مطار خلخلة. لكن لم تنشر أي صور عن الطائرة أو الطيار”. ويقع مطار خلخلة على الطريق بين السويداء ودمشق.
 وتوشك الولايات المتحدة التي ترفض أي شراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” على إطلاق برنامج لتدريب وتجهيز أفراد من المعارضة السورية الرئيسية من أجل محاربة المسلحين في أماكن أخرى.-(وكالات)

 

المصدر: الغد