سورية: مقتل العشرات بقصف جوي لسوق شعبي في دوما (فيديو)

24

بيروت– قتل 82 شخصا على الاقل الاحد اثر غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري على سوق شعبية في مدينة دوما قرب دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة الى سوريا.

وبحسب المرصد فقد ارتفع عدد قتلى الغارات التي استهدفت السوق الشعبية في دوما الى “82 بينهم أطفال (…) كما اصيب أكثر من 250 آخرين بجروح”. واشار المرصد الى ان العدد “مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة، كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين”.

وكان المرصد تحدث سابقا عن 58 ثم 70 قتيلا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “المعلومات الاولية تفيد بان غالبية القتلى من المدنيين”. واوضح ان “الناس تجمعت بعد الضربة الاولى من اجل اخلاء الجرحى ثم توالت الضربات”.

وبث ناشطون شريط فيديو على الانترنت اظهر الموقع عقب الهجمات وبدت فيه اثار الركام متناثرا بالاضافة الى شظايا ومخلفات معدنية.

كما اظهرت الصور تهدم بعض الواجهات من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت راسا على عقب وسط الانقاض.

وتقع دوما في الغوطة الشرقية، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام.

ويعاني عشرات الاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة من شح في المواد الغذائية والادوية.

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران/يونيو، قتل 24 شخصا جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.

واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء قوات النظام السوري بارتكاب “جرائم حرب” ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.

كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الامن الى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا.

وتشهد سوريا نزاعا تسبب منذ منتصف اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 240 الف شخص.

وتتزامن الغارات مع اول زيارة يقوم بها ستيفن اوبراين مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة الى سوريا منذ توليه منصبه في ايار/مايو خلفا لفاليري اموس.

ووفق وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، التقى اوبراين الاحد وزير الخارجية وليد المعلم. ونقلت سانا عن اوبراين قوله ان الزيارة “تهدف الى تكوين تصور واقعي لاحتياجات الحكومة السورية والوضع على الارض وجهودها للاستجابة لاحتياجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الانسانية له”.

واكد اوبراين “ان ذلك هو هدفه وليس التسييس”، موضحاً ان منظمته “على استعداد للتعاون مع الحكومة السورية”، بحسب سانا.

وتنظر الامم المتحدة الى النزاع السوري على انه اولوية نظرا لتدهور الاوضاع الانسانية حيث هناك 12,2 مليون شخص بحاجة الى مساعدة بينهم اكثر من 5,6 ملايين طفل.

والسبت، التقى اوبراين نائب وزير الخارجية السوري وزار مدينة حمص الخاضعة بغالبيتها لقوات النظام.

وكتب اوبراين على حسابه على تويتر بعد الزيارة “زرت حمص اليوم، وخلف دمار المباني نجد دمار الارواح. سوريا بحاجة الى سلام”. وتابع “نحن ملتزمون بمواصلة دعم الجهود الانسانية في سوريا”.

وفي الزبداني، الخاضعة لسيطرة المعارضة على مقربة من الحدود بين لبنان وسوريا، اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، كما قصف المسلحون المعارضون قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في محافظة ادلب وذلك بعد انهيار وقف اطلاق النار بين الطرفين شمل هاتين المنطقتين.

وتسعى القوات الحكومية منذ اسابيع للسيطرة على الزبداني، ولتخفيف الضغط على المحاصرين في هذه المدينة رد المعارضون المسلحون باطلاق مئات الصواريخ على الفوعة وكفريا.

وتزامنا مع ذلك افرجت جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، عن سبعة من مقاتلين خطفتهم منذ اكثر من اسبوعين كانوا تلقوا تدريبات اميركية في تركيا، بحسب بيان نشر الاحد.

وينتمي هؤلاء الى مجموعة من 54 عنصرا من “الفرقة 30” تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف تموز/يوليو الحدود الى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.

وكانت جبهة النصرة خطفت ثمانية من “الفرقة 30” بينهم قائدها العقيد نديم الحسن ثم خطفت خمسة اخرين في ريف حلب الشمالي، وقتل ثلاثة خلال اشتباكات مع التنظيم.

وذكرت الفرقة في بيان “تم الافراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 الذين كانوا معتقلين عند الاخوة في جبهة النصرة”.

واضاف البيان الذي بث على الانترنت ووقعته قيادة الفرقة “نثمن هذه الخطوة النبيلة من قبل الاخوة في جبهة النصرة ونامل منهم في الساعات القادمة الافراج عن قائد الفرقة ورفاقه”.

ولم يحدد في اي منطقة تم الافراج عن المقاتلين.

واتهمت جبهة النصرة، عند تبنيها عملية الاختطاف، المقاتلين بانهم “وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح اميركا في المنطقة”.(ا ف ب)

 

المصدر: الغد