سورية: هدير طبول الحرب اقوى من تأثيرها

18

3474958228qpt999

تنتظر غرفة العمليات العسكرية في البنتاغون في اي لحظة الاشارة من الرئيس الامريكي باراك اوباما لشن هجوم صاروخي على اهداف للنظام السوري.

فحاملات الطائرات والسفن الحربية والطائرات الامريكية والبريطانية والفرنسية على اهبة الاستعداد في البحر المتوسط وفي قواعد عسكرية بالمنطقة، لبدء ضرباتها، وذلك غداة تأكيد لندن وواشنطن استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية الاسبوع الماضي، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق في ريف دمشق.

وضمن الاستعدادات للحرب تقدمت بريطانيا بمشروع قرار لمجلس الامن الدولي يسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع لحماية المدنيين من الاسلحة الكيماوية في محاولة لا بد وانها توقعت فشلها للحصول على شرعية للهجوم، لكن رغم هذا فالغرب سيبرر الهجمات بـ’مسؤولية الحماية’ التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كاجراء وارد في الامم المتحدة ولا يحتاج لضوء اخضر من مجلس الامن، وقد شهدت السنوات الاخيرة هجمات عسكرية بدون تفويض من مجلس الامن كان آخرها في ليبيا عام 2011، وقبل ذلك فيالعراق عام 2003، وفي عام 1999 شن الناتو حملة على يوغوسلافيا بدون تفويض دولي.

كما تسلح اوباما بموقف عربي مؤيد للتحرك العسكري، ومن المفارقة ان من بين الدول العربية القليلة التي ترفض التدخل العسكري كان العراق، حيث صرح رئيس وزرائها نوري المالكي ‘منذ البداية انتهجنا سياسة معارضة للحل العسكري وقلنا انه طريق مسدود ليس فيه الا تدمير سورية وتمزيق وحدتها’. ونسي السيد المالكي دوره بالدفع لشن حرب دمرت العراق.

طبعا اهم المعارضين لشن هجمات ضد نظام الاسد هما روسيا وايران اللتان حذرتا من ان الضربات قد تؤدي الى زعزعة استقرار كل المنطقة، وكأنهما تتحدثان عن منطقة اخرى في العالم، فاين الاستقرار والامن هل تتمتع بهما سورية، ام لبنان ام العراق؟

يبدو ان الاستعدادات وردود الفعل على الضربة العسكرية ستكون اكبر من الهجوم نفسه، فحسب المؤشرات وتصريحات المسؤولين الامريكيين ستكون الضربة محدودة وقصيرة، لا تغير ميزان القوى في سورية.

ومن المتوقع ان تبدأ بقصف مواقع بطاريات الصواريخ المتطورة والمتحركة بعيدة المدى التي قد تهدد السفن والبوارج الحربية في البحر، يلي ذلك تدمير عشرات المنشآت، اهمها مخازن ترسانة الاسلحة الكيماوية وقواعد عسكرية في منطقة الساحل ومقرات قيادة الحرس الرئاسي ومقرات قيادة الفرقة الرابعة قرب دمشق.

وستكون هذه الضربات بالحد الذي لا يضطر سورية للرد في اسرائيل، ويمكنها من امتصاص الضربة.

ورغم الحديث عن محدودية الهجوم، الا ان مؤشراته اكبر، فعشية شن الهجوم، نقلت روسيا رعاياها، واستدعت اسرائيل قوات الاحتياط ونشرت جميع بطاريات منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، ورفع حالة التأهب في منظومة ‘حيتس′ لاعتراض الصواريخ الطويلة المدى، وحضرت الملاجئ، ووزعت الاقنعة الواقية من الغازات السامة، رغم ان التقديرات في تل ابيب هي ان الاسد لن يحاول جر اسرائيل الى الحرب، واذا اقدم على اي رد فسيكون بالحد الادنى، بضربات بسيطة على الجولان.

اما الشيء الاكيد فهو خروج الرئيس الاسد في اليوم التالي، ليعلن فشل الحملة العسكرية للجيوش الغربية الجبارة، وسيشيد بقدرة القيادة والجيش والشعب على الصمود الذي سيعتبره انتصارا.

القدس