سورية.. وضع اقتصادي مزرٍ ومواد بين الغلاء والشحّ والمواطن لاحول له ولاقوة

68

ولّى زمن الولائم والعزائم والفرح منذ أن صمت مدفع الإفطار مع بداية الحرب عام 2011، لتحل محله مدافع الموت من كل جانب، حيث تشتت السوريون نتيجة الصراع المسلّح بين مخيّمات النزوح وبلدان اللجوء، لتغيب مع تلك الحرب كل الاحتفالات بشهر رمضان والأعياد، في ظل أزمات متتالية أصبحت عنوانا لأكبر الأزمات الاقتصادية التي يعرفها العالم

استقبل الشعب السوري الشهر المعظّم وسط أزمة غذائية حقيقية ومعاناة يومية، حيث حذّرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أزمة غذاء غير مسبوقة في سورية، و يحتاج البلد إلى 121 مليون دولار لمنع تفاقم حالة الأمن الغذائي وانهيار السلاسل الغذائية في ظلّ الأزمة الحالية التي عطّلت الإنتاج الزراعي والتجارة بشدة وخلّفت نحو 9.8 ملايين شخص غير آمنين غذائياً، وفق المنظمة.
ويبدو رمضان هذا العام وهو الحادي عشر في عمر الأزمة، الأشدَّ ثقلا على السوريين في وقت تدهورت فيه أوضاعهم المعيشية بشكل كبير وانعدم الكثير من الخدمات مع انسداد أفق الحلّ السياسي.
ويشكو السوريون من الارتفاع المشطّ في الأسعار في وقت لا يتعدّى الراتب الشهري العشرين دولارا، في حين بلغ سعر البندورة 6000 ليرة، وكيلو من البطاطا 2700 ليرة، فيما تخطى البصل عتبة الألف ليرة، وسعر الباذنجان الثلاثة آلاف ليرة، وسعر كيلو الكوسا 3800 ليرة.. ارتفاع غير مسبوق في ظلّ تحذيرات أممية من مجاعة بسبب نقص الغذاء وصعوبة إيصاله إلى بعض المناطق سواء تلك التي تقع تحت سيطرة النظام أو الخارجة عن السيطرة،فضلا عن المناطق الوعرة التي يصعب بلوغها بسبب التضاريس أو انتشار الوحدات الأمنية.
ويصف السوريون تضاعف الأسعار بالكارثي معتبرين أنه أمر مقصود ومتعمّد من أجل زيادة تجويع السوريين لتركيعهم، فضلا عن فتح السوق التصديرية للخارج في وقت يجوع فيه الملايين ،على غرار تصدير البندورة.
وتبرر الدولة السورية موجات الغلاء الفاحش إلى الأحوال الجوية المتقلّبة التي عرفتها بعض المناطق الزراعية الأمر الذي أثر سلبا على بعض المنتوجات على غرار البندورة والكوسا وأنواع من الخضروات الأساسية والغلال، ووعدت مجددا بالسعي إلى توفير هذه الأساسيات في مناطق سيطرتها خاصة، في وقت يشكو أهالي منطقة الشيخ مقصود في حلب من حرمان أكثر من 200 ألف شخص من الطحين بعد إن استفاق الأهالي على خبر فقدان الخبز من مراكز توزيع المعتمدين نتيجة منع الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق شحنات الطحين من الدخول إلى المنطقة، سيما أن هذه الأخيرة قد عُرفت بمعارضتها للنظام وسبق أن تعرضت لهجمات خطيرة سواء من قبل النظام أوالقوات الموالية لتركيا
ويتساءل السوريون في حيرة وانتظار عن توقيت انفراج أزمة الغذاء، سيما في ظل الوعود الكثيرة التي لم تتحقّق.