سياسيون سوريون.. تردي الأوضاع يشعل الغضب في السويداء.. وانـ ـفـ ـجـ ـار الإنسان أمر طبيعي للمطالبة بأبسط حقوقه بالعيش بكرامة

76

على وقع تردي الأوضاع الاقتصادية والانهيار الاجتماعي تصاعدت الاحتجاجات الشعبية والغضب في منطقة السويداء، ونددت مختلف الأطراف بالتصعيد ودعت إلى التهدئة وتجنب منطق السلاح.

 وعبّر القيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مساندة الحزب لهذا الحراك الشعبي في السويداء، لافتاً إلى أن الدروز مكوّن مميّز من المكونات السورية الأخرى وله الحق في ممارسة ثقافته وعقيدته وإدارة شؤونه.

 وندّد “مسلم” باستعمال الرصاص في مواجهة الغاضبين من سوء الوضع المعيشي المتردي الذي تعانيه مختلف المناطق في سورية،  مؤكداً أن حالة الاحتقان تأتي كنتيجة حتمية لسوء الأوضاع الاجتماعية وحرمان الأهالي من الوقود والكهرباء  إلى جانب الغلاء الفاحش فضلاً عن انتشار المجموعات المسلحة وعمليات النهب والسرقة.

 وأوضح “مسلم” في حديثه إلى أن سوء الأوضاع ومأساويتها لا يقتصر على السويداء وحدها بل هو حال مختلف المحافظات والمناطق في عموم سوريا. 
من جانبه اعتبر رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، في حديث مع المرصد السوري أنّ  الحراك في السويداء بمثابة الاندفاع الشبابي الناتج عن قهرين: قهر اقتصادي وقهر الكرامة التي تدافع  عن نفسها، خاصة في بيئة شديدة الاعتزاز بخصائصها وتاريخها واعتباراتها  لنفسها والتي تحاول ، اليوم، أساليبُ النظام القمعية سحقها، وقوى غريبة عن البيئة تتدخل في شؤونها وتفرض ايديولوجيتها عبر استغلال الظروف المأساوية، مشيراً إلى أن ذلك الاندفاع المتكرر بين الحين والآخر عفوي ولا بد من تنظيمه بحيث يبدو أن وراءه  قوة منظمة  تستطيع توجيه المسار بشكل يحقق  تقدماً نوعياً ليؤسس لاحقا ركيزة يمكن أن تقود إلى ثورة حقيقية، إذ تحتاج إلى دعم ومساندة من قوى ذات تجربة.

وتابع “درار”: لاشكّ في أن النظام لديه القدرة على احتواء هذا الحراك والاحتجاجات إذا استمرت بدون قوى وتنظيم، وقد يقدم النظام مُغريات لوقف هذا الاندفاع كما أنه يستطيع قمع المحتجين، وعدم تقديم التنازلات لأنه يمتلك قوى تسانده وعملاء يقفون معه.. وكل مايجري  برأيي هو خطوة في مسار يبين  أن  سياسات النظام فاشلة ولا بد من تغييرها  وهذا هو منطق الأشياء.

 من جهته، أوضح العميد  أحمد رحال، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ السويداء شهدت مراراً احتجاجات يتدخل فيها شيوخ المنطقة والمخابرات، لافتاً إلى أنّ الأوضاع لا تبين أنها بداية ثورة لاعتبار أن الأقليات لديها وضع خاص، لكن ماتعيشه المنطقة اليوم  من اتهام بالخيانة وأحفاد الصهاينة وغيره سيكون له صدى وردة فعل  من الأهالي.

 وأشار إلى أنّ الوضع المعيشي في كل سورية صار مقلقاً مع غياب الخدمات الأمر الذي أغضب الجميع، معتبراً أن ما يجري هو بمثابة هبّة فقط لن تنتشر على كامل الجغرافيا السورية. 

وكان حزب اليسار بدوره قد عبّر عن تضامنه ودعمه للحراك الشعبي الذي يقوده أحرار الجبل ضد ما أسماه بـ”نظام القمع والاستبداد والسياسات التي دمرت البلد وخربته وقسمته”.

ويرى صالح النبواني، أمين سر المؤتمر الوطني السوري لاستعادة السادة والقرار، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان، أنّ الوضع الكارثي الذي تعانيه سورية وشعبها بسبب تعنت السلطة الحاكمة ورفضها القيام بأية  خطوة حقيقية لفك الاستعصاء السياسي الذي يهدد مستقبل البلاد وسلامة الشعب السوري والذي وضعه في أسوأ الظروف الحياتية من عدم توفر المواد الأساسية للحياة وغلاء المعيشة وعجز كامل للشعب السوري قاطبتا من تأمين هذه الأساسيات  أوصلت الشعب إلى حالة اختناق حقيقي ترافقت مع تعاظم الفساد وانتشار السوق السوداء برعاية السلطة وتحت أنظارها والتي للأسف لم تقدم أي محاولة للحل بل على العكس تماما تتمادى في تحميل الشعب السوري أعباء اخفاقها في تأمين مستلزماته والحكومة التي تحولت الى حكومة جباية وليست رعاية .

وتابع:كل ذلك وأكثر أوصل الشعب الى حالة من اليأس والاختناق الذي طال عموم الشعب السوري من موالي ومعارض وانفجار الناس أمر طبيعي للمطالبة بأبسط حقوقه بالعيش بكرامة وبالحد الأدنى من شروط الحياة الصعبة،  مع غياب إمكانية تأمين المستلزمات الحياتية من غذاء وتدفئة وتنقل وفرض الكثير من الأعباء عليه وبنفس الوقت الطبقة السياسية المستفيدة تزداد غنى وفساد واستبداد”.

واعتبر محدثنا أنّ خروج أهل السويداء للتعبير والمطالبة بحقوقه ما هي إلا مطالبة بحقوق عموم الشعب السوري فقابلتها اجهزة السلطة وعناصرها بالقمع ولم تكلف نفسها بمواجهة المطالبين ومعرفة مطالبهم ومحاولة حلها وتأمين أبسط المتطلبات الحياتية.

وبخصوص ما يروج حول تدفع السويداء ثمن معارضتها المعلنة للنظام، ردّ قائلا: الشعب السوري كله دفع ويدفع ثمن مطالبته بالحرية والكرامة لأنّ الحالة الاقتصادية السيئة طالت الجميع الموالي للسلطة والمعارض لها في غياب تام للدولة والسلطة التي وضعت همها الوحيد حماية مصالحها ومصالح اتباعها المقربين وليس خدمة الشعب وإنقاذه مما أصابه”.

وأفاد  النبواني بأنّ السلطة تخشى من أي تحرك يطالب بالحياة الكريمة في كل مناطق سورية وقد يكون الخوف من سقوط ورقة حماية الأقليات التي تدعيها مصدر خوفها مما حدث في السويداء متمنين ان يكون العلاج بتأمين الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم لعموم الشعب السوري.

وعن من يقف وراء عمليات التخريب،  أكّد أنّ المحتجين والمتظاهرين المطالبين بحقوقهم لم ولن يمارسوا التخريب والنهب منذ بداية الأحداث من سهل ودس البعض (الملثمين) واحتماهم من أجهزة الأمن ومن يتبعها وبنفس الوقت الفراغ المفاجئ لمبنى السرايا الحكومية من كل عناصرها موظفين وحرس أمام الحشود الغاضبة له مؤشر واضح عمن يقف وراء عمليات النهب والتخريب، والمنطق عندما يكون هناك حشود كبيرة من السهل دخول ضعاف النفوس والعملاء بهدف التشويش عن المطالب المحقة للمتظاهرين.

 وختم بالقول بخصوص تجديد مطلب إسقاط النظام من السويداء: هذا المطلب لم يتوقف حتى يتم تجديده الشعب السوري بأكمله له نفس المطلب ويبحث ويطالب ببدء الحل السياسي ليخلص من محنته ومعاناته بعد كل ما تعرض له من قتل وافقار وظلم وذل، حق الحياة الكريمة لا يتوقف والذي يعجز عن تأمينه للشعب عليه أن يرحل”.

ويؤكد المرصد السوري أن طريق القمع قصير شأنه شأن كل الأنظمة الشوفينية التي تتفنن في استبدادها حتى تسقط سقطة لا قيام بعدها، ويذكّر بأن أياما فقط تفصلنا عن الاحتفال باليوم العالمي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في وقت يستمر النظام وغيره بانتهاك حقوق الإنسان في سوريا ويستمر التنكيل بالسوريين على أرضهم.