سياسيون للمرصد السوري: فكرة انسحاب القوات الأمريكية من سورية جاءت مع أوباما وتنفيذها في ظل الوضع الحالي صعب

56

أثار تصريح ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، والذي مفاده أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ قرارا بسحب قواتها من سورية كما فعلت في أفغانستان بصورة مفاجئة، ردود فعل متباينة، واعتبره البعض إشارة واضحة إلى الأكراد لإمكانية القيام بنفس الخطوة، خاصة بعد تركيز موسكو مؤخرا على أهمية تنظيم الحوار مع دمشق للتوصل إلى حل وسط والخروج باتفاقات محددة.

ويرى محللون أن من المبكر الحديث عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل من سورية، كما حدث في أفغانستان، حيث ظلت متوقعة هناك أكثر من 20 عامًا، حتى قررت انسحابها.

وكانت القواعد العسكرية للقوات الأمريكية المنتشرة في ريف دير الزور شرقي سورية، قد تعرضت، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى هجمات متتالية أدت إلى انفجار مستودعات ذخيرة وإصابة عدد ممّن بداخلها.

ويعتقد جون نسطة عضو هيئة التنسيق الوطنية والمعارض السوري البارز، في تصريح للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هناك غموضا مقصودا في الموقف الأمريكي تجاه مسألة الانسحاب العسكري من سورية، وهنا لابد من التنويه إلى أن فكرة الانسحاب من الشرق الأوسط، جاءت بالأساس من الرئيس السابق باراك أوباما، ولا يمكن مقارنة الوضع في أفغانستان بالوضع في سورية.. فهناك في أفغانستان تمركز ألاف الجنود والضباط ورجال الأمن وتوابعهم، في ظل معارك دائمة مع طالبان وداعش ماخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة،وهنا في سورية يتعلق الأمر بمئات من الجنود وبعض الآليات العسكرية بتكاليف بسيطة جدا بشرية صفرية وعسكرية لا تذكر، مع وجود معنوي كبير ومكاسب بالسيطرة على منابع عديدة من البترول السوري وإنتاجه.

واستطرد محدثنا قائلا: علينا أن لا ننسى أن الانسحاب من العراق لم يتقرر بعدُ إلى اليوم .

وبلا شك إن موقف قسد ومسد، في هذا السياق أكثر صعوبة وتعقيدا.. التمركز العسكري الأمريكي في الشمال الشرقي شكل ضمانة لهم مادية ومعنوية لم توفر لغيرهم، وهم على قناعة بأن الوجود العسكري الأمريكي ليس له صفة الديمومة، وواشنطن لم تعِد بالدعم السياسي حيال مشاريعهم ،بل كانت تؤكد دائما وتكرارا أنها حليف لهم عسكريا فقط”.

وتابع:”لهذا نرى مسد تسعى إلى إيجاد علاقة طيبة مع الروس،لعلهم يقيمون لهم جسورا مع النظام في دمشق ،بعد أن باءت محاولاتهم العديدة السابقة بالفشل، وظل النظام لا يعترف لهم بأي مقولة يرددونها، وكذلك تسعى مسد إلى إقامة تفاهمات وربما تحالفات مع قوى المعارضة الديمقراطية السورية في الداخل، تدعمها بالتواصل مع النظام باسم المعارضة الوطنية الديمقراطية عموما،وتدعمها أيضا في الدخول إلى هيئة التفاوض واللجنة الدستورية في جنيف،مدعومة أيضا من الولايات المتحده الأمريكية”.

بدوره، يعتبر حسن عبد العظيم، عضو هيئة التنسيق الوطنية والمعارض السياسي البارز، في حديث مع المرصد،أن”هناك فرق بين موقف الإدارة الأمريكية من الغرق السابق في الحرب الأفغانية منذ هجمات برجيْ التجارة والبنتاغون بتخطيط إسرائيلي متعمد، وبين الوجود العسكري الأمريكي المحدود في شرق وشمال شرقي سورية ودعمها العسكري لمسد في محاربة الارهاب ودفعها إلى التحالف مع النظام أو هيئة التنسيق الوطنية أو الائتلاف الوطني السوري والاكتفاء بنوع من اللامركزية الإدارية وحماية حقول النفط من سيطرة المنظمات المصنفة ارهابية..

وقد تفتح خطوات تدريجية أمريكية روسية بدعم المبعوث الدولي غير بيدرسن ونائبته د. خولة مطر والبعثة التي سهلت صدور قرار مجلس الأمن الأخير حول التوافق على فتح المعابر، باب الأمل لحل متوا زن للقضية السورية تنفيذا لبيان جنيف 1 والقرار 2254”.

ويقول شكري شيخاني رئيس تيار الإصلاح، في حديث مع المرصد: ”صحيح أن سياسة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لازالت سارية وخاصة حول تمركز القوات الأمريكية أو إعادة تموضع القوات ولكن لن تكون هناك انسحابات بالمعنى الصحيح أو الفعال لأن الولايات المتحدة لايمكنها أن تترك المنطقة للروس فقط ولن تدعهم ينفذون سياسات أحادية الجانب وإن كانت الدعوة إلى إجراء حوار أو تقارب بين قسد والنظام هي دعوة روسية واضحة وهي مهمة جدا بالنسبة للروس لو تم تنفيذها لأنها ستبقى أكثر من فرصة لاستمرار النظام لفترة أطول وبالتالي تمرير سياساتها في المنطقة وضمان استمرار تدفق الغاز إلى أوروبا..”.

وختم بالقول: “يبقى موضوع داعش هو فعلا قنبلة موقوتة تعيش على أرض شمال شرقي سورية إذا لم تتخذ الدول صاحبة القرار التدابير اللازمة من محاكمات ميدانية ومن ثم سحب رعاياها بدون إبطاء أو تأخير”.