شاهد.. الفيديو الوحيد لـ “الساروت” بقميص منتخب شباب سوريا خلال مواجهة إيران.. والحارس الشبيح “إيراهيم عالمة” كان الاحتياط!

35

الملايين يعرفون الشهيد الراحل “عبد الباسط الساروت” لاعباً لفريق الكرامة ومنتخب شباب سوريا، ولكن سوادهم الأعظم لم يشاهد الساروت وهو يلعب لمنتخب شباب سوريا.

وفي فيديو نادر ووحيد للساروت خلال حراسته لشباك المنتخب السوري للشباب، لعب الساروت حارساً أساسياً أمام منتخب إيران للشباب في استاد الحمدانية بمحافظة حلب شمالي سوريا، ضمن بطولة غرب آسيا آنذاك.

حينها دافع الساروت على شباك منتخب بلاده، ليفوز شباب سوريا على شباب إيران بنتيجة ستة أهداف مقابل اثنين للإيراني، واللافت هنا، أن الساروت كان الحارس الأساسي للمنتخب، في حين أن إبراهيم عالمة، وهو شبيح حالي في النظام السوري، يحمل البندقية ضد السوريين، كان على دكة الاحتياط.

وتوفي السبت عبد الباسط الساروت، لاعب كرة القدم السابق وأحد قيادات فصيل “جيش العزة” المعارض، متأثراً بجروحه خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام شمالي غرب سوريا وذلك وفقا “للمرصد السوري لحقوق الإنسان”.

سارع الساروت إلى الانضمام إلى حركة الاحتجاجات ضد النظام في بدايتها في العام 2011، وأضحى أحد أبرز الأصوات التي تقود التظاهرات بالأناشيد، قبل أن يحمل السلاح ويلتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام.

وقال مدير “المرصد السوري” رامي عبد الرحمن “أصيب الساروت قبل يومين خلال مشاركته في المعارك في صفوف فصيل ’جيش العزة‘ ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي”، مشيراً إلى أنه “توفي السبت متأثراً بإصابته”.

ونعى قائد “جيش العزة” جميل الصالح على حسابه على تويتر الساروت، وكتب “في سبيل الله نمضي ونجاهد الله يرحمك ويتقبلك من الشهداء”، وأرفق تعليقه بفيديو قديم للساروت ينشد فيه أغنية مردداً “راجعين يا حمص (…) راجعين يا الغوطة” الشرقية.

ويشهد ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي منذ نهاية شهر نيسان/أبريل تصعيداً عسكرياً عنيفاً لقوات النظام وحليفتها روسيا. وتستهدف الطائرات الحربية بلدات وقرى في المنطقة، كما تدور اشتباكات عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.

بداية النضال

وإثر اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريا، قاد الساروت تظاهرات في مدينته حمص (وسط)، التي يعدها ناشطون “عاصمة الثورة” ضد الرئيس بشار الأسد.

ومع تحول التظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها في العام 2014 إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة. وخسر الساروت، وفق المرصد السوري، والده وأربعة من أشقائه خلال القصف والمعارك في مدينة حمص.

وفي العام 2014، روى فيلم “عودة إلى حمص” للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الأمريكي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت.

كما تضمن ألبوم غنائي جمع أناشيد راجت خلال التظاهرات في العام 2012، أغنية “جنه” بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.

ونعى ناشطون معارضون وقيادون على صفحات التواصل الاجتماعي الساروت. وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد على حسابه على تويتر “عبد الباسط الساروت شهيداً حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية شهيداً”.

وقال المعارض في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة على تويتر “الشاب عبد الباسط الساروت، سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين”.

وينتمي الساروت وهو من مواليد 1992 إلى مدينة حمص (وسط) وانخرط في المظاهرات ضد النظام منذ بدايتها، ويطلق عليه الناشطون لقب “منشد الثورة” وذلك بسبب الأهازيج والأناشيد التي كان يطلقها خلال قيادته للمظاهرات، والتي انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الساروت قبل الثورة حارسا لفئة الشباب في نادي الكرامة الحمصي أحد أعرق الأندية السورية، وأصبح أحد أبرز وجوه الحراك السلمي ضد النظام بعد انطلاق الثورة ولقبه الناشطون فيما بعد بـ “حارس الثورة السورية”.

ومع جنوح النظام للحل العسكري واستخدامه القوة العسكرية ضد المتظاهرين اضطر الساروت وبعض رفاقه لحمل السلاح وقتال قوات النظام دفاعاً عن مدينتهم، وفي عام 2014 أجبر على ترك مدينته حمص ضمن اتفاق إخلاء للمعارضين في المدينة، بعد حصار وقصف لقوات النظام عليها دام لأشهر.

فقد الساروت والده و5 من أخوته على يد قوات النظام منذ انطلاق الثورة مارس/ آذار 2011، وكانت وصيته بأن يدفن في سوريا في حال استشهاده الذي لطالما تمناه في الاناشيد التي كان يشدو بها.

كان ساروت حارس مرمى واعدا في منتخب بلاده للشباب ونادي الكرامة السوري. وبرز في مدينة حمص مسقط رأسه في عام 2011، كواحد من بين كثيرين انضموا للاحتجاجات في الشوارع.

وكان الساروت قد نجا من حصار حكومي قاس على حمص، رغم أن العديد من أفراد عائلته قتل هناك.

وتجسد قصة الساروت من عدة نواح مسار الثورة السورية بدءا من الأيام الأولى المليئة بالأمل وصولا إلى مرحلة حرب الاستنزاف القاتمة، والتي استطاع خلالها الأسد الحفاظ على موقعه في السلطة، وذلك حسبما يقول سيباستيان آشر الصحفي في بي بي سي.

المصدر: human-voice