شرق الفرات يشهد انتهاء نحو 48 ساعة من القتال الأشرس بعد أن قضى وقتل أكثر من 130 مقاتلاً من قسد والتنظيم في معارك طاحنة

24

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من معاودة السيطرة على المواقع والنقاط التي تقدم فيها تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، في محيط حقل التنك النفطي، بعد تمكنه من استعادة ما خسره في منطقة البحرة، لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال الاشتباكات التي جرت منذ مساء أمس أول الجمعة الـ 23 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الجاري 2018، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال حوالي 48 ساعة خسائر بشرية كبيرة في ريف دير الزور الشرقي، سواء في داخل الجيب الأخير للتنظيم الممتد من هجين إلى الحدود السورية – العراقية، على طول الشريط الحدودي مع نهر الفرات، عند الضفاف الشرقية له، أو في محيطه، نتيجة الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف المكثفة التي رافقتها

المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه ارتفع إلى 53 عدد القتلى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما ارتفع إلى 79 على الأقل عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ممن قضوا جراء القصف والاشتباكات والتفجيرات التي شهدتها المحاور في محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم بشرق نهر الفرات، إضافة لأسر التنظيم لأكثر من 18 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لإعدام أسير آخر لدى التنظيم، حيث تعد هذه الحصيلة الأعلى للمتقاتلين خلال معركة واحدة، كما تعد أعنف وأشرس معركة منذ تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” في الـ 28 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، من استعادة السيطرة على كامل ما خسره في جيبه خلال العملية العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي التي بدأت في الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2018، وبذلك يرتفع إلى 731 عدد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، كما ارتفع إلى نحو 439 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت

كذلك وثق المرصد السوري 17 مدنياً على الأقل بينهم 5 أطفال و3 مواطنات، عدد الشهداء الذين خلال نحو 24 ساعة من استهدافات طالت الشعفة ومناطق أخرى من جيب التنظيم، ليرتفع إلى 251 بينهم 87 طفلاً و60 مواطنة، من ضمنهم 120 مواطناً سورياً بينهم 50 طفلاً و31 مواطنة من الجنسية السورية، وبذلك تتصاعد أعداد الشهداء وفقاً للمراحل الثلاث لقصف التحالف التي قسمها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أولها وهي الشهر الأول من العملية العسكرية التي تمكنت فيها قوات سوريا الديمقراطية وقسد من التقدم في الجيب الأخير للتنظيم والسيطرة على الباغوز والسوسة والشجلة وأجزاء من هجين والتقدم في أطراف ومحاور أخرى من الجيب، حيث تسببت الضربات التحالف حينها بقتل 5 مدنيين سوريين على الأقل، وامتدت هذه المرحلة الأولى من الـ 10 من ايلول / سبتمبر وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، فيما امتدت المرحلة الثانية من الـ 10 من أكتوبر وحتى الـ 28 من الشهر ذاته ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 47 مدني بينهم 14 طفلاً و7 نساء بينهم 15 سورياً من ضمنهم 8 أطفال و3 مواطنات، استشهدوا في الضربات التي نفذتها طائرات التحالف الدولي والتي استهدفت 4 مساجد على الأقل ومعهد لتحفيظ القرآن ومنازل مدنيين، فيما تمثلت المرحلة الثالثة منذ الـ 28 من أكتوبر وحتى اليوم، بقصف للتحالف الدولي تسبب بقتل 199 مدني بينهم 73 طفلاً و53 مواطنة ومن بينهم 100 مواطن سوري من ضمنهم 42 طفلاً و28 مواطنة، في عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور.

المرصد السوري كان حصل على تفاصيل حول الهجمات التي نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط الجيب الخاضع لسيطرته، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، حيث بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” عند الساعة الـ 4 من فجر يوم السبت الـ 24 من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري من العام 2018، هجومه عبر الالتفاف على خطوط الجبهة لقوات سوريا الديمقراطية، والتوجه لحقل التنك النفطي الذي تتواجد فيه قاعدة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية ويتواجد بها مستشارون من التحالف الدولي، وتسبب الهجوم في انسحاب عناصر قسد من المنطقة والتراجع إلى حقل التنك النفطي، كما أكدت المصادر الموثوقة للمردص السوري أن التنظيم هاجم بأعداد كبيرة وصلت لأكثر من 500 مقاتل، غالبيتهم كانوا يستقلون دراجات نارية وعربات مصفحة، حيث عمدت مجموعات التنظيم لقطع الطرق الواصلة إلى الجبهة المحيطة بجيبه الاخير في شرق الفرات، وجرت اشتباكات عنيفة بين قوات قسد من جهة، وعناصر التنظيم من جهة اخرى، فيما عمد التحالف الدولي داخل حقل التنك إلى التمركز ضمن مجموعتين وبدأ عمليات قصف بالمدفعية، وتجاوز تعداد القذائف التي أطلقها التحالف الدولي أكثر من 210 قذائف، وسط غياب للطائرات الحربية لساعات بسبب استغلال التنظيم لسوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف

وعلى صعيد متصل علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سوريا الديمقراطية، تمكنت في الهجوم الذي طال منطقة البحرة القريبة من هجين، في محيط جيبه الأخير عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، من استعادة السيطرة على ما خسرته من مواقع ونقاط في البحرة، والتي هاجمها التنظيم عبر مجموعاته، محاولاً السيطرة عليها، وتقدم في عدد من المواقع والنقاط، إذ ترافقت الاشتباكات بين الطرفين مع استهدافات متبادلة ومكثفة في المنطقة بين مقاتلين الطرفين، وفي بلدة غرانيج رصد المرصد السوري اشتباكات جرت بين خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وبين عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، تسببت بحركة نزوح من غرانيج ومن منطقة البحرة لسكان مدنيين رصدها المرصد السوري عبر شريط مصور، كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات المقاتلين والمسلحين من أبناء عشيرة الشعيطات شاركوا في عملية صد هجوم للتنظيم وخلاياه في محيط الجيب وببلدة غرانيج، حيث تعد عشيرة الشعيطات ذات الخسائر الأكبر على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث أعدم التنظيم من شبانها ورجالها نحو 1000 شخص في إعدامات جماعية، كما أطلق عليهم صفة “طائفة ممتنعة بشوكة”، إذ أن حكمها وفقاً لشريعة تنظيم “الدولة الإسلامية”، “”أنها طائفة كفر يجب تكفيرها وقتالها قتال الكفار بإجماع العلماء وإن أقرت بحكم تلك الشريعة، ولم تجحدها، ولَا يَجُوزُ أَنْ يُعْقَدَ لَهُمْ ذِمَّةٌ وَلَا هُدْنَةٌ وَلَا أَمَانٌ وَلَا يُطْلَقُ أَسِيرُهُمْ وَلَا يُفَادَى بِمَالِ وَلَا رِجَالٍ وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ وَلَا تُنْكَحُ نِسَاؤُهُمْ وَلَا يسترقون، ويجوز قتل أسيرهم واتباع مدبرهم والإجهاز على جريحهم ويجب قصدهم بالقتال ولو لم يقاتلونا ابتداءً””.