شركة تركية تحتكر تصدير مادة زيت الزيتون وتتحكم بسعر المادة في شمال غرب إدلب

71

 

انطلق موعد قطاف موسم الزيتون في شمال غربي سورية، مع مطلع أكتوبر الجاري، وبدأ المزارعون يشتكون من منعهم تصدير الزيت إلى تركيا بشكل مباشر أو مناطق سورية والتضييق عليهم لتصدير الزيت فقط إلى تركيا بشكل غير مباشر عبر إحدى الشركات التركية التي تعمل في ريف حلب الشمالي ضمن مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا.
وتجمع الشركة كميات كبيرة من زيت الزيتون من تجار سوريين وتصدره إلى تركيا عبر المعابر الحدودية، وبحسب المعلومات التي توصل إليها نشطاء “المرصد السوري” نقلاً عن “مصادر خاصة” أن الشركة التركية تعمد في سبيل أخذ كميات كبيرة من زيت الزيتون إلى رفع تسعيرته بشكل يكون أعلى بقليل من سعر الأسواق في الشمال السوري الأمر الذي دفع التجار لشراء كميات كبيرة من المزارعين وبيعها للشركة التركية.
ومن جهة أخرى ولضمان منع التجار والمزارعين من التصدير بشكل مباشر إلى تركيا منع الجانب التركي تصدير زيت الزيتون من هؤلاء التجار وحصره فقط عن طريق الشركة التركية والتي تتخذ من مدينة عفرين مكاناً لنشاطها، الأمر الذي تسبب بسحب كميات زيت الزيتون من أسواق الشمال السوري سواء ضمن مناطق إدلب وريفها أو ريف حلب الشمالي.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” تحدث (أ.ص) وهو أحد تجار زيت الزيتون في ريف إدلب الشمالي، قائلاً، أن جميع الكميات من زيت الزيتون التي يتم تداولها عبر البيع والشراء في جميع مناطق الشمال السوري، مصيرها التصدير إلى تركيا باستثناء الكميات التي تباع للمستهلك في الأسواق، وذلك بسبب عدم وجود مكان آخر يسمح للتجار تصدير الزيت إليه.
مضيفاً، أما بخصوص الشركة التركية فهذا عامها الثاني في الشمال السوري حيث بدأت عملها منذ العام الفائت 2020، وتتعامل مع عدد معين من التجار الذين يقومون بدورهم بشراء الزيت من تجار آخرين وبيعه لها.
وينصح بدوره مزارعي الزيتون وتجار الزيت أن يتجنبوا البيع لهذه الشركة بسبب تأخرها بدفع المبالغ المالية للتجار وبالنسبة للزيادة القليلة التي تدفعها للتجار لسعر الزيت فهذا لن يزيد من أرباحهم بل على العكس تماماً فقد خسر الكثير من التجار في العام الفائت نتيجة بيعهم للشركة التركية بسبب تحملهم تكلفة نقل الزيت من جميع بلدات وقرى الشمال السوري باتجاه مدينة عفرين في ظل ارتفاع تكاليف المواصلات.
وبسبب الاحتكار التركي لكميات الزيت التي تنتج في الشمال السوري، وتصدير كميات كبيرة منه إلى الداخل التركي وبيعه بأسعار مضاعفة فقد ارتفع سعر زيت الزيتون بشكل كبير خلال الأيام الأولى من بدء موسم قطاف الزيتون حيث وصل سعر “التنكة” إلى 38 دولار أمريكي ما يعادل 350 ليرة تركي بسعة 16 كيلو من زيت الزيتون من النوعية المتوسطة.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث (م.س) وهو نازح من ريف حماة الغربي في أحد مخيمات منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، قائلاً، بعد أن كان يحصل سنوياً على كمية كبيرة من زيت الزيتون من أرضه التي نزح عنها مطلع العام 2019 أصبح الآن يضطر لشراء مؤونته من الزيت وبأسعار مرتفعة.
مضيفاً، أنه حتى الآن لم يتمكن من شراء زيت الزيتون لتخزينه واستهلاكه خلال فصل الشتاء فحاجته من الزيت تزيد عن 30 لتر ولا يملك القدرة على الشراء وينتظر على أمل أن تنخفض أسعار الزيت خلال الأيام القادمة.
ويوضح (م.س) أن هناك العديد من الأسباب التي ساهمت في غلاء أسعار زيت الزيتون في المنطقة بشكل عام، من أهمها هو التصدير إلى تركيا بكميات كبيرة، وغلاء أسعار المحروقات وتكاليف عصر الزيتون وإيجار عمال القطاف، فضلاً عن الضرائب التي تفرض على المزارعين والمعاصر  وهذه أسباب أدت للارتفاع الذي تأثر به المستهلك.
ويجدر الذكر إلى تقلص مساحات الأراضي الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون بشكل كبير بعد أن تمكنت قوات النظام والميليشيات المساندة له من السيطرة على مناطق شاسعة من أرياف حلب وإدلب وحماة ما بين عامي 2019 – 2020 بعد معارك عنيفة ضد الفصائل.
وتعتبر مناطق الشمال السوري مثل منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي ومنطقة ريف إدلب الجنوبي وخصوصاً جبل الزاوية، من أشهر المناطق في زراعة الزيتون وإنتاج زيته ذو النوعية الفاخرة، ويعتبر الأشهر في “الوطن العربي” إلى جانب الزيت الفلسطيني.