شلل جزئي وذهول وصدمة تلازم مدينة حمص بعد مضي 48 ساعة من هجوم خلف عشرات القتلى والجرحى من مخابرات النظام في أكبر عملية من نوعه

34

مضت الـ 48 ساعة الأولى على العملية المباغتة التي ضربت وسط مدينة حمص، مستهدفة أفرع مخابرات النظام، داخل المدينة الخاضعة بمعظمها لسيطرة قوات نظام بشار الأسد، والذي لا يزال متخبطاً ومذهولاً من دقة العملية وتحقيقها لأهداف كبيرة في داخل مدينة مهمة له، بقدر ما يهم أن تبقى هذه المدينة في حال صمت وغير مستثارة الاستياء، وبشكل خاص بعد أن تعرضت في أوقات سابقة لسلسلة تفجيرات ضربت المدينة في فترات زمنية متلاحقة خلال العامين الفائتين، والتي خلفت مئات الشهداء والقتلى من مدنيين وعناصر قوات النظام ومسلحين موالين لها، بالإضافة لمئات الجرحى ممن تعرض بعضهم لإعاقات دائمة وعمليات بتر أطراف.

 

العملية العسكرية هذه أبقت المدينة حتى الآن في ذهول مما جرى في فرعي المخابرات العسكرية ومخابرات أمن الدولة، وابلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء والشوارع المحيطة بفرع أمن الدولة وفرع المخابرات العسكرية بحيي الغوطة والمحطة في مدينة حمص، والشوارع المحيطة ببقية الأفرع الأمنية في المدينة، تشهد حالة شلل شبه كامل، حيث تخلو الشوارع من حركة اعتيادية كانت تشهدها في السابق، كما أن المصادر أكدت أن بعض المدارس شهدت غياباً كاملاً للطلاب والمدرسين بسبب الظروف الأمنية التي تشهدها مدينة حمص.

 

العملية التي جرت في مدينة حمص، – المشابهة لعملية قيادة أركان جيش النظام التي نفذتها جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) بالعاصمة دمشق في أيلول سبتمبر من العام 2012- تسببت في مقتل 42 على الأقل من عناصر وضباط مخابرات النظام، هم 30 عنصراً على الأقل من فرع المخابرات العسكرية من ضمنهم رئيس الفرع، و12 آخرين قتلوا في فرع أمن الدولة، بالإضافة لإصابة العشرات بجراح بينهم رئيس فرع أمن الدولة الذي لا يزال وضعه الصحي خطراً، حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية حمص جرت بهجوم بأسلحة كاتمة للصوت، عقبها تمكن دخول الانغماسيين إلى داخل أسوار الفرعين الأمنيين، عبر متعاونين معهم من عناصر هذين الفرعين، لتلي عملية الدخول، سلسلة تفجيرات استهدفت 3 منهم فرع المخابرات العسكرية والاثنان الآخران في فرع مخابرات أمن الدولة، ولم تكشف جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي تبنت العملية عن تفاصيلها، خشية على عوائل العناصر المتعاونين معهم من داخل الأفرع الأمنية بحمص، والذين لا تزال قوات النظام في حالة ذهول وبحث مستمر للكشف عنهم وعن تفاصيل الهجوم والثغرات التي جرى الدخول من خلالها.