شواهد بيضاء… ناجون من زلزال سوريا يبحثون بالمقابر عن ذويهم المفقودين

30

تتناثر شواهد رخامية بيضاء في جبانة بسوريا، أحدها لفتاة قُتلت في زلزال الشهر الماضي، لكن الشاهد لا يحمل اسم المتوفاة، وإنما عبارة بسيطة: «طفلة ترتدي ملابس خضراء».

اهتدى من دفنوا الجثمان إلى هذه العبارة على أمل أن يكون هذا التوصيف دليلاً يساعد أهلها، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، على الوصول إلى مثوى ابنتهم الأخير.

وقال ميسرة الحسين، المسؤول عن إدارة مقبرة جنديرس، إن الأشخاص الذين يدفنون الضحايا المجهولين يلتقطون أحياناً صوراً لوجوههم. وأضاف: «هناك عائلات بأكملها دُفنت هنا، منهم نسبة مجهولين 50 في المائة أو 60 في المائة أو 70 في المائة، وكانوا يلتقطون صوراً للوجوه، لكن لم يلتقطوا صوراً لهذه الطفلة، لماذا؟ لأن هناك تشوهاً أو أن أحداً لم يتعرف عليها، فيتم تسجيلها بملاحظة مثل: ترتدي ثياباً خضراء، أو شيء مثل هذا». ويزور الجبانة أشخاص بحثاً عن أحبائهم المفقودين. يتمكن الحسين، من حين لآخر، من التعرف على شخص ما وإرشاد أهله إلى شاهد قبره، لكنه في أغلب الأحيان، لا يستطيع مساعدتهم ويوجههم إلى مقابر أخرى.

في مقبرة بلدة جنديرس بشمال سوريا يرقد ما يصل إلى 70 جثماناً مجهول الهوية منذ الزلزال المدمر في 6 فبراير (شباط). ولا تملك السلطات المحلية إحصاءات أو أرقاماً عن عدد الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين. ولا تزال انتصار شيخو تنتظر في جنديرس أنباء عن ابن أخيها مصطفى البالغ من العمر (12 عاماً)، لم يتم العثور عليه بين أنقاض المبنى الذي ماتت فيه أمه واثنان من إخوته. لم ينجُ من الموت سوى واحد من أشقائه وأبيه الذي أُصيب في رأسه، وتتولى أخته انتصار رعايته بمنزلها والبحث عن ابنه المفقود.

زارت انتصار المقبرة، لكنها لم تجد مصطفى بين الصور، فبكت كثيراً وقالت: «هنا كانت حارة، بها بنايات وزحمة، وبيوت ومحلات، وأخي كان يسكن بها وكنت أزوره». واستكملت روايتها: «أخي وأولاده خرجوا من البناية، لكنها سقطت عليهم وهم أمامها. طلعنا أخي. وولدان والأم متوفون، والولد الثالث مختفٍ لا نعرف عنه شيئاً». وقالت إن فرق الإنقاذ بحثت عنه، و«انتشلوا 3 أطفال، لكن لا نعرف إذا كان ابن أخي من بينهم».

المصدر: الشرق الأوسط