صالح مسلم::نحن ضد تقسيم سوريا إلى دول،وأعلنا «الفيدرالية» لأننا لا نريد «الخروج من المولد بلا حمص»

81

قال رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطى» الكردى صالح مسلم «إن الخيار الفيدرالى لا يتعارض مع وحدة سوريا، ويتفق مع الديمقراطية»، مؤكداً أن «سوريا المركزية لن تعود». وأضاف «مسلم»، فى حواره لـ«الوطن»، رداً على ما قيل عن استغلال الأكراد الحالة الثورية فى سوريا لإعلان حكم ذاتى: «ليس حكماً ذاتياً وإنما اتحاد فيدرالى فى شمال سوريا وروج آفا، ونحن لا نريد أن نسير فى طريق ولا نعرف إلى أين نصل، ثم يخرج الأكراد من المولد بلا حمص». وقال «مسلم» إن تركيا تدرب عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى وتضع لهم الخطط، مؤكداً أن ضباطاً أتراكاً منخرطون فى صفوف التنظيم، وأن المخابرات التركية هى التى تنفذ العمليات الإرهابية فى تركيا التى تستهدف المعارضين، مشيراً إلى أن «أنقرة» ليست بعيدة عن العمليات الإرهابية فى سيناء.. وإلى نص الحوار:

صالح مسلم لـ«الوطن»: ضباط أتراك يقاتلون مع «داعش».. ومخابرات «أردوغان» وراء تفجيرات تركيا

■ بداية، أعلنتم حكماً ذاتياً فى شمال سوريا.. حدثنا عن خلفيات ذلك الإعلان؟

– أولاً، أود أن أصحح المعلومات هنا، نحن لم نعلن حكماً ذاتياً للأكراد، وإنما دعونا إلى إقامة نظام فيدرالى ونرى أنه الخيار الأفضل لسوريا. والحقيقة أن ما حدث هو اتحاد فيدرالى فى شمال سوريا و«روج آفا»، وهذه المناطق لا تخص الكرد فقط، وإنما فيها عرب وتركمان وسريان وآشوريون. وهذه المناطق بعد تحريرها كونت مجالس محلية ورأت أن تدخل فى شكل اتحاد، وهذا الخيار مفتوح لجميع المكونات والأطراف الأخرى. وحين تتحرر سوريا بالكامل سيكون النظام الفيدرالى هو الشكل الأفضل لها، ومن هذا المنطلق نشأ اتحاد «شمال سوريا – روج آفا».

■ إذن، أنت تقول إنكم لم تشكلوا حكماً ذاتياً؟

– نحن جزء من سوريا، وأؤكد هنا أن سوريا لن تعود دولة مركزية استبدادية متسلطة ديكتاتورية كما كانت، الثورة تحركت ليأخذ كل السوريين، بلا استثناء، حقوقهم ويقررون ما يرون أنه يخدم حقوقهم التى كفلتها لهم الديمقراطية التى يسعون إليها. وبالنسبة لنا، فإن إقامة اتحاد مركزى هو الخيار المطروح لدينا، ولا يخالف الثورة ولا الديمقراطية.

■ ولماذا تزامن إعلانكم هذا مع انسحاب القوات الروسية من سوريا؟

– الإعلان عن اتحاد شمال سوريا وروج آفا، والفيدرالية ليس أمراً وليد اللحظة، ويرتبط فقط بعوامل محلية ولا علاقة له أبداً بانسحاب الروس. ما حدث أن المناطق المحررة فى شمال سوريا توسعت، وتم تشكيل مجالس محلية لكل منطقة، فجاء الاقتراح بوجود اتحاد بين تلك المجالس، هم أرادوا أن يدخلوا فى شكل تنظيمى آخر. وأؤكد مرة أخرى أننا سوريون والأكراد جزء من سوريا، والمعادلة مفتوحة للجميع.

■ لكن المعارضة ترفض إعلانكم باعتبار أن هذا وقت ثورة، وأنتم تستغلون ذلك، فما رأيك؟

– نحن لا نريد أن نسير فى طريق ولا نعرف إلى أين سنصل، وأقول إن الأكراد لا يريدون أن يسيروا فى اتجاه ما ثم «يخرجون من المولد بلا حمص»، لا نريد تكرار ما حدث للأكراد من قبل.

«البعثيون» و«الإخوان» يتصارعان على السلطة فى سوريا.. وطرفا التفاوض لم يتفقا على شىء إلا «شتيمة الأكراد».. والنظام تعامل معنا بمنطق «خليهم يدبحوا بعض»

■ ولماذا لم تنتظروا حتى انتهاء المفاوضات؟

– إضافة إلى ما سبق، دعنا ننظر إلى من يتفاوضون الآن، أحد من يتفاوضون من جيش الإسلام، والثانى كل همه التمجيد فى نظام البعث والبعثيين، والاثنان معاً اتفقا على شىء واحد هو أنهم ضد الأكراد، فقط هذا ما اتفق عليه طرفا المفاوضات، ولم يتفقوا فى أى شىء آخر، وإذا تابعت تصريحاتهم لا تجد شيئاً اتفقوا حوله إلا شتيمة الأكراد، هذه هى المفاوضات التى تجرى.

■ هل تسعون إلى إقامة دولة كردية مستقلة، خاصة أن ذلك يتزامن مع تمرد كردى فى تركيا وإمكانية وجود استفتاء فى كردستان العراق للاستقلال؟

– فى العراق هناك نظام فيدرالى قائم وهذا شأن عراقى، وبالنسبة للأكراد فى تركيا فهذا شأن تركى، أما نحن فجزء من سوريا ومستقبلنا مرتبط بسوريا فقط. ونحن ضد تقسيم سوريا إلى دول، والأكراد هنا حين يدعون لإقامة نظام فيدرالى فى سوريا، هم بالأساس يقولون «لا» ويقفون فى وجه كل المخططات التى هدفها تقسيم سوريا إلى 4 دويلات.

■ قيل إن النظام السورى تغاضى عن إعلانكم الفيدرالية نكاية فى تركيا.. ما تعليقك؟

– هذا غير صحيح، ونحن لا علاقة لنا بالنظام السورى ولم يتواطأ معنا النظام أو يتغاضى، نحن خضنا معارك مع نظام بشار الأسد عند تحرير المدن من قوات النظام وسقط منا الشهداء فى هذه المعارك. كذلك خضنا معارك مع السلفيين المتشددين المدعومين من تركيا، والنظام تركنا وحدنا فى وجه تلك المجموعات الإرهابية، وتعامل معنا بمنطق «خليهم يدبحوا بعض» ويسقط كل منا الآخر. قد يكون عدم دخول النظام فى معارك معنا أمراً تكتيكياً منه، لكن لا يعنى أن هناك تنسيقاً مع النظام أو أنه تغاضى أو تواطأ معنا كما يقال.

وقفنا ضد مخططات تقسيم سوريا إلى 4 دويلات.. وشكلنا لجنة حكومية من 31 شخصاً لوضع أسس اتحاد «شمال سوريا وروج آفا»

■ وماذا عن الخطوات المقبلة؟

– تم فى المؤتمر السابق الإعلان عن أمانة الاتحاد، وأعلنوا فى هذا المؤتمر عزمهم إقامة هذه المنطقة، وشكلوا لجنة حكومية من 31 شخصاً، وسيضعون أسس العلاقات وتشكيل قوات الحماية والحماية الداخلية وسيحددون أسس ذلك. وسيكون هناك اجتماع آخر بعد 6 أشهر من الآن سيعرضون خلاله فى مؤتمر عام ما تم التوصل إليه. وربما ندخل فى معارك مع تنظيم «داعش» الإرهابى و«جبهة النصرة»، وهذه التنظيمات ربما تهاجم المناطق المحررة مرة أخرى.

■ كيف تقرأ العلاقة بين تنظيم «داعش» الإرهابى وتركيا؟

– «داعش» ليس جسماً واحداً، وإنما مشكل من عدة أجسام ورؤوس وتركيا لها الحصة الأكبر من هذا الجسم الإرهابى، وتركيا تتحكم فى تنظيم «داعش» بشكل كبير. ولننظر مثلاً إلى الاعترافات التى أدلى بها أحد مقاتلى «داعش» فى «تل أبيض»، مؤخراً، وأنتم تعرفون طبيعة العلاقة بين تركيا و«داعش». ففى تركيا توجد مراكز تدريب التنظيم، وفى تركيا يتم التخطيط للهجمات، بل إن هناك ضباطاً أتراكاً ضمن صفوف ذلك التنظيم الإرهابى.

■ لكن هناك عمليات إرهابية وقعت فى تركيا ونسبت إلى «داعش»، ألا يتناقض ذلك مع روايتك؟

– أريد أن أقول هنا شيئاً، هناك 4 عمليات نفذت فى تركيا فى الفترة الأخيرة، واحدة فى «سوروج» وواحدة فى «ديار بكر» وواحدة فى «السلطان أحمد» بـ«إسطنبول» ثم العملية الأخيرة التى وقعت فى شارع رئيسى، ونلاحظ أن المستهدفين فى العمليات الإرهابية التى نسبت إلى «داعش» هم الأكراد وكل من يحملون توجهات معارضة لحكومة «العدالة والتنمية»، فى «سوروج» و«ديار بكر» كان الضحايا من الأكراد، وفى السلطان أحمد والعملية الأخيرة قتل ألمان فيها واستهدفت مدنيين، و«داعش» لم يعلن مسئوليته، وإنما من ينفذ تلك العمليات هم ضباط بالمخابرات التركية، تستهدف عملياتهم كل من ينتقدون الحكومة التركية الحالية.

■ إعلانكم نظاماً فيدرالياً واجه رفضاً دولياً واسعاً.. فكيف تقرأ ذلك؟

– بالنسبة للرفض الدولى أرد بأنه هذا شأن سورى داخلى، وبالنسبة للنظام السورى أو البعثيين أو المعارضة التى تعبر عن جماعة الإخوان ليسوا هم من يحددون خياراتنا، لأن هؤلاء لا يتحركون من أجل الديمقراطية أو من أجل الشعب السورى وإنما يتصارعون على السلطة، ولذلك قرارنا شأن داخلى، ولنا الحق الكامل فى تحديد العلاقات فيما بيننا كسوريين. إيران ستعترض، وكل من يرفض الحل السياسى الحقيقى فى سوريا بالتأكيد سيعترض.

■ ما تقييمك للمفاوضات السورية القائمة حالياً، خاصة أنه تم استبعاد حزبكم من وفد المعارضة السورية؟

– بالمختصر المفيد قرار إبعادنا من المشاركة فى المفاوضات جاء بناءً على رغبة تركيا وإرضاءً لها، والحقيقة نحن نريد وقف نزيف الدم السورى، ونحن نعتقد أن استبعادنا من المفاوضات لن يوصل إلى شىء فى هذه العملية، نحن قوة سياسية كبيرة وموجودة على الأرض وفى الساحة.

■ هل لديك ما تود أن تضيفه فى نهاية الحوار؟

– أود أن تصل رسالة منى إلى الشعب المصرى، بما أنكم صحيفة مصرية، بأن أكراد سوريا هم أشقاء للشعب المصرى ولسنا بعيدين عنه، ونكن كل التقدير والاحترام للشعب المصرى. ونحن نتمنى من الحكومة المصرية أن تساعدنا وتساعد الشعب السورى، ونتمنى أن تقف مصر إلى جانب الشعب السورى والكردى، فإذا حصلنا على حقوقنا فإن هذا فى مصلحة مصر والشعب المصرى. وأريد أن أشير هنا إلى أن تركيا ليست بعيدة عن العمليات الإرهابية التى تحدث «سيناء».

■ هل تقصد أن تركيا لها علاقة بالجماعات الإرهابية فى «سيناء» مثل علاقاتها بالجماعات الإرهابية فى سوريا؟

– نعم، أؤكد أن تركيا ليست بعيدة عما يحدث فى «سيناء» من عمليات إرهابية.

مفاوضات «جنيف»

نحن مع أى طريق من شأنه وقف نزيف الدم السورى وبالتالى فإننا مع هذه المفاوضات، ولكن الحقيقة إن إبعادنا عن هذه المفاوضات أمر غير صحيح، كما قلت نحن قوة لها وجودها على الأرض، ولكن استبعادنا جاء لمجرد إرضاء تركيا.

علاقتنا بحزب العمال الكردستانى

تركيا يمكن أن تقول كل شىء، معروف الآن أن تركيا هى من تدعم الإرهاب فى سوريا، وفى الوقت ذاته تدعى أنها تحاربه، وبالتالى من يفعل ذلك يمكن له أن يقول أى شىء. والحقيقة أن تركيا تريد التخلص من كل سوريا، ولو كانت هناك ديمقراطية فى تركيا لما قالت ذلك بل هى تصدر دوما أحكاماً مسيسة.

المصدر :صحيفة  الوطن  المصرية