صالح مسلم :مذكرة الاعتقال التركية “فرمان سلطاني٬ ولا صدقية لقرار قضائي تحت إمرة السلطان”

22

اعتبر رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم٬ أن إصدار السلطات التركية أمس٬ مذكرة اعتقال بحقه «فرمان سلطاني» لن يعرقل تحركاته في الدول الأوروبية٬ متوقعاً أن تفتح إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حواراً لإنجاز «تفاهم سياسي وديبلوماسي» معه بعدما اقتصرت العلاقة سابقاً على الدعم العسكري لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية لقتال تنظيم «داعش» شمال سورية وشمالها الشرقي.

وكانت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية أفادت بأن السلطات أصدرت مذكرة اعتقال بحق مسلم لصلته بتفجير سيارة استهدف حافلة عسكرية في أنقرة في 17 شباط (فبراير) الماضي قتل فيه 29 شخصاً وجرح عشرات. وقالت الوكالة إن أوراق الضبط شملت أيضاً 47 شخصاً آخرين بينهم جميل بايك وأعضاء بارزون في «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. وقال مسلم على هامش زيارة إلى لندن أمس التي تشمل إلقاء محاضرات في جامعات ولقاء مسؤولين في البرلمان والخارجية٬ إن قرار أنقرة «فرمان سلطاني٬ ولا صدقية لقرار قضائي تحت إمرة السلطان (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان). ويعرف الجميع أن ليس لنا أي نشاط (عسكري أو أمني) خارج سورية. نحن ندافع عن أنفسنا ضد مرتزقة أرسلهم السلطان٬ سواء كانوا في داعش أو غيره في منطقة الشهباء قرب حلب أو الرقة» معقل التنظيم.

وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الجناح العسكري لـ «الاتحاد الديموقراطي» وعناصر عرب٬ معركةً باسم «غضب الفرات» لعزل الرقة تمهيداً لاقتحامها وطرد «داعش» منها بدعم عسكري واستخباراتي من التحالف الدولي بقيادة أميركا٬ بالتزامن مع بدء فصائل من «الجيش السوري الحر» بدعم من أنقرة معركةً باسم «درع الفرات» لطرد «داعش» من شمال حلب وإقامة منطقة آمنة خالية من التنظيم و «وحدات حماية الشعب» بمساحة تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع. وباتت المعركة الرئيسية على أبواب مدينة الباب حيث يتسابق الطرفان للسيطرة عليها٬ بحيث يعتبر مسلم أن دخول فصائل «درع الفرات» إليها «سيعقّد الأمور٬ لأن ذلك يفتح الباب أمامها إلى حلب والوصول إلى شرق المدينة٬ والروس لن يسمحوا بذلك». لكن أردوغان قال أمس: «اقتربنا من الباب حالياً وحاصرناها من الغرب أيضاً٬ وهذا لا يكفي٬ إذ إننا سنمضي من هناك إلى منبج. لماذا؟ ليس لأننا متشوقون لذلك٬ بل لأن هناك تنظيمي وحدات حماية الشعب والاتحاد الديموقراطي».

وكان مسلم أجرى خلال زيارته تركيا نهاية 2014 محادثات مع مسؤولين في الخارجية وأجهزة الأمن فيها٬ قبل أن تعود العلاقة بين الطرفين إلى سابق عهدها من التوتر٬ لأن أنقرة تعتبر «الاتحاد الديموقراطي» ذراعاً في سورية لـ «حزب العمال» المصنف تنظيماً إرهابياً لديها٬ فيما يتهم «الاتحاد الديموقراطي» بدعم تنظيمات متطرفة. وأوضح مسلم أن السلطات التركية «تفقد صوابها كلما هزمنا داعش… هم دعونا (قبل سنتين) للخداع٬ لأن الهجمات علينا استمرت كما استمر دعم داعش»٬ لافتاً إلى أن الجيش التركي يقصف القوات الكردية شمال حلب و «يتم استهدافنا عسكرياً وسياسياً». وزاد: «علاقتنا مع حزب العمال قائمة على الاحترام وهي مثل علاقتنا بالحزب الديموقراطي الكردستاني (برئاسة رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني) أو الاتحاد الوطني الكردستاني (الذي أسسه الرئيس جلال طالباني)».

ويعتبر توقيت زيارة مسلم إلى لندن لافتاً٬ وهو نفى أن تكون ترمي إلى بحث الاستعدادات العسكرية لتحرير الرقة من «داعش»٬ لأن هذا الأمر «يبحثه العسكريون ونحن سياسيون»٬ لكنه أشار إلى أن لقاءاته تستهدف «تعزيز الدفاع عن شعبنا وعرض موقفنا السياسي إزاء مستقبل سورية لتأسيس دولة ديموقراطية فيديرالية علمانية». وإذ أشار إلى أن العلاقة مع واشنطن لا تزال تقتصر على التنسيق بين «وحدات حماية الشعب» والمبعوث الأميركي للتحالف ضد «داعش» بريت ماغورك وعلى لقاءاته (مسلم) مع المبعوث الأميركي السياسي إلى سورية مايكل راتني٬ أوضح أنه إذا أراد ترامب «حرباً جدية ضد داعش لا بد من بقاء الاتصالات معنا مستمرة ورفع مستواها. ونسعى إلى تفاهم سياسي وديبلوماسي أوثق بحيث لا ينحصر الأمر بالمسائل العسكرية».

 وكان الرئيس التركي٬ الذي يقيم علاقة جيدة مع ترامب٬ أعرب أول من أمس٬ عن الأمل في أن تعيد الإدارة الأميركية الجديدة البحث في إقامة منطقة حظر جوي بين حلب وتركيا. لكن مسلم قال إن هذا «مرفوض لأنه يؤدي إلى تغييرات ديموغرافية» شمال حلب٬ علماً أن فصائل معارضة تتهم عناصر أكراداً بطرد عرب من مناطق لدى تحريرها من «داعش»

 

المصدر ::صحيفة الحياة اللندنية