صعوبات ومعوقات تواجهها صحفيات وعاملات في المجال الإعلامي في محافظة إدلب

48

تواجه الصحفيات والعاملات في المجال الإعلامي بإدلب من صعوبات ومعوقات عدة أثناء عملهن، ومن أبرزها هو التضييق على حرية عملهن من قبل “تحرير الشام”، إضافة لصعوبات أخرى منها النظرة السلبية لهن من قبل المجتمع المحيط ومنعهن من الظهور بشكل علني، وغيرها من الصعوبات الكثيرة.

وأصبحت حرية التعبير مصدر خوف يعاني منه جميع العاملين والعاملات في مجال الصحافة، حيث تتحدث (س.أ) وهي إحدى العاملات في المجال الصحفي تم طردهامن ريف إدلب الجنوبي إلى ريف حلب ضمن مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، وتقول السيدة: أنه تم نفيها من قبل “تحرير الشام” إلى ريف حلب الشمالي، بعد نزوحها لمدة سنة في مدينة إدلب، وذلك بسبب تعبيرها عن الاستياء بسبب الفساد المنتشر في مؤسسات “حكومة الإنقاذ”، وتضيف، أن نشاطها كان يقتصر فقط عبر صفحتها الشخصية على الفيسبوك، وتنشر فيها بشكل مستمر قصص الفساد وتسلط الضوء عليه، فتلقت العديد من التهديدات من موالين “لتحرير الشام” بالخطف والاعتقال، حتى جاء يوم توقيفها على أحد الحواجز في مدخل مدينة إدلب، وتتابع السيدة، أنه وبعد ساعات من توقيفها قام أحدهم بتسليمها ورقة لحضور جلسة في المحكمة الشرعية، وإنزال عقوبة بحقها بحال التخلف عن الحضور، وعند حضورها للمحكمة حكم عليها بالنفي إلى ريف حلب الشمالي بحجة تحريضها على “تحرير الشام”، وعبرت في نهاية حديثها عن أسفها لما وصل إليه الحال من تضييق عمل الصحفيات في الشمال السوري.

النظرة السلبية من قبل المجتمع للصحفيات هو العائق الذي استطاعت السيدة (م.ع) كسره والتغلب عليه بعد عملها في هذا المجال منذ نحو ثمانية سنوات، وتمكنت من المساهمة بإيصال صورة الواقع دون قيود تمنعها من الظهور ومزاولة المجال صحفي، (م.ع) تحدثت لـ”المرصد السوري” قائلة: أنها في بداية الحراك الشعبي بسورية كانت تعمل باسم مستعار، ولاقى معارضة كبيرة من قبل عائلتها، والعادات والتقاليد المتبعة والتي تمنع المرأة من الخروج عبر الإعلام وإظهار صورتها، وتمكنت لاحقًا من إقناع عائلتها والتكيف مع المجتمع المحيط، ولا يزلن الصحافيات يعانين من التقييد والتضييق على عملهن، رغم مرور عشرة سنوات وظهور الكثير من الصحفيات اللاتي برعن وأبدعن في هذا المجال.

وترى الناشطة (د.أ)، وهي من ريف إدلب الجنوبي، أن الصعوبات التي تواجهها في عملها بمجال الصحافة، لا تنحصر في التضييق من قبل الفصائل بل يتعدى ذلك كونها امرأة توجه الأنظار إليها من قبل المجتمع المحيط، بسبب الصورة النمطية العالقة في الأذهان عن المرأة السورية وأن دورها ينحصر فقط في المنزل، وتضيف، أن ما جعلها تصمد وتتابع مشوارها في مجال الصحافة هو إيمانها بأهمية ما تقوم به من نقل صورة ما يجري للعالم.

وأضافت الناشطة أن أكثر ما ينغص عمل الصحفيات في الشمال السوري هو عدم وجود قوانين تحمي حقوقهن أو غطاء لنشاطهن الإعلامي، وهذا يزيد من صعوبة تنقل وعمل الصحفيات بحرية، وذلك ليس فقط خوفاً من ملاحقة الجهة المسيطرة ” تحرير الشام” بل من أي أشخاص يحملون أفكار معينة، أو من الخلايا التابعة للنظام وداعش وغيرها.