صواريخ “دعائية” إيرانية بسوريا.. رسائل الأسد وطهران من “الصفقة”

45

وقعت الحكومتان السورية والإيرانية الأربعاء اتفاقا عسكريا جديدا لمساعدة دمشق في تعزيز دفاعاتها الجوية، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، وهي خطوة “دعائية” لن تؤثر على موازين القوى في البلد الذي مزقته الحرب الأهلية وفقا لمراقبين.

وإثر توقيع الاتفاق، عقد وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية واللواء محمد باقري مؤتمرا في دمشق أعلنا خلاله الاتفاقية.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن باقري قوله “سنعزز نظام الدفاع الجوي السوري بهدف تحسين التعاون العسكري بين البلدين”، مشددا على أن الاتفاق “سيعزز إرادتنا (..) لمواجهة الضغوط الأميركية”.

وتخضع سوريا وإيران لعقوبات اقتصادية مشددة، ازدادت حدتها على دمشق مع دخول قانون قيصر الأميركي حيز التنفيذ الشهر الماضي.

ويرى المحلل السياسي السوري المقيم في الولايات المتحدة أيمن عبد النور أن الإعلان عن الاتفاقية ليس سوى “خطوة دعائية تهدف للاستهلاك الإعلامي على الصعيدين الداخلي والخارجي في كل من إيران وسوريا”.

ويضيف عبد النور لموقع “الحرة” أن النظام السوري حاول إرسال عدة رسائل من خلال هذه الاتفاقية، الأولى للولايات المتحدة مفادها أنه لا يهتم لعقوبات قانون قيصر وسيستمر بالتعاون مع طهران”.

“أما الرسالة الثانية فهي لموسكو وحاول من خلالها بشار الأسد القول: إننا نمتلك بدائل وسنبدأ في استغلالها للاستغناء عن الأسلحة الروسية غير الفعالة تجاه الضربات الإسرائيلية”، وفقا لعبد النور.

إيران هي الأخرى حاولت إيصال رسائلها عبر توقيع اتفاقية التعاون العسكري مع الأسد، ويشير عبد النور إلى أن طهران تريد أن تقول لإسرائيل “أننا سنستخدم دفاعتنا الجوية لإسقاط طائراتكم ولن نستمر في الاعتماد على الدفاعات الروسية”.

ويضيف المحلل السياسي السوري أن إيران أرادت كذلك أن تقول للولايات أنها ستستمر في الانتشار خارج حدودها.

وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.

وفي صيف العام 2018، وقع البلدان اتفاق تعاون عسكري ينص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية. كما وقعا اتفاق تعاون اقتصادي “طويل الأمد” شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والقطاع المصرفي.

وخلال الأشهر الماضية تعرضت عدة مواقع داخل سوريا لغارات إسرائيلية، نادرا ما تعترف بها تل أبيب بشكل رسمي، واستهدفت مواقع عسكرية سورية وأخرى تابعة للحرس الثوري الإيراني وأذرعه من الميليشيات العراقية المنتشرة في سوريا.

لكن على الأرض هل سيكون الاتفاق الجديد بين طهران ودمشق فعالا؟

يشكك عبد النور في ذلك لعد أسباب من أبرزها “أن أسلحة إيران الجوية متهالكة باعتبار أنها روسية محورة ومن الصعوبة بمكان أن تصيب الطائرات الإسرائيلية الأميركية الصنع والتي تعد الأكثر تطورا في العالم”.

وأضاف أنه “حتى لو كانت هناك جدية في تنفيذ الاتفاقية، فإن عملية نقلها وتركيبها في سوريا معقدة، لأن الولايات أو إسرائيل يمكن أن تستهدف هذه المنظومات خلال عمليات النقل وتدمرها قبل وصولها لسوريا”.

 

المصدر:الحرة