ضغوطات كبيرة على طبيب ووالد طبيبة “بطلة فيلم الكهف” لتصوير فيلم من قِبل إعلام النظام يكذب رواية القصف بالكيماوي ورويات أُخرى

46

أصدر إعلام النظام والمتمثل “بالتلفزيون السوري” فيلمًا جديدًا من الغوطة الشرقي، يحاكي فيه استهداف الغوطة بالغازات السامة، وتكذيب رواية الاستهداف، من خلال جلبه للطبيب “خالد الدباس” الذي تعرض لأكثر من 3 عمليات اعتقال على يد أجهزة النظام الأمنية، بالإضافة إلى ظهور والد الطبيبة “أماني بللور” ضمن الفيلم، التي لمع نجمها بعد اتفاق تهجير الغوطة الشرقية، من خلال استضافتها بالعديد من المحافل الدولية، وكان آخرها حضورها جلسة مجلس الأمن التي عقدت لبحث الأوضاع الإنسانية في سوريا، وذلك بعد الدعوة التي تلقتها من وزارة الخارجية الأمريكية لتكون ممثلة عن الشعب السوري، في أواخر الشهر المنصرم، الفيلم الذي تم عرضه على إعلام النظام يجسد حالة غير صحيحة للراوية الأصلية عن ما كان يحدث في الغوطة الشرقية، ويحمّل الفصائل كل ما حصل، وتكذيب رواية الاستهداف الكيماوي، وأن “الجيش السوري” كان على العكس من رويات الطرف الأخر، بل يريد تحرير الغوطة من “الإرهابيين”، وبالعودة إلى الطبيب “خالد الدباس” وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن الطبيب جرى اعتقاله 3 مرات متفاوتة، منذ سيطرة النظام على الغوطة الشرقية في آذار/مارس 2018 ، جرى اعتقاله لنحو عامين وأطلق سراحه بعد أن تعرض لشتى أنواع التعذيب، وبحالة صحية يرثى لها، لتعاود أجهزة النظام اعتقاله وإطلاق سراحه مرتين أواخر عام 2020، حيث تعرض لضغوط كبيرة من قبل أجهزة النظام الأمنية من أجل تصوير الفيلم، والد الطبيبة أماني بللور، أيضا تعرض لضغوطات كبيرة من أجهزة النظام الأمنية، وجرى إجباره على الظهور أمام كاميرات إعلام النظام وهو يتبرأ من ابنته، ويقول أنها أُجبرت من قِبل المسلحين على إدارة مشفى “الكهف” في ناحية كفربطنا.

من هي الطبيبة “أماني بللور”

الدكتورة “أماني” البالغة من العمر 30 عاماً، من مواليد كفربطنا في الغوطة الشرقية، هي بطلة فيلم “الكهف” من انتاج ناشونال جيوغرافيك” للأفلام الوثائقية، والذي ترشح لنيل جائزة الأوسكار للعام 2019، ولاقى الفيلم رواجًا كبيرًا كونه يحاكي واقع كُبرى المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية “الكهف” وكيف كانت تُدار المشفى من طبيبة أطفال، وبظروف صعبة واستثنائية، ويروي الفيلم تفاصيل هجمات عنيفة بأسلحة خطيرة وكيميائية، ما اضطر السكان إلى اللجوء لأنفاق تحت الأرض، وعلى الرغم من محدودية الموارد الطبية التي يعمل بها الكادر الطبي لإسعاف المصابين وإنقاذ حياة المدنيين، وحصلت الطبيبة على جائزة مجلس أوروبا “راؤول والنبرغ” لشجاعتها ودأبها على إنقاذ أرواح الآلاف ومعظمهم أطفال رغم الحصار الخانق خلال الحرب في سوريا.

الطبيب “خالد الدباس”

في 16 ديسمر/كانون الأول، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن أجهزة النظام اعتقلت طبيباً من بلدة كفربطنا بعد مداهمة عيادته الخاصة في البلدة، واقتادته إلى سجونها في العاصمة دمشق، لأسباب مجهولة، ويذكر أن الطبيب جرى اعتقاله من قِبل أجهزة النظام الأمنية عقب سيطرتها على الغوطة الشرقية في آذار/مارس من العام 2018، بتهمة العمل ضمن المشافي الميدانية إبان سيطرة فصائل المعارضة على الغوطة الشرقية، ليتم إطلاق سراحه قبل نحو 5 أشهر قبل أن تعاود أجهزة النظام الأمنية اعتقاله مجددا، وإطلاق سراحه واعتقاله مرة ثالثة قبل أن يتم إطلاق سراحه بشكل كامل، حيث كان يعمل الطبيب “الدباس” ضمن مشفى “الكهف” الميداني، وقرر البقاء في الغوطة الشرقية بعد تطمينه من قِبل عراب المصالحات في الغوطة الشرقية “الشيخ بسام دفضع” والذي بدوره وعده بعدم التعرض له عند دخول قوات النظام إلى الغوطة، الشرقية.