ضمن التغيير الديموغرافي في سورية.. أكثر من 100 عائلة من التركستان والأوزبك تستوطن في 3 قرى “علوية” بريف جسر الشغور

102

سنوات مضت وعائلات “التركستان” لا تزال مستوطنة في مناطق عدة من محافظة إدلب، منذ قدومهم أواخر العام 2013 من الأراضي التركية، واستقرارهم في المناطق الحدودية مع تركيا في أرياف اللاذقية وإدلب ومناطق ضمن محافظة حلب.

و “التركستان” هم مقاتلون من المسلمين الإيغور، جهاديون قدموا من موطنهم في الصين، وأعلنوا عن تشكيل الحزب الإسلامي التركستاني في سورية بقيادة (عبد الحق التركستاني) في أواخر عام 2014.

وبدعم من “جبهة النصرة”سابقًا وزعيمها الجولاني الذي منحهم قرى كاملة كان يسكنها أبناء الطائفة العلوية، ولمع اسم “الحزب الإسلامي التركستاني” بعد معركة جسر الشغور.

وتعد قرى قرى “الزنبقي والحسينية “شندريش” والطيبة ” كترين” في ريف إدلب الغربي، من أهم تلك القرى التي لا تزال مستعمرات للمقاتلين الآسيويين والتركستان، وتتبع هذه القرى إداريًا لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، وتعد قرية الطيبة “كترين” الأكثر تواجدًا للعائلات المستوطنة من التركستان وأوروبا الشرقية، حيث تسكن القرية أكثر من 50 عائلة جلهم من الإيغور المسلمين، بما يعادل 200 نسمة، من بين هؤلاء نحو 70 طفلًا، معظمهم ولد في سورية أي منذ مايقارب الـ6 سنوات، وينشؤون دون تلقي التعليم في المدارس، ويفضلون الذهاب إلى معهد شرعي لتحفيظ “القرآن”، بينما ينخرط الفتيان ضمن الفصائل و”الحزب الإسلامي التركستاني”.

وافتتح التركسان محال تجارية في القرية لسد حاجة العائلات المقيمة، كما يربي بعض هؤلاء الحيوانات والطيور لغرض التجارة وتحقيق الربح.

ويقدر عدد سكان قرية كترين من أبناء الطائفة العلوية قبل نزوحهم نحو 350 نسمة، وتشتهر القرية بزراعة الزيتون والحمضيات، حيث يقدر عدد الأشجار المثمرة ما يزيد عن 30 ألف شجرة.

ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن معظم العائلات نزحت إلى محافظات اللاذقية وحلب وحمص ودمشق، للإلتحاق بوظائفهم العسكرية والمدنية، وذلك بعد تشكيل الفصائل المسلحة واقترابهم من القرية.

أما في قرية الزنبقي قرب مدينة دركوش الحدودية مع لواء إسكندرون، التي نزح منها أهلها مع خروج قوات النظام من مدينة دركوش في أكتوبر أواخر العام 2012، حيث كان يقدر عددهم نحو 250 نسمة، واستوطن بديلًا عنهم مقاتلين من التركستان والأوزبك الذين يقدر عددهم بنحو 30 عائلة ما يقارب120 نسمة.

و ينتمي معظم أهالي الزنبقي إلى الطائفة العلوية، يمتلكون مساحات من الأراضي الزراعية، وتشتهر القرية بأشجار الرمان والحمضيات و”الجنريك”، حيث أصبحت عائداتها الزراعية تذهب لصالح هيئة تحرير الشام والمقاتلين الأجانب.

ويتخذ عناصر الأوزبك والتركستان من قرية الحسينية “شندريش” قرب قرية الشغور، مقرات لهم، لقربها من معسكراتهم في الساحل وسهل الغاب.

كما يسكنها حاليًا نحو 25 عائلة نحو 100 نسمة، بينما كان عدد سكانها قبل نزوحهم أكثر من 200 نسمة من أبناء الطائفة العلوية.

وتحدث الشاب (د.م) من مدينة دركوش في ريف إدلب الغربي لـ”المرصد السوري” قائلاً: إن القرى باتت اليوم مختلفة تمامًا، فمن يدخلها يعتقدها قرى صينية وليست سورية، فهم يستولون عليها وكأنها موطنهم الأصلي، و يمارسون الأعمال التجارية والزراعة وتربية المواشي.

وتحدث ( م.أ ) وهو ناشط من ريف إدلب الغربي لـ”المرصد السوري” قائلاً: أنه وبعد توطين عائلات التركسان بدأوا بشكل تدريجي بالاستيلاء على هذه القرى وممتلكات سكانها الأصليين، حتى أصبحت محرمة على السوريين، وهذا يعد تغييرًا ديموغرافيًا ساهمت به فصائل المعارضة المسلحة وتحرير الشام، ولم يكن بإرادة أو قبول المدنيين في ريف إدلب الغربي الذين رفضوا خروج أهالي هذه القرى منها.

ويشير الناشط الحقوقي (ج.م) إلى أن جميع المنازل والمساحات الزراعية بما فيها الأشجار المثمرة، والمحلات التجارية، يتم استخدامها والانتفاع بها لصالح عناصر التركستان وعائلاتهم، إضافة إلى هيئة تحرير الشام.