طائرات بشار الأسد ترتكب مجزرة بشعة في المليحة

38

02088881129328723808842787077105

ارتكب نظام بشار الأسد مجزرة بشعة أمس عندما قصفت طائرات حربية محطة وقود في ضاحية المليحة على الطرف الشرقي لدمشق، فيما قدرت الأمم المتحدة عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الثورة منذ آذار 2011 بأكثر من 60 ألفا.
مجزرة المليحة
وقال النشط أبو سعيد الذي وصل إلى المنطقة في ضاحية المليحة بدمشق بعد ساعة من وقوع الغارة الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي إنه أحصى عشرات الجثث “اما حرقت أو قطعت أوصالها”. وقال نشط آخر يدعى أبو فؤاد إن طائرات حربية قصفت المنطقة أثناء وصول شحنة وقود وتجمع ناس عند المحطة.
وأظهرت لقطات فيديو التقطها نشطاء جثة رجل يرتدي خوذة على دراجة نارية وسط ألسنة لهب طوقت المكان والذي قتل خلال الهجوم فيما يبدو أثناء وجوده وسط طابور من المركبات انتظارا للوقود. كما شوهد رجل وهو يحمل جثة مقطعة الأوصال.
وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو يظهر ما قالوا انه المكان الذي استهدفته الغارة. ويسمع المصور يقول “قصف على بلدة المليحة (…) الله اكبر. قصف بطيران الميغ على البلدة”.
ويظهر في الشريط عدد من الاشخاص وهم يهرعون في المكان، بينما تبدو سيارات وشاحنات صغيرة “بيك أب” وهي تحترق. وفي الجهة المقابلة، يشير احد الاشخاص الى مبنى صغير شبه مدمر، اندلع امامه حريق يلتهم سيارة ودراجة نارية يركبها شخص اصبح جثة متفحمة.
ويخرج من وسط الحطام رجل يرتدي ما يبدو انها ملابس شبه عسكرية، ووجه مضرج بالدماء، قبل ان يهرع رجلان لمساعدته. وعلى مقربة من المكان، يحمل رجل آخر ما يبدو انها اشلاء احد الضحايا، والذي لم يتبق منه سوى رأسه والقسم العلوي من جسده.
وأحصت “لجان التنسيق المحلية” حتى عصر أمس نحو سبعين شهيداً في مجزرة المليحة.
اشتباكات
ميدانياً أيضا، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن الثوار أطلقوا نيران الأسلحة الآلية وقذائف الهاون على طائرات هليكوبتر متوقفة في قاعدة جوية بشمال البلاد قرب الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق أمس. وأضاف المرصد أن مقاتلي “جبهة النصرة” و”لواء احرار الشام” ووحدات أخرى تقاتل في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا تهاجم مطار تفتناز العسكري.
ويعتبر مقاتلو المعارضة السوريون القوات الجوية التابعة للرئيس بشار الأسد أكبر خطر عليهم. وهم يسيطرون على أجزاء من محافظات في الشمال والشرق إلى جانب مجموعة من الضواحي حول العاصمة دمشق لكنهم لم يتمكنوا من حماية الأرض التي يسيطرون عليها في مواجهة الهجمات المتواصلة التي تشنها المروحيات والطائرات.
وفي الأشهر القليلة الماضية حاصرت وحدات مقاتلي المعارضة عددا من المنشآت العسكرية خاصة بامتداد الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال سوريا وجنوبها ويمتد من حلب أكبر المدن من حيث عدد السكان إلى دمشق.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن هجوم الأمس هو الأحدث ضمن عدة محاولات للسيطرة على القاعدة. وتظهر صورة بالأقمار الصناعية للمطار أكثر من 40 مهبطا لطائرات الهليكوبتر ومدرجا وحظائر للطائرات.
ولفت المرصد الى “معلومات اولية عن وجود خسائر بشرية بصفوف الطرفين.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين “من جبهة النصرة وعدة كتائب اخرى في محيط معسكر وادي الضيف” بريف معرة النعمان التي استولى عليها الثوار في التاسع من تشرين الاول.
وفي ريف ادلب كذلك تعرضت بلدة بنش للقصف من الطائرات الحوامة التي “القت براميل متفجرة على البلدة بالتزامن مع قصف مدفعي” بحسب المرصد.
واغلقت السلطات السورية اول من أمس وللمرة الاولى منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار 2011 مطار حلب الدولي بسبب استهدافه بالقصف من مقاتلي المعارضة، بحسب ما ذكر مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس امس.
وفي ريف العاصمة، تعرضت مدينتا دوما وحرستا للقصف من قبل القوات النظامية صباح امس فيما تعرضت مدن وبلدات زملكا وعربين ويلدا للقصف عند منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء وسمع اصوات اطلاق نار وانفجارات على اطراف النبك صباح اليوم.
وفي دمشق، سمع دوي انفجار عند منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء ناتج عن انفجار عبوة ناسفة في حي كفرسوسة من دون ان ترد معلومات عن خسائر بشرية.
كما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على احياء دمشق الجنوبية عند منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء.
وفي ريف دير الزور، تعرضت قرة الحسينية والحصان والشهابات للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء.
الأمم المتحدة
في جنيف، اعلنت نافي بيلاي المفوضة الدولية العليا لحقوق الانسان امس ان اكثر من ستين الف شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات العنيفة المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد في اذار 2011.
وقالت بيلاي ان تحليلات واسعة اجراها خبراء في البيانات اظهرت ان 59 الفا و648 شخصا قتلوا حتى نهاية تشرين الثاني. واضافت “لان حدة النزاع لم تخف منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، نستطيع ان نفترض ان اكثر من ستين الف شخص قتلوا بحلول بداية العام 2013”. واضافت في بيان “بالنظر الى ان النزاع تواصل بلا هوادة منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، يمكننا ان نفترض ان اكثر من 60 الف شخص قتلوا حتى مطلع 2013”. واكدت ان “عدد القتلى هو فعلاً اكثر بكثير مما يعتقد ويثير صدمة حقاً”.
وهذه الحصيلة هي اكبر بكثير من تلك التي نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان، وهو منظمة غير حكومية قريبة من المعارضة تتخذ من بريطانيا مقراً لها وتقول انها تعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في استقاء ارقامها. وبلغت اعداد قتلى النزاع بحسب آخر حصيلة للمرصد 46 الف قتيل.
واوضحت الامم المتحدة ان هذه الحصيلة اعدتها منظمة “بينيتيك” ومقرها الولايات المتحدة، مؤكدة ان هذه المنظمة تتمتع “بخبرة كبيرة في التحليل الاحصائي للمعطيات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان”.
ويظهر التحليل الذي اعدته هذه المنظمة تزايداً شهرياً واضحا في اعداد القتلى الموثقين منذ بدء النزاع. ففي حين كان معدل القتلى خلال صيف 2011 يبلغ حوالي الف قتيل شهرياً، ارتفع هذا العدد الى خمسة الاف قتيل شهريا منذ تموز 2012.
واستمرت عملية جمع البيانات والتحليلات خمسة اشهر. وبحسب هذه المعطيات فان اكثر من 76% من القتلى الموثقين هم رجال و7,5% نساء، في حين تعذر التأكد من جنس الضحية في بقية الحالات ونسبتها 16,4%.

ا ف ب – رويترز