عام على بدء انهيار تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشمال السوري – عين العرب (كوباني) معركة الفصل، ونحو 3 آلاف استشهدوا وقضوا خلال عام من المعارك والقصف

45

عام على بدء انهيار تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشمال السوري

عين العرب (كوباني) معركة الفصل 

يصادف اليوم الـ 16 من شهر سبتمبر / أيلول مرور عام على بدء هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” الواسع على منطقة عين العرب (كوباني) ومدينتها، حيث شهد ريف المدينة في مثل هذا اليوم قبل عام، هجوم المئات من عناصر التنظيم، على القرى الواقعة في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي والريف الغربي، أسفرت عن سيطرة متسارعة للتنظيم على عشرات القرى التي أجبرت وحدات حماية الشعب الكردي حينها على الانسحاب منها متراجعة باتجاه مدينة عين العرب (كوباني)، فيما بقيت عدة مجموعات من الوحدات الكردية تقاتل عناصر التنظيم المتقدمين، لتأخير تقدمهم لحين تأمين المدنيين الفارين من المعارك ومن قصف التنظيم الذي استهدف القرى التي كانت تسيطر عليها الوحدات الكردية.

 

وفي مطلع شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام 2014، تمكن التنظيم من إستكمال سيطرته على أكثر من 356 قرية ومزرعة وبلدة في ريف عين العرب (كوباني) وبات على مشارف المدينة، فيما تسببت سيطرته على هذه القرى بفرار وتهجير أكثر من 300 ألف نسمة، من منطقة عين العرب (كوباني) وريفها، كما قام بنهب وسرقة عشرات الآلاف من رؤوس الماشية، والسيارات والجرارات الزراعية والآليات التي تركها أصحابها، ممن لاذوا بالفرار خوفاً من قتلهم من قبل عناصر التنظيم، إضافة لسرقة ونهب آلاف المنازل في القرى التي سيطروا عليها، وترافقت عمليات فرار المدنيين، مع عرقلة ومنع السلطات التركية للآلاف منهم من العبور نحو الجانب التركي للحدود، فيما شهدت مدينة عين العرب (كوباني)، سقوط عشرات القذائف بشكل شبه يومي، أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وترافقت مع تفجير التنظيم لعشرات العربات المفخخة وتفجير مقاتلين آخرين لأنفسهم بأحزمة ناسفة خلال المعارك التي انحصرت لأكثر من شهرين في مساحة تقدر بنحو 3 كلم مربع، إضافة لتفجير قيادية في وحدات المرأة التابعة لوحدات حماية  الشعب الكردي لنفسها بقنبلة، حيث اقتحمت تجمعاً لعناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” عند الاطراف الشرقية لمدينة عين العرب “كوباني” واشتبكت مع عناصر التنظيم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل ان تفجر نفسها بقنبلة، كما شهدت المدينة حرب شوارع عنيفة بين الوحدات الكردية وقوات الأسايش من طرف، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف آخر، ترافقت مع تدخل خجول في البداية، لطائرات التحالف باستهدافها للتنظيم ومقاره وتمركزاته وآلياته، فيما شهد يوم الثامن من شهر تشرين الأول أولى ضربات للتحالف على عناصر التنظيم في قلب المدينة، في حين حاول عناصر التنظيم أكثر من مرة التقدم والدخول إلى المدينة وتطويقها من الجهة الشمالية التي كانت مفتوحة على الحدود مع تركيا، إلا أن الوحدات الكردية حينها تمكنت من صدهم، فيما دخل في نهاية شهر تشرين الأول نحو 50 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة السورية لمؤازرة الوحدات الكردية في قتالها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، عقبها بيوم دخول قوات البشمركة مصطحبة معها عتادها العسكري وكميات من الذخائر والأسلحة الثقيلة وأكثر من 20 آلية عسكرية.

 

وفي الـ 11 من تشرين الثاني / نوفمبر أبلغت مصادر موثوقة في مدينة الرقة، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قيادة تنظيم “الدولة الإسلامية” ستعمل على حشد مقاتليها في ريفي حمص وحماه، من أجل تحقيق انتصارات في هاتين المنطقتين، على حساب النظام السوري، لرفع معنويات مؤيديهم، التي بدأت تنهار بعد فشلهم في السيطرة على مدينة عين العرب “كوباني”، وتكوين قاعدة شعبية كبيرة لهم، في الشارع السوري المعارض، كونهم يقاتلون “النظام النصيري”، ولأن غارات التحالف العربي – الدولي قد لا تطالهم في كل من حمص وحماه، كما أبلغت المصادر ذاتها، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قيادياً عسكرياً كبيراً في تنظيم “الدولة الإسلامية”، قال أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” فوجئوا بالمقاومة الشرسة التي أبدتها وحدات حماية الشعب الكردي في المدينة، على الرغم من تفجيرهم أكثر من 20 عربة مفخخة، وكانوا يعتقدون أن الأمر سوف ينتهي خلال أيام أو أسبوع من اقتحامهم للمدينة، مثلما حصل في مناطق أخرى، وأن معركة كوباني استنزفت المئات من مقاتليهم.

 

وخلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر، بدأت الوحدات الكردية بمعارك ((الخط المستقيم)) التي امتدت على نسق واحد من الحدود السورية – التركية إلى جنوب وجنوب غرب المدينة، وبدأت مدعمة بضربات دقيقة ومكثفة من طائرات التحالف، بالتقدم بشكل متزامن على عدة جبهات، شهدت تفجيرات عنيفة ومعارك وحرب شوارع ضارية ومواجهات على بعد عشرات الأمتار، مكنت ضربات التحالف فيها الوحدات من تحقيق تقدمات سريعة، قلصت من مساحة سيطرة التنظيم في المدينة، إلى أن بدأت الوحدات الكردية وقوات الأسايش والكتائب السورية المقاتلة، باستعادة السيطرة على المدينة، مدعمة بضربات قوات البشمركة التي شاركت في قصف واستهداف معاقل وتمركزات وآليات التنظيم بالتنسيق الكامل مع الوحدات الكردية.

 

وفي الـ 25 من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2015، تمكنت وحدات حماية الشعب الكردي بقيادة محمود برخدان مدعمة بقوات الأسايش والكتائب السورية المقاتلة وقوات البشمركة وطائرات التحالف الدولي، من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من كامل مدينة عين العرب (كوباني)، معلنة الانهيار الأول لتنظيم “الدولة الإسلامية” في الشمال السوري، ليرسل التنظيم أول كتيبة لـ”أشبال الخلافة” مؤلفة من نحو 140 عنصراً غالبيتهم الساحقة دون سن الـ 18، ومن المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، إلى جبهات القتال في محيط مدينة عين العرب (كوباني).

 

واستمرت الوحدات الكردية والمقاتلين المساندين لها وطائرات التحالف بالتقدم في ريف عين العرب (كوباني) الغربي والجنوبي والجنوبي الشرقي، وسيطرت على كامل الريف الغربي للمدينة، في السادس من آذار / مارس من العام الجاري، متابعة تقدمها في الريف الجنوبي الشرقي، لحين سيطرتها على مدينة تل أبيض الاستراتيجية والحدودية مع تركيا في الـ 16 من شهر حزيران / يونيو، وسيطرتها على مدينة عين عيسى وبلدة الشركراك في الـ 8 من شهر تموز / يوليو الفائت من العام 2015، وسيطرتها على بلدة صرين في الريف الجنوبي لعين العرب (كوباني) في الـ 27 من شهر تموز/ يوليو، مستعيدة بذلك السيطرة على كامل القرى التي فقدت سيطرتها عليها منذ بدء هجوم التنظيم على منطقة عين العرب (كوباني) في الـ 16 من شهر أيلول / سبتمبر من العام 2014.

 

وفي الـ 25 من شهر حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري، هاجم عشرات العناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” مدينة عين العرب (كوباني)، وتمكنوا من السيطرة على عدة أحياء فيها، وقتل خلال هجومه وسيطرته 223 مواطناً مدنياً بينهم أكثر من 83 طفلاً ومواطنة أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” معظمهم من مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان الواقعة بريفها، واستشهاد العشرات من عناصر قوات الأسايش والوحدات الكردية، إضافة لمقتل 79 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأسر آخرين وتمكن آخرين من الفرار.

وأسفرت المعارك والاشتباكات وقصف تنظيم “الدولة الإسلامية” وعمليات الإعدام عن استشهاد ومقتل 2935 منذ فجر الـ 16 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2014، تاريخ بدء تنظيم “الدولة الإسلامية” هجومه على منطقة عين العرب (كوباني)، وحتى اليوم الـ 16 من شهر أيار / مايو الجاري 2015

حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 309 مواطنين مدنيين كرد، بينهم أكثر من 95 طفلاً ومواطنة استشهدوا في قصف لتنظيم “الدولة الإسلامية” وإعدامات نفذها التنظيم في مدينة عين العرب (كوباني) وريفها، وانفجار ألغام بهم زرعها تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل انسحابه من مدينة عين العرب (كوباني) وقرى بريفها.

كذلك بلغ 1816 عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، الذين قتلوا خلال قصف وكمائن واستهداف آليات واقتحام قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي تجمعاً للتنظيم، واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأسايش والكتائب الداعمة لها، في ريف ومحيط واطراف مدينة عين العرب (كوباني)، ومناطق عين عيسى وتل أبيض والشركراك وصرين، بينهم العشرات فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة في مدينة عين العرب (كوباني) وبقية المناطق.

فيما استشهد 758 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأمن الداخلي الكردية “الأسايش”، خلال قصف وتفجير عربات مفخخة وتفجير عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” لأنفسهم بأحزمة ناسفة، واشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة عين العرب (كوباني) ومحيطها وريفها وومناطق عين عيسى وتل أبيض والشركراك وصرين، من ضمنهم قيادية في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، هاجمت تجمعاً لعناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” عند الأطراف الشرقية لمدينة عين العرب (كوباني) حيث اشتبكت مع عناصر التنظيم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة، وبعض المقاتلين جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم، من ضمنهم مقاتلات إناث.

بينما قضى ما لا يقل عن 36 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة الداعمة لوحدات الحماية، خلال اشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف مدينة عين العرب (كوباني)، ومناطق عين عيسى وتل أبيض والشركراك وصرين، وانفجار ألغام بهم.

أيضاً استشهد متطوع مع وحدات الحماية، كان يقوم بنقل الذخيرة بسيارته، جراء استهدافه من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في إحدى جبهات مدينة عين العرب (كوباني).

و3 مسلحين قرويين قضوا خلال هجوم واشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في قرية صالي بالريف الجنوبي لعين العرب (كوباني)، حيث قالت المصادر للمرصد أن التنظيم قام بفصل رأس أحدهم عن جسده وأخذ الرأس معه

 

و11 مسلحاً قروياً موالياً لتنظيم “الدولة الإسلامية” لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي بالريفين الغربي والجنوبي لمدينة عين العرب (كوباني).

كذلك لقي ضابط منشق برتبة نقيب من محافظة حمص مبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” مصرعه، خلال اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في ريف عين العرب (كوباني).

 

كما قتل أكثر من 928 عنصراً في تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الغارات المكثفة التي شنتها طائراتها التحالف العربي – الدولي على مناطق تواجدهم، في مدينة عين العرب (كوباني) ومحيطها ومناطق تل أبيض والعين عيسى والشركراك وصرين، خلال نحو عام كامل.