عسكري سابق في «فاغنر»: تدخل روسيا لم يساعد شعب سوريا

38

يؤكد مارات غابيدولين، العضو السابق في المجموعة العسكرية الروسية الخاصة «فاغنر»، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن على روسيا وضع حد لتدخلاتها في الخارج والتركيز على مشكلاتها الداخلية. ويرى أن «تدخل» روسيا «لم يساعد» الشعب السوري الذي يعاني الجوع والبرد.

وهذا الجندي الروسي السابق البالغ من العمر 55 عاماً، هو أول عضو في المجموعة شبه العسكرية المثيرة للجدل التي عمل فيها في أوكرانيا وسوريا من 2015 إلى 2019، يتحدث علناً دون أن يغطي وجهه. وفي كتاب عنوانه «أنا مارات القائد السابق لجيش فاغنر» (دار ميشال لافون)، نشر أمس (الخميس) في فرنسا، يصف غابيدولين الحياة اليومية لمقاتلي هذه المجموعة السرية جداً المتهمين بارتكاب انتهاكات، لا سيما في أفريقيا.

وتؤكد السلطات الروسية أنه لا علاقة لها بهذه المجموعة. ويوضح العسكري السابق، في مقابلة مع الوكالة في باريس، أن «فاغنر» هي «جيش صغير نوعاً ما» يمكن أن تتنوع أهدافه حسب الوضع الميداني. وتضم في صفوفها مرتزقة مرخصين ومحترفين، لكنهم أيضاً رومانسيون «يريدون الاحتكاك بالحرب»، وهم مدانون سابقون أغلقت أمامهم أبواب الجيش النظامي، أو تجذبهم رواتب أعلى مما يمكن أن يتلقوه في روسيا، بين 1500 و2200 يورو، حسب المهمات.

ويؤكد مارات غابيدولين، أنه انضم إلى «فاغنر» في 2015 بناء على نصيحة أحد معارفه بعد عشر سنوات في صفوف الجيش الروسي، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات لقتله زعيم عصابة في إطار «تصفية حسابات مع عصابات». وبين لفافتي دخان، يقول إنه نفذ مهمته الأولى إلى جانب مقاتلين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا صيف 2015، ثم قام بمهام عدة في سوريا دعماً لقوات نظام بشار الأسد، حتى 2019.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من مسيرته من مصدر مستقل. وهو لا يشعر بأي ندم ويؤكد أنه قام بعمله، لكنه يؤكد أنه غادر بشعور من «الإحباط وخيبة الأمل» مهمته الأولى في لوغانسك في أوكرانيا في مواجهة «خدعة القضية النبيلة التي تتحدث عن الدفاع عن مصالح روسيا». أما بالنسبة لسوريا، حيث أصيب بجروح خطيرة في انفجار قنبلة يدوية في تدمر، فهو يرى أن «تدخل» روسيا «لم يساعد» الشعب السوري الذي يعاني الجوع والبرد. ويتابع غابيدولين: «كان من الأفضل التركيز على المشكلات الداخلية، لكن النظر إلى القضايا الداخلية أمر صعب». ويضيف: «كان ينبغي أن نهتم بهذه المشكلات ونحلها ونعمل حتى يبدأ الناس في احترامنا والإعجاب بنا حتى نصبح نموذجاً لأوكرانيا». وهو يرى أن «أوكرانيا كانت عندئذ ستأتي إلينا ولا تصدنا».

وتقول وزارة الدفاع البريطانية إن القوات شبه العسكرية التابعة لـ«فاغنر» التي يشتبه أنها ارتكبت تجاوزات في مالي أو ليبيا أو حتى في سوريا، موجودة أيضاً في أوكرانيا، حيث شن الجيش الروسي هجوماً في 24 فبراير (شباط).

وتنفي موسكو رسمياً أي صلة لها بهذه المجموعة الخاصة التي يشتبه أنها تعمل سراً لحسابها. ويعتقد غابيدولين أن استخدام روسيا للمرتزقة المحظور رسمياً في البلاد «مثبت ولا يمكن دحضه». وهو يكشف خصوصاً نوع الأسلحة التي تستخدمها «فاغنر» أو شعاراتها الروسية الرسمية. وأكد العسكري السابق أنه لم يشهد جرائم حرب ارتكبها رفاقه في السلاح في الميدان. لكنه قال من دون أن يذكر تفاصيل، إن المرتزقة قد يكونون استخدموا «في حالات معينة» بطريقة «تتعارض مع كل المعايير والقيم الأخلاقية».

والآن يأمل غابيدولين في أن تتاح له يوماً ما فرصة للعودة إلى روسيا «وطنه». ويدرك العسكري السابق أن العودة في هذه المرحلة ستكون سابقة لأوانها، نظراً للقانون الأخير الذي يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً من ينشر أي «معلومات كاذبة» عن تحركات موسكو في الخارج. وقال غابيدولين: «هناك خطر ألا أستطيع مغادرة البلاد بعد ذلك».

وأضاف: «حول شعوري بالخوف؟ لست خائفاً (…) سأعيش بطريقة أو بأخرى».

المصدر: الشرق الأوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.