عشرات الآلاف محاصرون في منبج بعد تطويق داعش داخلها

27

بات عشرات الالاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج في شمال سوريا، بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية من تطويق داعش الذي يسيطر على المدينة منذ عامين. على صعيد آخر تستمر الاشتباكات في ريف مدينة الطبقة الجنوبي بين داعش من جهة، و»صقور الصحراء» والقوات الحكومية والوحدات المساندة لها من جهة أخرى. وجنوب دمشق، تسبب تفجيران انتحاريان متزامنان استهدفا منطقة السيدة زينب بمقتل 20 شخصا واصابة اخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. ودخلت أمس قافلة مساعدات الى منطقة الحولة التي يحاصرها الجيش السوري في وسط سوريا، وفق ما اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، في وقت يعرقل استمرار القصف الجوي بدء توزيع المساعدات في مدينة داريا بريف دمشق. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس ان «اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري ادخلا أمس قافلة مساعدات الى منطقة الحولة المحاصرة» من الجيش السوري في محافظة حمص منذ ثلاث سنوات. وضمت القافلة 31 شاحنة محملة مواد غذائية تكفي لـ14,200 عائلة ولقاحات ومستلزمات النظافة وفرشا وبطانيات بالاضافة الى معدات لاصلاح الابار ومضخات مياه ومولدات وكابلات وانابيب. وياتي ادخال هذه القافلة أمس بعد دخول قافلتين مماثلتين الى مدينتي داريا ودوما المحاصرتين من قوات الجيش في ريف دمشق، تباعا يومي الخميس والجمعة. وضمت القافلة التي دخلت داريا ليل الخميس الجمعة، مساعدات غذائية للمرة الاولى منذ العام 2012، لكن كثافة القصف الجوي للجيش السوري الذي تتعرض له المدينة منذ صباح الجمعة عرقل عملية توزيع المساعدات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشط محلي في المدينة.  واحصى المرصد أمس القاء الطيران المروحي ثمانية براميل متفجرة على الاقل في مناطق عدة في داريا. واوضح الناشط في المجلس المحلي لداريا شادي مطر لفرانس برس أمس ان «عملية توزيع المساعدات لم تبدأ أمس نظرا لاستمرار القصف الجوي منذ امس الأول» لافتا الى سقوط 68 برميلا متفجرا على المدينة الجمعة. وبحسب مطر، فإن «الاهالي ينتظرون الحصول على المساعدات لكن القصف يشل الحركة كليا» ويدفعهم «للنزول الى الاقبية او الاختباء داخل حفر استحدثوها في منازلهم خشية البراميل المتفجرة». وندد كل من فرنسا والولايات المتحدة الجمعة بالقصف الجوي على داريا وعرقلة توزيع المساعدات. واعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت عن «استيائه الشديد» جراء القصف معتبرا «اننا فعلا امام ازدواجية غير معقولة للنظام» السوري. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر «حتما ان هذه الهجمات غير مقبولة في اي ظرف كان، ولكن في هذه الحالة تحديدا فهي ايضا تؤدي الى ابطاء توزيع مساعدات ضرورية لاقصى الحدود». في ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر المعارك بين قوات سوريا الديموقراطية وداعش الذي بات شبه معزول دخل مدينة منبج، عشرات الالاف من المدنيين داخل المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «بات عشرات الالاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كافة الطرق في محيطها». وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية الجمعة بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج وقطع كافة طرق الامداد الى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية. وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات الالاف من المدنيين «حالة من الرعب» خشية من القصف الجوي المكثف، لافتا الى «توقف الافران عن العمل وشح المواد الغذائية خصوصا بعد قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة». جنوب العاصمة السورية، قتل عشرون شخصا على الاقل هم 13 مدنيا وسبعة مسلحين موالين لقوات النظام جراء تفجيرين انتحاريين متزامنين، استهدفا منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وفق حصيلة للمرصد السوري. واحصت وكالة الانباء الرسمية «سانا» من جهتها مقتل 12 شخصا واصابة 55 جريحا بينهم اطفال ونساء، قالت ان اصابات بعضهم خطرة. ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق «ان تفجيرين ارهابيين وقعا صباح أمس في بلدة السيدة زينب، الاول نفذه انتحاري بحزام ناسف فجر نفسه عند مدخل بلدة السيدة زينب باتجاه الذيابية والثاني نفذه انتحاري بسيارة مفخخة في شارع التين على أطراف البلدة». وتبنى داعش في خبر مقتضب نشرته وكالة «اعماق» التابعة له العملية الهجوم متحدثا عن «ثلاث عمليات انتحارية بحزامين ناسفين وسيارة مفخخة لمقاتلين من داعش في السيدة زينب في دمشق». وادان مجلس الوزراء السوري التفجيرين مؤكدا ان «هذه الاعمال الارهابية الجبانة تحاول زعزعة الامن والاستقرار في هذه المناطق ورفع معنويات العصابات الارهابية المنهارة نتيجة الانتصارات الكبرى». وبثت قناة الاخبارية السورية صورا لموقع التفجير تظهر تصاعد اعمدة كثيفة من الدخان الاسود ودمارا كبيرا في الابنية السكنية والمحال التجارية المجاورة للتفجير. وتظهر صور اخرى سيارات محترقة وسيارة اطفاء تحاول اخماد النيران المندلعة داخل سيارة. كما تناثر على الطريق بقايا لافتات تجارية وركام من القطع المعدنية والحجارة. على صعيد آخر تستمر الاشتباكات في ريف مدينة الطبقة الجنوبي بين تنظيم «داعش» من جهة، و»صقور الصحراء» والقوات الحكومية والوحدات المساندة لها من جهة أخرى. وتمكنت القوات الحكومية بعد تثبيت سيطرتها على مفرق الطبقة – الرصافة – أثريا، من التقدم والتوسع نحو الشرق باتجاه منطقة الرصافة ونحو الجنوب باتجاه مطار الطبقة العسكري. وأفاد نشطاء أن مجموعة من الانتحاريين معظمهم من المقاتلين الأطفال مما يسمى بـ «أشبال الخلافة نفذت هجوماً معاكساً على مواقع لقوات صقور الصحراء والجيش في منطقة مفرق الطبقة – الرصافة – أثريا، بالريف الجنوبي للطبقة، وتمكن 4 من الانتحاريين من تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة، ما أسفر عن مقتل 16 عنصراً من الطرفين، وفق النشطاء، وتسعى قوات الجيش والوحدات المؤازرة لاستعادة مطار الطبقة العسكري الذي احتله تنظيم «داعش» منذ نحو عامين. 

 

المصدر: الدستور