عشرات النساء والأطفال مقابل عشرات آلاف الدولارات.. المرصد السوري يسلط الضوء على تفاصيل عملية التهريب الأكبر لعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من الهول نحو إدلب

43

يشهد مخيم الهول الواقع ضمن أقصى ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، عمليات تهريب متواصلة لعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من نساء وأطفال على اختلاف جنسياتهم، وذلك بتسهيل من بعض حراس المخيم مقابل مبالغ مادية ضخمة تدفع لهم من قبل تلك العوائل، التي تستلم مبالغ مالية ضخمة في المخيم بتسهيلات مقابل رشاوي أيضاً، وعلى الرغم من شن استخبارات قسد لحملات أمنية على حراس المخيم واعتقالها عدد منهم بتهم فساد، إلا أن عمليات التهريب لاتزال متواصلة.

وفي هذا السياق، يسلط المرصد السوري لحقوق الإنسان الضوء على هروب نحو 15 سيدة أجنبية من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” مع 20 طفلاً، من “دويلة الهول” إلى مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل في محافظة إدلب، بمساعدة شبكة من المهربين، وذلك منتصف العام الجاري 2020.

ففي إفادته للمرصد السوري قال أحد المقربين من النسوة، أن قيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” نسق مع امرأة من الهاربات، وقدم لهن دعماً مالياً كبيراً، ليتمكن من الهرب من مخيم الهول، في حين تمكنت إحدى السيدات من إقناع أحد حراس المخيم ويدعى “شيار” بعد دفع مبلغ مالي يقدر بـ35 ألف دولار أمريكي للخروج مع أطفالهن إلى ريف حلب الشمالي.

وبدأت العملية ليلاً، حيث خرج الجميع على دفعتين، الدفعة الأولى ضمت 7 سيدات و10 أطفال، والثانية 8 سيدات و 10 أطفال، وذلك بسيارات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية من بوابة المخيم، دون أن يتم تفتيشها، ووصلوا بعد ساعات طويلة إلى مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وأضاف المصدر بأن الأشخاص الذين يستقلون سيارات قوات سوريا الديمقراطية، ينسقون مع آخرين من الفصائل الموالية لتركيا، ليتمكنوا من إيصال النساء والأطفال إلى المكان المتفق عليه مع القيادي في التنظيم لأخذ المبلغ المتفق عليه.

وفي ريف حلب تسلم المجموعة شخص يدعى (أبو محمد)، حيث قام بنقلهم إلى أحد المنازل لقضاء الليلة في بلدة الغندورة شمال شرقي حلب، ثم وصل شخص يدعى (أبو أيوب الأنصاري) وهو إداري يتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وتسلم مجموعة السيدات والأطفال، وبالوقت ذاته، تم تسليم الأموال المتفق عليها للمدعو “شيار”.

وتعيش السيدات مع أطفالهن في ريف مدينة سلقين شمالي إدلب، ونوه المصدر بأن إداريي “التنظيم” يوفرون لهم المسكن المقدر إيجاره بنحو 200 دولار أميركي، فضلاً عن رواتب شهرية مقدمة من “التنظيم”، حيث يبلغ راتب السيدة 100 دولار أمريكي والطفل 20 دولار أمريكي.

الجدير ذكره، أن المدعو “شيار” مسهل عملية الهروب جرى اعتقاله من قبل استخبارات قوات سوريا الديمقراطية قبل 4 أشهر -أي عقب عملية الهروب هذه بفترة قصيرة-، وذلك بتهم تتعلق بالفساد.