عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري فؤاد عليكو: داعش لم ينهزم في السابق بل غير تكتيكاته وما حدث في غويران اختراق أمني كبير

التحالف يتحمل مسؤولية كبيرة في عدم الضغط على الدول لأخذ إرهابييهم.. ولا أستبعد وقوف جهات دولية اقليمية وراء تمدد داعش والمستفيد الأول النظام السوري والإيراني

80

لطالما يحلم الطرف الكردي في سورية بالحكم الفيدرالي الذي يرونه انه مفتاح الديمقراطية والتقسيم العادل للثروات وأرقى أنواع الأنظمة الناجحة في الإدارة، حيث يعتبرونه حلّا للقضايا الأثنية والدينية في بعض المجتمعات التي تعرف هذا التعدّد، ورغم اتهام الكرد بالانفصاليين إلاّ أنهم متمسكون بالمضي لتحقيق هذا الشكل من أشكال الحكم.
ويرى فؤاد عليكو عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لم ينهزم نهائيا بل انهزم كمعارك جبهات فقط، لافتا إلى انه قد استفاد من تجاربه السابقة عبر تغيير تكتيكاته، لافتا إلى أنّ هناك ترابط كبير بين ما عاشته منطقة ديالا في العراق وحادثة سجن غويران.

س-هل يؤشر توقيت الهجوم الذي شنّه تنظيم داعش على سجن غويران بالشمال السوري على قدرة داعش في تجميع قواته على الرغم مما قيل في السابق عن هزيمته والقضاء عليه؟

ج-داعش انهزمت كمعارك جبهات، لكنها لم تنهزم نهائياً ، بل استفادت من تجربتها السابقة في الهزيمة بتغيير تكتيكاتها المتعددة من حيث القيام بحرب العصابات أو الانخراط ضمن التنظيمات العسكرية الموجودة في سوريا والعراق واتباع مبدأ (التقية) إلى حين توفير الظروف المناسبة للقيام بعملياتها ، ومن الواضح أن ما حصل في سجن الحسكة هو اختراق أمني كبير من قبل داعش وقد تم استثمار ذلك بشكل ممنهج وتم التحضير جيدا لهذا الهجوم، ومن المعروف أنه تم اعتقال أحد مخططي الهجوم على سجن الحسكة من قبل قسد من عدة أشهر، وشرح الخطة بالتفصيل في فيديو ومع ذلك لم تتخذ قسد التدابير المطلوبة امنياً، وحصل ما حصل من كارثة.

 

س- برأيكم -هل هناك علاقة بين ما حدث من هجوم على السجن وما حدث في ديالا في العراق مؤخرا ومقتل 11جنديا عراقيا على أيدي داعش؟
ج– بالتأكيد هناك ترابط بين ما حصل في سجن الحسكة وما حصل في ديالا والمناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان العراق والدولة الاتحادية واستغلالهم للفراغ الأمني في تلك المناطق للتهيئة والقيام بهجمات خاطفة هنا وهناك، والتي تهدف من خلالها إلى إرسال رسائل قوية بأنهم موجودون بقوة في سوريا والعراق وهناك تنسيق متكامل. ولا أستبعد وقوف جهات دولية اقليمية أو قوى سياسية محلية وراء هذا التمدد والنشاط الملحوظ في الآونة الأخيرة، وعلينا توجيه أصابع الاتهام إلى المستفيدين سياسيا من ذلك واقصد تحديداً (النظام السوري والإيراني) لأن ما حصل في سجن الحسكة يذكرنا بسجن أبو غريب وتسليم الموصل وافراج النظام على المتطرفين في سجونه منذ بداية الثورة.

س-هل ترون تقصيرا من الحكومات الغربية والبلدان الأخرى التي لديها سجناء من داعش في سجن غويران وكذلك مخيم الهول، في استمرار الأوضاع على ماهي عليه في السجن والمخيّم بعدم إيجاد حلّ وسحب مقاتليها من هناك؟
ج-بالتأكيد،إن التحالف الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في عدم الضغط على الدول بأخذ إرهابييهم إلى بلدانهم ومحاكمتهم أصولا أو تأسيس محكمة دولية بهذا الشأن وكذلك تأمين وتحصين سجن المعتقلين من قبل المجتمع الدولي، أما بقائهم هكذا دون حل فعلينا توقع مثل هذه النتائج.

 

س-تبدو ثمة تغيرات جديدة على خارطة الطريق للمنطقة، كيف تقرؤون المحاور الرئيسية لهذا التغيّر؟
ج-أتفق معك، فالمنطقة تعيش حالة غير مستقرة وتنبئ بتطورات كبيرة، لأن العديد من دول المنطقة تعاني من اضطرابات كبيرة (سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، لبنان وأكرانيا..) وتتعقد فيها الأزمات دون وجود مخرج في الأفق المنظور، وقد يؤدي عدم الاتفاق على الملف النووي الإيراني إلى المزيد من التصعيد وحتى حرب إقليمية، لأن إيران تشترك بشكل مباشر في معظم أزمات هذه الدول.

 

س-من الواضح أن الأكراد منقسمون في الداخل بين المجلس الوطني وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، متى تنتهي الانقسامات والصراعات وماذا قدمتم لاحتوائها؟
ج-من المؤسف القول نحن منقسمون منذ بداية الثورة وقد بذلنا جهودا كبيرة في تجاوز خلافاتنا وقد عقدنا عدة اتفاقات في الأعوام 2012، 2013-2014 وساعدنا في ذلك الرئيس مسعود البرزاني شخصياً في تقريب وجهات النظر، لكن جميعها لم تنفذ على الأرض والسبب يعود إلى موقف pkk السلبي منها والتدخل المباشر في شؤوننا من خلال إرسالها كوادر غير سوريين من تركيا وإيران لإدارة المنطقة عملياً وفرض رؤيتها ونظرياتها علينا بالقوة والقيام بممارسة قاسية وترهيبية بحق المجلس وكل من يخالف رؤيتهم ، واليوم ومنذ نهاية 2019 دخلنا معاً بحوار من جديد بضمان قائد قسد ورعاية أمريكية لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق رغم انجازنا للورقة السياسة ،ويعود هذا البطء في الحوار إلى عدم وجود إرادة حقيقية لدى pyd وأعتقد مجدداً بأن pkk يقف خلف عدم الوصول إلى اتفاق، وكذلك إلى عدم قيام الراعي الأمريكي بالضغط المطلوب لإنجاز التفاهمات بين الطرفين.
-نأمل أن تكون تجربة سجن الحسكة دافعاً لمراجعة pyd نفسها من جميع النواحي ووعيها بأنها وحدها غير قادرة على إدارة المنطقة الكردية دون مشاركة المجلس الوطني الكردي في صناعة القرار وأنهم هم (أي المجلس) الجهة الممكنة الاعتماد عليهم في ذلك. والسؤال هنا: هل سنجد ضوءاً في نهاية هذا النفق المظلم؟ نأمل ذلك.

 

س- طالما تحدثتم عن سورية المركزية الفيدرالية الاتحادية، والمطلّع يعرف حساسية الشعب السوري من هذا التعبيرما وصل لوصفكم بالانفصاليين أحيانا، ما معنى ان تتكئ على نظام فيدرالي؟

ج– النظام الفيدرالي شكل من أشكال أنظمة حكم الدولة وقد أثبتت التجارب نظريا وعملياً على أنه أرقى أنواع الأنظمة الناجحة في الإدارة، ويحقق ميزتين أساسيتين غير متوفرتين في بقية النظم، أولّهما أنه حل مثالي للقضايا الاثنية والدينية في المجتمعات التي تعاني منها، وسوريا دولة تعاني من هذه الخاصية، وثانيهما كونه يكفل التوزيع العادل للسلطة والثروة وسورية تعاني أيضا من هذه الناحية، حيث عملت الأنظمة المركزية المتعاقبة على إهمال العديد من المحافظات على حساب ثراء محافظات أخرى. وواقع الأمر أنه هناك خوف متبادل بين الطرفين.

-خوف الكردي من العودة إلى الدولة المركزية البوليسية بانقلاب عسكري متعارف عليه في سوريا والبيان رقم1المتمثّل في وقف العمل بالدستور من خلال الاستيلاء على الإذاعة ووزارة الدفاع، والعودة بنا إلى نقطة الصفر: وكأن ثورة لم تحصل في سورية، وخوف عربي من أن الطرح الكردي للفدرالية مقدمة منطقية للمطالبة بالانفصال لاحقاً، ولتجاوز هذا الخوف المتبادل لابد من حوار هادئ ومسؤول بغية الوصول إلى صيغة تفاهم مشترك يحقق الحرية والكرامة لجميع السوريين ويحفظ حقوق الجميع، وهناك أصوات عربية جريئة بدأت بالتبلور وترى أن عودة سورية موحدة بدلاً من الانقسام الحاد في الجغرافيا حالياً هو النظام الاتحادي، وأعتقد أن التطورات في المنطقة سوف تُفضي إلى قبول هذا النظام كمعالجة عملية لحل أزمات المنطقة وليس في سورية فحسب.