عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض عبد الله كدو: تقاعس المجتمع الدولي أهم سبب في إعاقة العملية السياسية في سورية.. وماكان للحوار الكردي أن يبدأ أصلاً بعد فشل ثلاث جولات سابقة

74

تسعى المعارضة السورية إلى محاولة إعادة ترتيب صفوفها مجددا بعد سنوات من التقسيم والتشتت خاصة بعد فشل مختلف المفاوضات في بلوغ الحل السياسي على أساس القرارات الدولية وأبرزها 2254، حيث تتجه الأنظار إلى مؤتمر الدوحة المقبل الذي يرى معارضون أنه سيكون بداية جديدة قد تعوض العديد من الخطوات السابقة التي لم تُصب الهدف نحو الحل السياسي وإيقاف نزيف الدم.
وقال عبدالله كدو عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض وعضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مساعي هذا الجسم المعارض مستمرة للتجديد بما يتماشى وهذه التجربة الوطنية التشاركية المبنية على التنوع والاختلاف السياسي والمذهبي والقومي، بالمحافظة على أهم المبادئ التي جاء بها الائتلاف.

 

س- هناك حديث عن وجود تحركات لإصلاح الائتلاف السوري المعارض وتطوير أدائه لإعادته إلى مكانته في الأوساط الدولية والشعبية، بعد هزّات كثيرة وخاصة تعديل نظامه الداخلي واستبدال بعض الكتل السياسية الموجودة في الائتلاف وإصلاح علاقاته مع المجتمع الدولي.. هل يمكن أن تنجح هذه الخطوة، وماهي الصعوبات التي قد تعترض سبل نجاحها وما هي آفاق ذلك الإصلاح؟

ج- بداية أود أن أقول: إن فكرة “إعادة الائتلاف إلى مكانته في الأوساط الدولية” الواردة في سؤالكم، تتعلق بدرجة أهمية القضية السورية، مرحلياً، في سياسات الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة، تلك التي تُبنى على المصالح المتحركة لأصحابها، وليست متعلقة، فقط، بترابط وفعالية قوى الثورة والمعارضة الوطنية السورية وفي مقدمتها الائتلاف، على أهمية ذلك، وعليه فإن ما يجري في الائتلاف السوري عامة، من نشاط ساع للتجديد المستمر، ومنه “النظام الأساسي للائتلاف” الذي ينظم عمل أعضاء ولجان ومؤسسات الائتلاف، ينطلق من طموح الائتلافيين الذين يرون بأنه يجب أن يكون ائتلافهم ورشة عمل متكاملة بين الأعضاء، من ممثلي مكونات الائتلاف الواسعة .. ورشة خاضعة للتفعيل والتجديد المستمرين، حيث إن الائتلاف الوطني السوري، كتجربة وطنية تشاركية، مبنية على تنوع سياسي وديني ومذهبي وقومي وثقافي كبير، لم يسبق للسوريين أن نجحوا في إقامة شراكة بهذا الحجم والتنوع، برغم أن أداء الائتلاف لم يرق بعدُ إلى مستوى طموح أعضائه ومكوناته وجماهير شعبنا التي يراها الائتلاف حاضنته وبوصلته.
وهنا لا بد من الإشارة إلى حالات تغيير أعضاء الائتلاف ومكوناته.. دخول أعضاء ومكونات جديدة وخروج أخرى، في تفاعل حي مع ظروف ومقتضيات العمل السياسي والتنظيمي، مما يتطلب إجراء التغيير والتطوير المواكبين في” النظام الأساسي” كمحددٍ رئيس للمهام وسبيل لتضافر الجهود ضمن مؤسسة الائتلاف، بما يحتفظ بخصوصية ودرجات اختلاف معينة لمكونات الائتلاف المتوافقة على برنامج عمل وطني، لتحقيق التغيير الديمقراطي الذي ثار شعبنا من أجله قبل نحو أحد عشر عاما.

 

س- بعد التذبذب في المسار، كيف يمكن توحيد صفوف المعارضة التي تشتت خلال السنوات الأخيرة بسبب مواقف معينة ما أضعف حاضنتها الشعبية؟

ج- نحن نستمع لآراء شخصيات وأحزاب وتيارات وطنية سورية معارضة رافضة للنظام، حول ضرورة الإستفادة من الاعتراف الدولي بكل من الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض السوريين ، طالما لا حل للقضية السورية إلا سياسياً بموجب القرارات الدولية، وعليه فإن من الضروري إجراء حوار مسؤول بين جميع الأطراف والفعاليات الوطنية الملتزمة بالتغيير الديمقراطي بدون وجود النظام المدان باستخدام مختلف صنوف الأسلحة ضد الشعب السوري، بما فيها الكيماوي المحرم دوليا، وهذا الحوار هو الأمر الذي يشجعه الائتلاف.

 

س- ماتعليقك على من يقول إنّ مواقف الائتلاف غير ثابتة ومتغيرة تجاه العملية السياسية على خلفية حسابات أخرى؟

ج- الائتلاف لم يبدل مواقفه منذ تشكيله، فهو ثابت على مطالبته بحصول التغيير الديمقراطي في البلاد والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بعد تحقيق البيئة الآمنة والمستقرة التي تضمن العودة الطوعية للمهجرين، وتؤمّن حق مشاركة جميع أبناء وبنات الشعب السوري، بموجب القرار الدولي 2254.

 

س–حديث عن قرب إعلان المعارضة عن “المجلس الثوري لمحافظة حلب وريفها”.. ماصحة ذلك، وما الهدف من هذا المجلس؟

ج- الائتلاف يدعم قيام الأطر السياسية الثورية والمدنية والحقوقية والثقافية والاجتماعية بشكل عام وفي مختلف مناطق سورية.

 

س- برأيك ماهي الأسباب الحقيقية وراء إعاقة العملية السياسية السورية، وهل تراخي المجتمع الدولي والقوى العظمى المتمثلة بأمريكا ودول أوروبا الغربية من بين ذلك؟

ج- بالتأكيد أهم سبب لإعاقة العملية السياسية في سورية هو تقاعس المجتمع الدولي وخاصة الدول المؤثرة ، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والدول العربية عن الوقوف إلى جانب الشعب السوري المضطَهد، وغض النظر عن تمادي النظام وداعميه في قمع الشعب السوري الذي طالب بحقوقه المتمثلة في إنهاء الديكتاتورية، والانتقال إلى الديمقراطية، بأسلوب سياسي سلمي.

 

س- حديث عن مساعٍ وجهود أمريكية لاستئناف الحوار الكردي-الكردي لتسوية الخلافات بين طرفي الحوار الممثلة بـ”المجلس الوطني الكردي” من جهة و”حزب الاتحاد الديمقراطي” من جهة أخرى.. هل يمكن أن تنجح هذه التحركات؟

ج- بالنسبة للحوار الكردي الكردي ما كان له أن يبدأ اصلا بعد فشل ثلاث جولات سابقة بسبب رفض حزب الاتحاد الديمقراطي تقاسم سلطة المنطقة مع أي أطراف سياسية أخرى ومنها المجلس الوطني الكردي، لأسباب كثيرة، منها تفاهم pyd مع النظام الذي رفض المجلس الكردي التفاوض معه انفراديا منذ بداية الثورة السورية، وعليه فإن الحوار المذكور لا أمل فيه بدون ممارسة الضغط الأمريكي اللازم على pyd، حيث لم تمارسه الولايات المتحدة حتى الآن لتحقيق فك ارتباط pyd مع حزب العمال الكردستاني pkk المتفاهم والمتحالف مع كل النظامين السوري والإيراني منذ بداية تأسيسه إلى درجة كبيرة تتعارض مع الهدف الذي تحدثت عنه الولايات المتحدة حول تقوية ووحدة المعارضة السورية، ومنها المعارضة الكردية المؤتلفة ضمن إطار الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض السورية المعارضَين للنظام.

 

س- برأيك سيد عبد الله، لماذا يرفض النظام في دمشق الحوار مع الإدارة الذاتية برغم استعداد الأخيرة لذلك مرارا دون أي شروط؟

ج- النظام يرفض الحوار مع الإدارة الذاتية التابعة لحزب pyd الذي يعلن في أدبياته، بأنه يهتدي بفلسفة مؤسس pkk عبدالله أوجلان، وإحدى مهام أعضائه هي إطلاق سراحه، لأن مؤسس pkk أكد، باستمرار، على تحالفه الاستراتيجي مع النظام السوري، ودعا إلى دعم ما سماه بالتحالف الثلاثي الثوري السوري الإيراني الليبي، ليس هذا وحسب وإنما طالب (أوجلان) الكرد السوريين بالخروج من مناطقهم الواقعة في سورية و(العودة) إلى موطنهم الأصلي، المزعوم، في تركيا ، وأكد على توافقه مع الحكومة السورية حول تلك العودة، ذلك في مؤلفه ” سبعة أيام مع القائد آبو” – في حوار أجراه نبيل ملحم.
زد على ذلك أن النظام الحاكم كان قد اتفق مع pyd ،في بداية الثورة السورية، على أن يقوم pyd بتسلم زمام السلطة في المناطق الكردية لقاء وقوفه مع النظام وقمع وملاحقة معارضيه من المتظاهرين ضد النظام خلال الثورة التي عمت عموم مناطق سورية، شرط أن تتم إعادة الأسلحة والمعدات التي قدمها النظام إلى عناصره، ولكن المعادلة تغيرت عند تأسيس التحالف الدولي ،برئاسة أمريكا ضد “داعش” ودخل pyd ضمن مشروع التحالف الدولي ، الأمر الذي اعتبره النظام تمردا، ومن جهة أخرى فإن النظام غير مؤهل لأي تنازل تنتج عنه خطوة نحو الديمقراطية تتنافى مع بنيته، ولا يجيد التعامل معها..ومن جهة أخرى يدرك النظام أن مرجوع الإدارة الذاتية إليه بالنهاية، حيث أعلن رئيس pkk جميل بايك أنه لا يسمح لأي خلاف مع عائلة الأسد التي أوت رئيسهم أوجلان لمدة عقدين من الزمن…وبالتالي لا يرى النظام من داعٍ لأي حوار أو تنازل مع الاتحاد الديمقراطي.