عفرين تحت الاحتلال (154):

58

 

قريتي “قاشا و جلا” المحتلتين، تدمير مقبرة وانتشال جثامين الشهداء منها وتزوير الحقائق، قصف عفرين وضحايا

 

 

 

خلال ثلاثة أيام مضت تحاول سلطات الاحتلال التركي عبر إعلامها وبمشاركة إعلام معارضةٍ سورية وأخرى إخوانية وقناة الجزيرة القطرية جاهدةً فبركة وترويج مسرحية العثور على “مقبرة جماعية” في مدينة عفرين لأشخاص “أعدمتهم القوات الكردية” قبل خروجها من عفرين في 18 آذار 2018م، وبإعلانٍ رسمي من قبل وزارة الدفاع التركية ووالي ولاية – هاتاي، سعياً لشرعنة غزوها للمنطقة وتبرئة ذمتها وذمة الميليشيات الإسلاموية التابعة لها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها بحق البشر والشجر والحجر، وفي محاولةٍ جديدة لإلصاق تهمة الإرهاب بالكُـرد وقواتهم وتشويه سمعتها أمام العالم.

فيما يلي نرصد جزءاً من تلك الجرائم:

= قرية “قاشا- Qaşa“:

قرية جبلية صغيرة، تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مركزها بـ /12/ كم، مؤلفة من /50/ منزلاً، وكان يسكنها حوالي /300/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، وبقي منهم /35عائلة = 100 نسمة/ فقط بسبب التهجير القسري، وتم توطين /15عائلة=100نسمة/ من المستقدمين فيها، أغلبهم من تركمان ريف حمص.

أثناء العدوان تم تدمير عشرة منازل بشكلٍ كامل عائدة للمواطنين “محمد حاج رشيد، شعبان مصطفى، محمد هوريك خليل، مصطفى شعبان مصطفى، هوريك معمو رشيد، حميد محمد، محمد شيخموس كوجر، مصطفى منان رشو، عبدو علي عبدو، محمد سليمان” وتدمير جزئي لثمانية منازل لـ “أحمد حميد محمد، عبدو حاج رشيد، بكر كوجر، منان موساك، محمود مصطفى، كمال حاج رشيد، فهيم معمو خلو، شيخموس عمر كوجر”، وتدمير مدرسة القرية الابتدائية بالكامل.

تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان مراد” التي يتزعمها فيها المدعو “أبو سعيد” من أهالي قرية “كيسين”- ريف حمص، وهي التي سرقت معظم محتويات المنازل من مؤن وأواني نحاسية وزجاجية وتجهيزات كهربائية وأسطوانات الغاز وغيرها، وكوابل وترانس شبكة الكهرباء العامة، ومعظم آلات معصرة الزيتون لـ”محمد جوكر- أبو بكر”، وجرارين زراعيين لـ “جيلو شيخو، كيفارا رشو”،  وأدوات زراعية (كيلفاتور، تريلات، /5/ صهاريج لنقل المياه”، وسيارة صالون فوكس – سرفيس لـ “ياسين شيخو”، وسيارة جيب لـ “فهيم معمو خلو”، وسيارة تكسي سابا لـ “رشو حاج رشيد”، وعدد من الدرّاجات النارية.

وتستولي على حوالي /15/ ألف شجرة زيتون من أصل /25/ ألف شجرة عائدة لأهالي القرية، وتفرض إتاوة تصل لـ /15%/ على مواسم الزيتون؛ وتُسرق معظم مواسم العنب والسماق واللوز من قبل المسلحين ومستقدمين.

كما حفرت ونبشت موقع “تل سوسه- Tilî Sûsê” بحثاً عن الآثار والكنوز وسرقتها.

أثناء اجتياح القرية سقط ثلاثة شهداء من مقاتلي وحـدات حماية الشعب YPG دفاعاً عنها، وقد استشهد من أهالي القرية المواطن “عدنان حاج رشيد كاكو /55/ عاماً” و “فاطمة /70/ عاماً – زوجة هوريك خليل” نتيجة انفجار لغم أرضي في منزلها، أثناء عودة الأهالي إلى القرية؛ كما تعرض الأهالي لمختلف الانتهاكات، من بينها اعتقال /11/ مواطناً وتعرضيهم للتعذيب الجسدي والنفسي الشديدين والمعاملة القاسية، إضافةً إلى إجبارهم على الصيام والصلاة في السجن، بينما اقتصر إفطارهم على سندويشة واحدة كل /24/ ساعة.

= قرية “جلا- Cela“:

تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها بـ /12/ كم، مؤلفة من حوالي /80/ منزل، وكان يسكنها حوالي /350/ نسمة، بقي منهم حوالي /15 عائلة = 45 نسمة/فقط بسبب التهجير القسري، وتم توطين حوالي /70 عائلة= 400 نسمة/ من المستقدمين فيها.

أثناء العدوان تم تدمير /3/ منازل لـ “المرحوم حسن أحمد – زيبيه، المرحوم حسين أحمد – زيبيه، دوغان حج حسين” بشكل كامل و/3/ منازل بشكلٍ جزئي. وبُعيد الاجتياح سرقت ميليشيات “فيلق الشام” ومتزعمها في القرية المدعو “عكل عمر – بيانون شمال حلب” كافة محتويات المنازل من مؤن وأواني نحاسية وأدوات وتجهيزات كهربائية واسطوانات الغاز وغيرها، وجرار زراعي عائد لـ”أبو علي حاوو خالد”، وكمية كبيرة من القطع التبديلية للسيارات من مستودع لـ “محمد عبد الرحمن أحمد”، وكافة كوابل ومعظم أعمدة شبكة الكهرباء.

اتخذت الميليشيات من منزل “زينب بلال- شكري مصطفى سابقاً” مقراً عسكرياً وسجناً، ومنزل “محمد عبد الرحمن أحمد” مضافةً للفيلق.

واستولت على حوالي /5/ آلاف شجرة زيتون و /3/ آلاف شجيرة عنب، وتفرض إتاوة /10-15%/ على انتاج مواسم الزيتون وغيرها، كما أن المدعو “عكل عمر” قد أسس مزرعةً للبقر في مبنى معصرة المواطن “سيدو عسكر” ويُشارك المواطن “أحمد مصطفى” في منشأته “مدجنة الدجاج”، ويملك قطيع من الأغنام (حوالي 200 رأس)، يرعى بهم بين الحقول الزراعية، وهو يستولي أيضاً على حوالي /6/ آلاف شجيرة عنب من أملاك أهالي قرية “علمدار” والتي تقع بطرف قرية “جلا”.

تواصل الميليشيات قطع الأشجار الحراجية في الجبل المطلّ على القرية والقطع الجائر لأشجار الزيتون، لأجل التحطيب وصناعة الفحم.

وتفرض طوقاً أمنياً على المتبقين من سكّان القرية الأصليين، بالتدقيق والتفتيش وتقييد حركة الدخول والخروج من القرية، وعرّضت كثيرين منهم للتعذيب مع فرض فدى وأتاوى مالية.

هذا، واستشهد المواطن “حسين عبد الله كل ده دو /74/ عاماً” من أهالي القرية، بتاريخ 2 كانون الأول 2019م، في مجزرةٍ ارتكبها الجيش التركي ومرتزقته بقصف بلدة تل رفعت- شمال حلب، المكتظة بمُهجَّري عفرين.

= تدمير مقبرة وانتشال جثامين الشهداء منها وتزوير الحقائق:

منذ بدء العدوان على منطقة عفرين، استهدف الجيش التركي وميليشياته المرتزقة العشرات من المزارات الدينية الإسلامية والإيزيدية وأضرحة رموز وطنية ومقابر الشهداء وأخرى للمدنيين بشكلٍ متعمد، إذ تم تدمير وتخريب مقابر بشكلٍ كامل، كانت بمثابة معالم ومزارات للأهالي (مقبرة الشهيد رفيق- قرية متينا/شرّا، مقبرة الشهيد سيدو- بلدة كفرصفرة/جنديرس، مقبرة الشهيدة آفيستا- قرية كفرشل/عفرين)، بهدف تشويه تاريخ المنطقة ومحو الذاكرة المجتمعية وقطع جذور الأهالي عن أرضهم وتضحيات أبنائهم؛ وخلال ثلاثة أيام 14-15-16/7/2021م، أقدمت سلطات الاحتلال بحضورٍ مكثف للأجهزة الأمنية والاستخبارات التركية وتحت حراسة مشددة، على نبش وحفر مقبرة نظامية معروفة لدى الأهالي في موقع شمال شارع الملاهي وخلف مبنى جامعة عفرين سابقاً، وسط المدينة، بالآليات الثقيلة، وانتشال جثامين /71/ مدنياً ومقاتلاً كُردياً، استشهدوا أثناء تطويق وقصف مدينة عفرين أواسط آذار 2018م، ونقلها إلى المشفى العسكري، وقالت زوراً وبهتاناً إنها “مقبرة جماعية لأناس أعدمتهم قوات الإدارة الذاتية السابقة”!

بعد البحث والاتصال بالأهالي في عفرين والحصول على مقطع فيديو وصور عديدة، تأكّدنا أن المقبرة أُنشئت أواسط آذار 2018م من قبل الإدارة الذاتية، وهي ليست سرية، بعد اشتداد القصف وحصار مدينة عفرين وتعذُّر دفن الجثامين في مقبرة “آفيستا خابور- قرية كفرشيل” غربي المدينة، وقد تم تشييع /32/ شهيداً من المقاتلين والمدنيين بتاريخ 13/3/2018م- أسماء معظمهم موثقة- ودُفنت فيها جثامينهم بمراسم مهيبة، وأيضاً دُفن فيها شهداء مجزرة حي المحمودية وشهداء مشفى “آفرين” بتاريخ 16/3/2018م. ولغاية أواسط عام 2019م كانت شواهد القبور ظاهرة، لكنها أزيلت من قبل المسلّحين والمارّة من المستقدمين، وكان يزورها البعض من ذوي الشهداء.

= انتهاكات متفرقة:

– منذ أسبوع، فرضت ميليشيات “فرقة الحمزات” ومتزعمها في قريتي “كوكان تحتاني وفوقاني”- مابتا/معبطلي المدعو “نوري العلي- أبو سلطان” على كل عائلة كردية إتاوة /200-1000/ ليرة تركية، بحجة حماية أملاكها، حيث يتواجد في القريتين بحدود /60/ عائلة، أي بمبلغ إجمالي يقدر بـ /30/ ألف ليرة تركية.

– بتاريخ 11/7/2021م، استدعت شرطة معبطلي المواطنين “جمال عبدو بن مصطفى /34/عاماً، أحمد حسن بن محمد /25/عاماً” من أهالي قرية “كوكان فوقاني”- مابتا/معبطلي، واعتقلتهما على خلفية اتهام ميليشيات فرقة الحمزات لهما بحيازة أسلحة، ورغم دفعهما لفدى مالية حوالي (ألف دولار من جمال، ثلاثة آلاف دولار من أحمد) قبل مدة لمتزعمها في القرية.

– بتاريخ 29/6/2021م، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية” المواطن “شفان مجيد نعسان /35/ عاماً” من أهالي قرية “تلف” ومقيم في مدينة عفرين، وأُطلق سراحه بتاريخ 16/7/2021م.

– مساء الخميس 15/7/2021م، تعرّضت مدينة عفرين لوابل من القذائف الصاروخية، التي وقعت بين الأحياء السكنية، فأدت لوقوع أضرار مادية وانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة و/12/ ضحايا قتلى وجرحى من السكّان الأصليين والمستقدمين، من بينهم الشهيد “رضوان جميل سليمان /40/ عاماً” من أهالي قرية “سيويا”- مابتا/معبطلي.

– مساء الأحد 11/7/2021م، قصفت قوات الجيش التركي بلدة تل رفعت- شمال حلب المكتظة بمُهجِّري عفرين، فأدى لإصابة خمسة مدنيين بجروح متفاوتة، وهم: (محمد وليد عرب /5/ سنوات، هيفين رشيد /40/ عاماً، سوزان معمو /30/ عاماً، زينب أحمد عرب /40/ عاماً) من أهالي ناحية راجو و(نهاد محمد علي /32/ عاماً) من أهالي ناحية جنديرس.

– أكّد الدفاع المدني في عفرين، بتاريخ 13/7/2021م، على أن فرقه أخمدت حريقاً في غابةٍ بناحية جنديرس، ونشر صوراً توضح ذلك، بينما يتبين فيها جذوع أشجارٍ حراجية تم قطعها سابقاً لأجل التحطيب.

إن الأكاذيب المفضوحة التي تُطلقها تركيا والائتلاف السوري- الإخواني وميليشيات وجهات سورية معارضة بحق الكُـرد وقوات سوريا الديمقراطية، الكردية منها خاصةً، “مقبرة جماعية في عفرين” نموذجاً، لا تنطلي على أحدٍ من ذوي الضمير والمنطق، ومن القبح أن يرقص نفرٌ من الكُـرد على أنغامها.

 

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)