عفرين تحت الاحتلال (232)

106

قرية “شيخورز” – تدمير مسجد وتهجير واسع، اعتقالات تعسفية، قطع واسع لأشجار الزيتون، “أبو عمشة” يفرض إتاوة جديدة على معبطلي، فوضى وتواجد لهيئة تحرير الشام

بدأت “هيئة تحرير الشام” الإرهابية بالظهور والتحرّك في المنطقة خلال الأسبوعين الفائتين بشكلٍ ملحوظ، إذ أنها تستحل ست مقرّات لميليشيات “فرقة السلطان مراد” – دون أن ترفع رايتها عليها – وسط مدينة عفرين القديمة، وهي (مباني مصرف التسليف الشعبي والمالية والمدرسة القديمة وثلاثة منازل)، التي تقع شمالي مبنى “السراي القديم” مقرّ الوالي التركي بشكلٍ مباشر، وكثّفت وجود عناصرها فيها إلى جانب عناصر “مراد” المنضمين إليها.

فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:

= قرية “شيخورز- Şêxorz“:

تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مركزها بـ/8/ كم، بأجزائها الثلاثة مؤلفة من حوالي /150/ منزلاً، وكان فيها حوالي /800/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا بعد حوالي عشرة أيام من العدوان على المنطقة في 20 كانون الثاني 2018م، بسبب القصف وكون القرية قريبة من الشريط الحدودي، ومعظمهم هُجِّروا قسراً، ولم يعود منهم إلى القرية سوى /14 عائلة = 40 نسمة/، بسبب المنع وتوطين حوالي /100 عائلة = 600 نسمة/ من المستقدمين فيها، وتحويل “شيخورز فوقاني” إلى قاعدة عسكرية تركية.

نتيجة القصف تم تدمير /15/ منزلاً في “شيخورز فوقاني” بشكلٍ كامل وحوالي /35/ منزلاً بشكلٍ جزئي في عموم القرية، ناهيك عن تدمير مسجد القرية تماماً الذي كان يحوي العديد من نسخ القرآن وكتب الدين!

تُسيطر على القرية ميليشيات “لواء صقور الشمال” التي يتزعمها المدعو “حسن خيرية – مواليد كنصفرة 1977م” ومسؤولها في القرية المدعو “ساري الرّيان أبو طلال” الذي كان يقود مجموعة في تنظيم داعش سابقاً، وتتخذ من مبنى البلدية كمقرّ عسكري؛ وقد سرقت من القرية بُعيد اجتياحها كافة محتويات المنازل من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والمفروشات والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وآلاف تنكات زيت الزيتون (16 كغ صافي للواحدة) من المنازل والمعاصر، وثلاث مجموعات توليد كهربائية (توزيع أمبيرات)، وجرارات زراعية مع ملحقاتها وسيارات، وعدادات مياه الشرب مع تدمير شبكتها، ومحوّلة وكوابل وقسم من أعمدة شبكة الكهرباء العامة، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي التي كانت قيد التجهيز سابقاً، ومحتويات مبنيي المدرسة والبلدية، وتجهيزات شبكة أنترنت، وكذلك سرقت كافة آلات معصرة زيتون لـ”يعقوب هورو” وحوّلت مبناه إلى مخبز آلي، وآلات معصرة “المرحوم حنيف عارف حنان” التي أُعيد تأسيسها من قبل أولاده، وآلات معصرة “طاهر بطال حسن” التي أعادها صاحبها بعد دفع إتاوة باهظة، علاوةً على تدمير معصرتين في بلدة “قسطل مقداد” المجاورة بالكامل عائدتين لـ”داوود حنان عشو، حنيف شيخو كلك” من أبناء “شيخورز”. كما استولت على معصرة زيتون عائدة لعائلة “هورو” بين قريتي “سعرينجك وأومر سمو” المجاورتين.

ومن ممتلكات أبناء القرية: سرقت ميليشيات أخرى آلات أربعة معامل بلوك آلية تقع على طريق كفرجنة – عفرين لـ”نوري هورو، هوريك دولت، حنيف شيخو، حنيف دولت الذي أعاد تأسيس معمله”؛ واستولت بذات المكان على منشأة جودي (منشرة حجر، معمل بلوك آلي، معمل بلاط) عائدة لـ”يعقوب هورو”، وعلى معمل بلوك آلي لـ”بطال حسن” قرب قرية “كفرشيل”- غربي مدينة عفرين، وتُشغلهما لصالحها.

كما استولى “اللواء” على حوالي /15/ آلاف شجرة زيتون من أملاك القرية، ويفرض أتاوى على مواسم المتبقين من الأهالي؛ وقام بقطع واسع في غابة “جبل رش” شرقي القرية، وآلاف أشجار الزيتون بشكلٍ جائر، وقلع حوالي /50/ شجرة زيتون على طريق “سعرنجك” عائدة لـ”خليل هورو” بغية تأسيس مخيم للمستقدمين على أرضها. كما قام بحفر وتجريف “تل بيريه” شمالي القرية بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.

وفي إطار حركة دينية متشددة نشطة تشهدها المنطقة، تم بناء مسجد جديد في القرية من قبل “جمعية الأيادي البيضاء” وبتمويل من “جمعية العيش بكرامة” من “تبرعات بلدة قلنسوة الفلسطينية” والذي أفتتح في كانون الثاني 2022م. وبعد اجتياح القرية في شباط 2018م، وقبيل عيد الأضحى المبارك في 31 تموز 2020م أيضاً، قام المسلّحون بتخريب متعمد لعشرات أضرحة موتى القرية والعبث بها.

هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي لانتهاكات عديدة، لا سيّما اعتقال بعضهم لمدد مختلفة مع التعذيب وفرض غرامات مالية عليهم؛ وقد استشهد الشاب “محمد فاروق بيرو” مع زوجته “تولين بيرو” وطفلهما “جان” من أهالي القرية، بتاريخ 23/10/2018م، إثر انفجار لغم أرضي على طريق براد- نبل، بعد اضطرار الأسرة للهرب من عفرين نتيجة الضغوط التي تعرّضت لها.

= اعتقالات تعسفية:

اعتقلت سلطات الاحتلال:

– المواطنين (أسعد حميد محمد /27/ عاماً في 30/12/2022، أحمد محمد حميد /38/ عاماً في 9/1/2023م) و (علي عبد الرحمن كالو /40/ عاماً، بكر حسن خيرو /35/ عاماً، ريبر حسن خيرو /32/ عاماً، عدنان عبدو جامو /40/ عاماً، محمد فريد جعفر /28/ عاماً) بتاريخ 17/1/2023م، من أهالي قرية “كفرزيت” – عفرين، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا زالوا قيد الاحتجاز التعسفي.

– المواطن “كومستان أحمد إيبش /35/ عاماً” من أهالي قرية “كيلا”- بلبل بتاريخ 9/1/2023م، وأطلقت سراحه في اليوم التالي.

– الشاب “محمود حسن خليل /22/ عاماً” من أهالي قرية “ديرصوان” – شرّا/شرّان، منذ حوالي عشرين يوماً، في طريق عودته إلى قريته من وجهة النزوح- منطقة الشهباء شمالي حلب، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال محتجز في سجن “ماراته” المركزي، حيث أُعيدت شقيقته المرافقة له وطُردت نحو شرق الفرات.

= قطع أشجار الزيتون:

– مؤخراً، قطعت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” في قرية “بعرافا” – شرّا/شرّان أشجار الزيتون بشكلٍ جائر (/12/ لـ محمد فوزي خليل، /12/ لـ مصطفى خليل، /12/ لـ زياد خليل).

– وأيضاً قطعت ميليشيات “فرقة الحمزات” حوالي /30/ شجرة زيتون عائدة لـ”فوزي نعسان” و /35/ شجرة لـ”محمد نعسان أحمد” في قرية “عتمانا”- راجو، حيث هناك “مركز لتجارة الحطب في ساحة قرية عتمانا عائد للمدعو يزيد بشكاوي أحد متزعمي الحمزات وأشقائه وأولاد عمه المنحدرين من بلدة معرّة حرمة/إدلب” و “مركز لتجارة الحطب داخل بلدة راجو- طريق قرية حج خليل” و “منشرة للحطب عائدة لأحد متزعمي ميليشيات أحرار الشرقية في مبنى عائد للمهجر قسراً محمد جميل رشيد عثمان بمفرق قرية موسكه- مدخل راجو” و “سيارات تنقل الحطب عبر حواجز الميليشيات والشرطة وأمام أعين الاستخبارات التركية”.

– مؤخراً، في قرية “تلف”- عفرين الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “فرقة الحمزات”، تم قطع أشجار زيتون (/15/ للأرملة “عوفة صبحي”، و /5/ لـ”شيرزاد نعسان”)، منها بشكلٍ كامل وأخرى على نحوٍ جزئي.

– بعد انتهاء قطع الأحراش المحيطة بقرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان، تقوم ميليشيات “فرقة السلطان مراد” بقلع جذوعها وجذورها من الأراضي لتصبح جرداء كالصحراء، كما توسّع قطع الأشجار المثمرة، من بينها حوالي /200/ شجرة صنوبرية ولوز وفاكهة في أرضٍ عائدة للكردي المهجر قسراً “حنان سمو عبودان”، والملحق بمنزله في القرية.

– بعد تكرار وتوسّع القطع الجائر لأشجار الزيتون والفاكهة في قريتي “كرزيليه و عين دارا”- شيروا، لا سيّما قطع حوالي /300/ شجرة زيتون وفاكهة عائدة لـ”محمد إيبو، مصطفى جعفر، ريزان عبدو، مصطفى حج مستو” مؤخراً، تقدّم بعض الأهالي بشكاوى لدى ميليشيات “فرقة الحمزات و فرقة السلطان سليمان شاه”، وفي يوم الجمعة 20/1/2023م لدى حاجز “الشرطة العسكرية في عفرين” الذي قام بالقبض على عددٍ من قاطعي الأشجار في ذات اليوم بالجرم المشهود، ولكن أطلق سراحهم دون اتخاذ أية إجراءات ضدهم، وإلى الآن لم تفيد الشكاوى بشيء. وبسبب هكذا وضع سيء، منذ أسبوع قام المواطن المسن “مصطفى جعفو” من أهالي “كرزيليه” بقطع كامل لحوالي /100/ شجرة زيتون من أملاكه- قرب طريق باسوطة – بعد أن تعرّضت للقطع الجائر منذ سنتين لأكثر من مرّة على يد المسلّحين.

– تقوم عناصر حراسة وإدارة القاعدة العسكرية لميليشيات “فرقة السلطان مراد” في مفرق بلدة معبطلي بالقطع المستمر والجائر لمئات أشجار الزيتون بمحيط القاعدة، وكذلك تقوم بقطع الأشجار في محيط منشرة عائدة لأبناء معبطلي قرب قرية “كوكان” المجاورة.

= فوضى وفلتان:

– بتاريخ 15/1/2023م، قامت ميليشيات “فرقة الحمزات” بطرد مجموعة مسلّحة من عشيرة الموالي وتابعة لها (لواء عمر الفاروق/أبو بكر) من جبل الأحلام المطلّ على بلدة “باسوطة” وقرية “كيمار”- شيروا، فوقعت اشتباكات بين الطرفين، وأدت إلى توتر الوضع بينهما في العديد من المواقع الأخرى لأيام، وذلك على خلفية التنازع على وارادات طرق التهريب وسرقة الممتلكات العامة والخاصة.

– بتاريخ 15/1/2023م، في ناحية بلبل الحدودية، ونتيجة الخلافات بين متزعمي الميليشيات على موارد تهريب البشر إلى تركيا، قام المدعو “أحمد مشهداني الملقب بـ أبو محمود الأسمر” رئيس أمنية “فرقة السلطان مراد” باحتجاز نساء وفتيات (أعدادهن حوالي المائة حسب قنوات إعلامية محلية) في سجونها، بينهنّ من بلدة عندان- شمالي حلب ومن دمشق وريفها، فاستنفر أهاليهنّ عليه وتوتر الوضع في الناحية، إلى أن رضخ “مشهداني” وأفرج عن المحتجزات.

– بتاريخ 24/1/2023م، أقدم المدعو “أحمد محمد الجاسم /22/ عاماً- بلدة سنجار/معرة النعمان” أحد عناصر “فرقة الحمزات” على قتل والده بالرصاص، نظراً لحمل السلاح واستخدامه بشكلٍ عشوائي من قبل المسلّحين والمستقدمين، في جوار خيم يسكنها مستقدمون من منطقة “معرة النعمان”- إدلب، في موقع منشرة أحجار قرب مفرق قرية “كوكان”- مابتا/معبطلي العائدة للمهجرين قسراً “محمد ومصطفى وشكري جولو، محمد أحمد مصطفى” من أهالي معبطلي والتي سرقت منها تلك الميليشيات كافة الآلات بداية اجتياحها للمنطقة.

= انتهاكات أخرى:

– عصر الإثنين 23/1/2023م، قام مسلّحون بإشهار السلاح على رعاة قاصرين في جبل قرية “كيمار”- شيروا، وسرقت منهم أغنام (/16/ لـ مامو حسين، /2/ لـ مامد فوزي، /6/ لـ عمر حسنكي)، وتوجهوا نحو قرية “غزاوية” جنوباً الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “فيلق الشام”.

– خلال الشهر الجاري، في قرية “قره كول”- بلبل الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “فرقة السلطان مراد و فرقة الحمزات”، تعرّضت عشرة منازل ومحل سمانة للسرقة على يد مسلّحين، من أواني نحاسية وأسطوانات الغاز ومؤنة زيت الزيتون ومبالغ مالية، من بين أصحابها (أمينة أرملة علي مجيد علي، جميلة أرملة أحمد دربو/لمرتين، حسن أسلان، حسين بريم، محمد إسماعيل جاويش، أسد حنان/محل).

– أواسط الشهر الفائت، قامت مجموعة ملثّمة بعملية سطو مسلّح على منزل المواطن “منان عكاش شيخ إسماعيل زاده” في قرية “ديرصوان” – شرّا/شرّان التي تسيطر عليها “فرقة السلطان مراد”، واعتدت عليه بالضرب وسرقة (/1500/ دولار و/5000/ ليرة تركية و/150/ غرام ذهب وتلفزيون وهواتف محمولة)؛ كما سرقت مجموعة أخرى مضخة غاطسة /10/ حصان مع توابعها من بئر عائد للمواطن “وحيد حج عكاش لطفي” في ذات القرية.

– تقوم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” باستدعاء وكلاء الغائبين من أبناء بلدة معبطلي – عددهم حوالي /80/ – وتفرض على كلّ واحدٍ منهم /3-20/ صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي للواحدة) كإتاوة على انتاج حقول الغائبين من الزيتون، بعد أن قامت في الشهر الفائت بفرض وتحصيل /250/ صفيحة زيت من أهالي البلدة المتبقين.

إنّ إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة عفرين ووضع حدٍ للانتهاكات والجرائم التي تُرتكب باستمرار بحق البشر والشجر والحجر، لا يتم عبر إجراءات شكلية وهيكلة الميليشيات من قبل الاحتلال التركي، بل عبر إنهاء الاحتلال ووجود الميليشيات المرتزقة وإعادة المنطقة إلى السيادة السورية وإدارة أهاليها.

28/01/2023م

المصدر: حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.

عفرين تحت الاحتلال-232-28-01-2023