على الرغم من الضربات والاستهدافات الإسرائيلية المتصاعدة.. إيران تواصل عمليات التجنيد و”التشيُّع” رافعة إلى 11.700 تعداد الذين جرى تجنيدهم في الجنوب السوري ومنطقة غرب الفرات

48

ما تزال القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها كحزب الله اللبناني، تواصل عمليات التجنيد لصالحها في كل من الجنوب السوري والضفاف الغربية لنهر الفرات، عمليات التجنيد المتواصلة على قدم وساق تكون بشكل علني وسري مقابل اللعب المتواصل على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات “التشيُّع”، فضلاً عن السخاء المادي مستغلين الأوضاع المعيشية الكارثية ضمن مناطق نفوذ النظام السوري.

كما أن طرق التجنيد باتت مكشوفة وواضحة للجميع، ففي غرب الفرات، تكون ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي، التي تعد تحت سيطرة النفوذ الإيراني بشكل كامل، وعلى مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، يرسخ حزب الله اللبناني نفوذه في القنيطرة عبر استقطاب الشبان الهاربين من ملاحقة أجهزة النظام الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، بالإضافة لاستغلال انعدام فرص العمل وانهيار الليرة السورية والغلاء الفاحش بالأسعار، وتتركز عمليات التجنيد والتشييع في كل من مدينة البعث وخان أرنبة.

وفي محافظة درعا، بات من المعروف أن عمليات التجنيد و”التشيُّع”، تكون عبر عرابين تابعين لإيران، ضمن مراكز كسرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا بالإضافة لمراكز في صيدا وداعل وازرع ومناطق أخرى بريف درعا الشرقي، حيث يخضع المجندون الجدد لدورات تدريبية تكون في أغلب الأحيان ضمن منطقة اللجاة.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تعداد المتطوعين في صفوف الإيرانيين والمليشيات الموالية لها في الجنوب السوري ارتفع إلى أكثر من 6600، كما ارتفع إلى نحو 5100 عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً بعد عمليات “التشيُّع”، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور.

وتعمد المليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد تلك في استغلال كامل منها للوضع الاقتصادي السوري، ولانشغال الروس في الاتفاقات مع “الضامن” التركي في منطقة “خفض التصعيد” وشمال شرق سورية، كما أن الضربات المتكررة التي تتلقاها القوات الإيرانية من قبل إسرائيل ضمن الأراضي السورية، والخسارات التي لحقت بها على خلفية ذلك، لم تمنعها وتحد من نفوذها، بل إن إيران ترفض الرضوخ ومغادرة سورية وتكتفي بتغيير مواقعها وتبديلها بين الحين والآخر.