على الرغم من المطالبات الدولية وانتهاء المهلة المحددة لانسحابهم وفق الاتفاق الليبي-الليبي.. تواجد متواصل لآلاف المرتزقة السوريين في ليبيا

28

مضى نحو أسبوع على انتهاء المهلة المحددة لانسحاب المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، المنبثقة عن التوافق الليبي – الليبي الذي جرى التوقيع عليه في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020، حيث كان من المفترض خروج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا خلال مدة أقصاها 3 أشهر منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار وانتهت المدة يوم السبت الفائت 23 يناير الجاري، إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، إذ لاتزال “مرتزقة” الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية متواجدة في ليبيا، ولم تعود إلى سوريا حتى اللحظة، وما حدث خلال الأيام الفائتة من الشهر الجاري هو عبارة عن عمليات تبديل، يعود خلالها دفعات مقابل ذهاب دفعات مقابلها، يأتي ذلك في ظل المطالبات الدولية المستمرة بخروج القوات الأجنبية من ليبيا.

وعلى المقلب الآخر، لاتزال “مرتزقة” روسيا من حملة الجنسية السورية، متواجدين في ليبيا، وبدلاً من عودتهم إلى سوريا بعد التوافق الليبي-الليبي، قامت “شركة فاجنر” الروسية بتجنيد مزيد من الشبان والرجال لصالحها وإرسالهم إلى ليبيا.

ورصد المرصد السوري أمس الأول، استياءًا جديداً في أوساط “مرتزقة” الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية، والمتواجدين ضمن الأراضي الليبية، حيث كان من المفترض أن تعود دفعة منهم إلى سورية أو تركيا كأقل تقدير خلال الساعات الفائتة، إلا أن ذلك لم يحدث وهو ما أشعل الاستياء الجديد في أوساط “المرتزقة”، بعد أن حزموا امتعتهم واستعدوا للعودة وأشار المرصد السوري في 25 الشهر، إلى أن دفعة جديدة من مرتزقة “الفصائل” الموالية لأنقرة في ليبيا، من المرتقب عودتها إلى الأراضي السورية أو التركية كأقل تقدير في الوقت الحالي، خلال الساعات القادمة، حيث جرى إبلاغ نحو 150 مقاتل من المرتزقة بالتجهيز لعودتهم من قبل قادة مجموعاتهم، ولم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كان عودة الدفعة هذه سيقابلها ذهاب دفعة من سورية إلى ليبيا، في الوقت الذي لاتزال قضية المستحقات المادية للمرتزقة تتصدر الواجهة عبر اقتطاع وتأخير متواصل بتسليمهم إياها والمتاجرة بها من قبل قيادات تلك الفصائل.

وأشار المرصد السوري في 23 الشهر، إلى قضية “المرتزقة” من حملة الجنسية السورية المتواجدين ضمن الأراضي الليبية، حيث تتواصل عمليات “التبديل” للمرتزقة الموالين للحكومة التركية، عبر عودة دفعات من المقاتلين من ليبيا إلى سورية، مقابل ذهاب دفعات أخرى من سورية إلى ليبيا وفي الحالتين يتم الأمر عبر تركيا، وفي غالب الأحيان تتألف المجموعة العائدة من 100 إلى 250 مرتزق، وتتوجه اعداد مماثلة إلى ليبيا، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن عودة المقاتلين من هناك لهم شروط كوضع صحي وأمني.

في حين يقوم قسم من المرتزقة بالفرار من المقرات والمعسكرات إلى الداخل الليبي ومنهم من يحاول إلى الآن الوصول إلى أوروبا عبر بوابة إيطاليا، وذلك بسبب عدم السماح لهم بالعودة إلى سورية وعدم إعطاءهم رواتبهم الشهرية، في ظل الاقتطاع المستمر منها حين تسليمهم إياها، وقالت مصادر المرصد السوري إن عملية تسليم الرواتب تكون حصراً بعد انتهاء العقود والعودة إلى سورية، وتتكفل الحكومة التركية بمصاريف الطعام والطبابة العسكرية للمقاتلين الموالية لها هناك، بينما ما تبقى يكون على نفقة المرتزقة، ويشير المرصد السوري أن أعداد المرتزقة من الفصائل الموالية لتركيا لم يتغير نظراً لعمليات التبديل بعودة دفعات وذهاب دفعات أخرى.

وعلى المقلب الآخر، أفادت مصادر المرصد السوري بأن “شركة فاجنر” الروسية تواصل تجنيد السوريين وإرسالهم كمرتزقة لحماية مصالحها الإقليمية في ليبيا، حيث جرى مؤخراً تجنيد شبان ورجال من محافظة السويداء ومحافظات سورية عدة وإرسالهم إلى ليبيا، وتلعب روسيا على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية في سورية، مستغلة حاجة الشبان والرجال للعمل وتأمين مستلزمات الحياة اليومية.