على خطى منبج…مفاوضات لتأمين ممر عبور لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من الطبقة نحو مدينة الرقة

19

أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مفاوضات تجري بوساطات أهلية في مدينة الطبقة الواقعة في الريف الغربي لمدينة الرقة، في محاولة لتأمين ممر لخروج من تبقى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من الطبقة نحو مدينة الرقة، وأبلغت المصادر للمرصد أن المفاوضات تجري بين أعيان ووسطاء من المدينة وبين قوات سوريا الديمقراطية وقوات عملية “غضب الفرات”، في محاولة لتأمين ممر لعناصر التنظيم للخروج من المدينة، بعد أن تراجع التنظيم وبقي مسيطراً إلى الآن على الحيين الأول والثاني في مدينة الطبقة، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية على نحو 80 % من مساحة الطبقة.

المصادر أكدت أنه لم يجرِ حتى الآن التوصل إلى أية نتائج حول الوساطات، فيما تستمر محاولات التوصل إلى توافق ينهي القتال الجاري في الطبقة، وذلك في سيناريو مشابه لما جرى في مدينة منبج في العام المنصرم 2016، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، كامل بعد اشتباكات استمرت منذ الـ 31 من شهر أيار / مايو الفائت وحتى الـ 12 من شهر آب / أغسطس من العام 2016، عقب انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من جيوب تبقى فيها برفقة عائلات عناصره ومدنيين غير راغبين بالبقاء تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات ما أكدته مصادر موثوقة له عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتسليم مهام “الحسبة” للأمنيين في تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث تجري عمليات مراقبة لأحياء المدينة عبر زرع كاميرات في عدد من المناطق ومراقبة الحركة العامة لقاطني المدينة، وأكدت مصادر أخرى موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أرسل خلال الـ 48 ساعة الفائتة نحو 100 عنصر من مقاتليه إلى منطقة الطبقة في ريف الرقة الغربي، في محاولة إسناد جبهتها التي تراجعت بوتيرة متسارعة، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية حتى صباح اليوم من بسط سيطرتها على نحو 80 % من الطبقة، فيما تتمحور المعارك بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة أخرى، على محاور في محيط الحيين الأول والثاني في مدينة الطبقة والمحاذيين لسد الفرات وامتداده على نهر الفرات، وأكدت المصادر أن عملية إرسال التعزيزات جاءت بعد عملية تسليم مهام “الحسبة” وعملها لأمنيي التنظيم في مدينة الرقة.

كما تحدثت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتركيز خطبه ودروسه الدينية في مساجد الرقة، عن “أهمية المحافظة على العقيدة في حال خسرت الدولة الإسلامية مدينة أو بلدة أو قرية، وعدم الاحتذاء بالمرتدين الذين فروا إلى مناطق الملاحدة، وبدأوا بالتبرج والتدخين”، وذهب بعض الخطباء إلى أبعد من ذلك واصفين المدنيين الفارين نحو مناطق سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” بـ “الدياثة وانعدام الأخلاق لأنهم تركوا أراضي الدولة الإسلامية وأرض الخلافة والتجأوا لأحضان الملاحدة والصليبيين”.

المصادر الأهلية رجحت أن يكون تنظيم “الدولة الإسلامية” عمد بذلك لتهيئة الرأي العام لخسارة الطبقة الواقعة في الريف الغربي للرقة، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من السيطرة على نحو 80 % منها، وباتت المعارك متركزة منذ صباح اليوم الاثنين الأول من أيار / مايو الجاري من العام 2017، على محاور في محيط الحيين الأول والثاني بمدينة الطبقة المعروف باسم “مدينة الثورة” والواقعة بمحاذاة سد الفرات وامتداده

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات توثيقه لمقتل ما لا يقل عن 35 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الاشتباكات التي دارت خلال الـ 24 ساعة في الطبقة، وجثث معظمهم لدى قوات سوريا الديمقراطية، كما قضى وأصيب عناصر من قوات سوريا الديمقراطية في القصف والاشتباكات مع التنظيم، وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” انسحب فجر اليوم الاثنين الأول من أيار / مايو من العام الجاري 2017، من الحي الثالث لمدينة الطبقة الحديثة أو ما يعرف باسم “مدينة الثورة” التي بناها الاتحاد السوفياتي في سبعينيات القرن الفائت، حيث تراجع عناصر التنظيم نحو الحيين الأول والثاني من المدينة، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن عملية الانسحاب جاءت لعدم وجود أبنية عالية يتحصن فيها عناصر التنظيم، وذلك بعد 41 يوماً من انتقال المعارك إلى الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي، عقبد عملية إنزال وهجوم عبر الزوارق نفذتها قوات أمريكية وقوات سوريا الديمقراطية في آذار / مارس من العام الجاري، فيما تأتي هذه العمليات في إطار استمرار حملة “غضب الفرات” التي أطلقتها هذه القوات في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2016، والتي تسعى إلى عزل مدينة الرقة عن كامل ريفها، تمهيداً لبدء معركة السيطرة على مدينة الرقة.