على لسان منشق عن “العمشات”.. نحو 150 ألف دولار أمريكي سرقها “أبو عمشة” من رواتب المرتزقة الذين أرسلهم إلى أذربيجان

96

محمد الجاسم او ما يعرف بلقب” أبو عمشة” قائد فرقة “السلطان سليمان شاه” التي تسيطر على بعض مناطق ريف حلب الشمالي، وتعد ناحية “الشيخ حديد” في ريف عفرين هي المعقل الأساسي للفرقة، كان من أبرز القائمين على عملية إرسال مقاتلين سوريين كمرتزقة إلى كل من ليبيا وأذربيجان، بتنسيق وتوجيه من المخابرات التركية، المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل على شهادة لأحد العناصر المنشقين عن فصيل”فرقة السلطان سليمان شاه” تبين الشهادة عملية احتيال واضحة قام بها “قائد العمشات” بعد خداع أكثر من ألف مقاتل تم ارسالهم مؤخراً للقتال في أذربيجان برواتب مغرية، وسرقة ما يقارب 12 مليون ليرة تركية أي ما يعادل 143 ألف دولار أمريكي من رواتبهم التي وعدهم بها قائد “أبو عمشة”، وفي حديث المقاتل عن تفاصيل القضية آنفة الذكر يقول الشاب “أ.ع” 23 عام في حديثه للمرصد السوري وهو أحد المنشقين مؤخراً عن هذا الفصيل: بتاريخ 10/10 من العام الفائت 2020، انطلقنا نحن قرابة 1000 مقاتل من منطقة حوار كلس إلى “غازي عنتاب” التركية عبر الباصات العسكرية، (بحدود الساعة 10م بتوقيت دمشق)، وقبل الانطلاق كانت هناك كلمة ألقاها” محمد الجاسم “أبو عمشة” يحثنا من خلالها على القتال هناك، ومن ضمن ما قال حرفياً بلهجته العامية “بالنسبة لرواتبكم كل شهر 2000 دولار أمريكي تاخذونها من شواربي” الانطلاقة الثانية كانت من منطقة “غازي عنتاب” إلى العاصمة التركية “أنقرة” عبر طائرة نقل “ميوشن” ومن هناك تم نقلنا إلى “أذربيجان” بطائرة نقل تركية.

فور وصولنا لهناك وبعد ليلة واحدة بدأت عمليات القتال ضد الجيش الأرميني”، شاركنا فيها وكان يشرف علينا قادة عسكريين من “الجيش الوطني” استمر قتالنا طيلة شهرين، كانت الاشتباكات تتوقف أحياناً ثم نعود للاشتباك مع الجيش الأرميني، جميع المقاتلين البالغ عددهم قرابة الـ 1000 مقاتل هم سوريين، غالبيتهم من المناطق المهجرة مثل ريف دمشق وحمص ودرعا وريف حلب وحماة وإدلب، سقط خلال المعارك عشرات القتلى بالإضافة لجرح العشرات إن لم يكن المئات، وبالنسبة لرواتبنا التي وعدنا بها “أبو عمشة” بدفعها كاملة فتبلغ تقريباً 28 ألف ليرة تركية لكل عنصر، ذهبت منها 4000 للقائد العسكري الذي رافقنا للقتال هناك، وتم دفع لكل عنصر مبلغ 12 ألف ليرة تركية، وبقي لكل عنصر 12 ألف أخرى، وعدونا بدفعها بعد شهر، بحجة وجود حسابات مالية مع الجانب التركي، وبعد انقضاء الشهر بدأنا نطالب بحقوقنا ودفع مستحقاتنا المالية، لكن دون أي فائدة، حتى أنه لا يسمح لأي أحد منا مقابلة “أبو عمشة” الذي احتال علينا جميعاً، مجموع المبلغ الذي سرقه يزيد عن 12 مليون ليرة تركية، حالياً أنا منشق عن “فرقة السلطان سليمان شاه” الذي يتزعمها هذا الشخص الذي أراه مجرماً، فقد استغل ظروفنا المعيشية المتردية ليذهب بنا إلى الموت مقابل أجر زهيد بعد سرقة راتب شهر كامل تقريباً من كل عنصر، والذي يزيد من صعوبة حصولنا على حقوقنا هو أنه لا يوجد سلطة تستطيع إجباره على دفع حقوق أكثر من 1000 عنصر، بسبب علاقته القوية مع المخابرات التركية، والضحية نحن بطبيعة الحال.

الجدير ذكره بأن المرصد السوري أشار في تقارير سابقة عن الاستياء الذي تشهده أوساط المقاتلين الموالين لأنقرة بعد تعرضهم لعمليات نصب واحتيال من قِبل قياداتهم العسكرية التي تُدار من المخابرات التركية بشكل مباشر.

المرصد السوري أشار في في الـ 14من يناير/ كانون الثاني المنصرم، إلى أن دفعة من “مرتزقة” الفصائل الموالية لأنقرة في ليبيا، عادت إلى الأراضي السورية ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الدفعة هذه والبالغ عددهم 40 مقاتل، لم تكن عودتهم طبيعية في ظل توقف عمليات العودة، حيث عمدوا إلى دفع رشوة لأطباء في ليبيا مقابل كتابة تقرير تفيد بأن وضعهم الصحي سيء ويستوجب عودتهم، وبلغت قيمة الرشوة التي دفعت نحو 500 دولار أميركي عن المقاتل الواحد، ثم قاموا بتقديم هذه التقارير الطبية لقياداتهم ليوافقوا على عودتهم، وهو ما حصل بالفعل، إذ جرى نقلهم إلى تركيا في بداية الأمر ومن ثم إلى سورية.
وأضافت مصادر المرصد، فإن المقاتلين الذين عادوا لم يحصلوا إلا على ربع مستحقاتهم الشهرية المتفق عليها، حيث تقاضوا فقط 500 دولار أميركي في الشهر بدلاً من 2000 دولار، كما أنهم لم يتقاضوا رواتب منذ أكثر من 5 أشهر.