عودة الاشتباكات للتصاعد في الجنوب الدمشقي وقوات النظام تسعى لتنفيذ عمليات قضم وحصر تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل جنوب العاصمة

20

لا تزال العمليات العسكرية متواصلة في جنوب دمشق، حيث رصد المرصد السوري استمرار قوات النظام بعمليات قصفها بالقذائف المدفعية والصاروخية والقصف بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، بالتزامن مع ضربات جوية طالت مناطق في أحياء مخيم اليرموك والقدم والتضامن والحجر الأسود، إذ عادت وتيرة الاشتباكات للتصاعد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في محيط وأطراف الأحياء آنفة الذكر، فيما تستمر الاشتباكات على محاور في الأطراف الشمالية لمخيم اليرموك بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام، في محاولة من قوات النظام لتحقيق مزيد من التقدم، والهجوم على أكثر من محور بهدف إشغال التنظيم وتفرقة عناصره، تمهيداُ من قوات النظام لبدء هجوم عنيف مع استقدامها للتعزيزات العسكرية، في محاولة لدفع التنظيم للبدء بتنفيذ الاتفاق أو تسليم نفسه، ومعلومات مؤكدة عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في طرفي الاشتباك، خلال عملية تقدم قوات النظام في الأحياء الجنوبية من العاصمة، حيث يسعى التنظيم لصد هجومه ومنعه من التقدم، في ما تحاول قوات النظام تنفيذ عمليات قضم وتقطيع للمنطقة وحصر التنظيم في جيوب مختلفة

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر خلال الساعات الفائتة أن المشاورات لا تزال جارية بين ممثلي ريف دمشق الجنوبي من جهة، وبين الروس والنظام من جهة أخرى، لقبول أو رفض طلب النظام المتمثل بتسليم كامل خطوط الجبهة بين مناطق سيطرة الفصائل بريف دمشق الجنوبي، ومناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” بجنوب دمشق، للتمركز فيها من قبل النظام والفصائل الفلسطينية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، قبل بدء هجومها العنيف الذي تتحضر له، من حيث إعادة ضبط صفوفها واستقدام التعزيزات العسكرية إلى جبهات الجنوب الدمشقي من القلمون والغوطة الشرقية ومناطق أخرى، في حين أكدت مصادر أن الاجتماع الذي جرى أمس بين اللجنة الثلاثية بخصوص بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا في الريف الجنوبي لدمشق، شهدت تهديداً من قبل قوات النظام بقصف هذه البلدات في حال لم يجري تسليم خطوط التماس مع التنظيم، وأكدت المصادر أن الجنرال الروسي الحاضر للاجتماع، أمر ضباط النظام بتنفيذ عملية الجنوب الدمشقي دون التعرض لبلدات ريف دمشق الجنوبي، في حين من المرتقب أن تبدأ قوات النظام عملية تصعيد قصفها بشكل أكبر، مع تنفيذ هجمات عنيفة تعمد من خلالها إلى قضم مناطق سيطرة الننظيم وتقطيعها عبر فصلها عن بعضها، وحصر التنظيم في جيوب متناثرة، وإجباره على الاستسلام والرضوخ لبنود الاتفاق

 

كما نشر المرصد السوري صباح اليوم أنه مصادر متقاطعة، أبلغته أن قوات النظام هددت الفصائل العاملة في مناطق يلدا وبيت سحم وببيلا بقصف المناطق الثلاث والتي تعد “مناطق مصالحة”، وذلك في حال لم تسلم الفصائل نقاط التماس مع تنظيم “الدولة الإسلامية” لقوات النظام، وذلك عقب اخفاق قوات النظام في تحقيق تقدم كبير على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، من خلال اختراق مناطق سيطرته في الجنوب الدمشقي، وفي السياق ذاته تواصل قوات النظام إغلاق معبر ببيلا لليوم الثامن على التوالي، والذي يعد المعبر الوحيد في المنطقة، الأمر الذي أدى لتردي الوضع الإنساني في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لقاطني المناطق هذه، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استقدام قوات النظام مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى القسم الجنوبي من العاصمة دمشق بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، حيث رصد المرصد السوري وصول التعزيزات من منطقة القلمون الشرقي التي شهدت عملية تهجير للآلاف من المقاتلين وعوائلهم والمدنيين، وجرى خلال الاتفاق تسليم كميات كبيرة من الأسلحة والعربات المدرعة والدبابات والذخيرة والصواريخ والآليات لقوات النظام والروس، حيث وصلت التعزيزات في محاولة من قوات النظام توسعة نطاق الهجوم على التنظيم وهيئة تحرير الشام، حيث تعمد قوات النظام إلى تنفيذ عمليات قضم على عدد من المحاور في الحجر الأسود والقدم والتضامن ومخيم اليرموك والقدم، بعد أن تمكنت من تحقيق تقدم في في شمال وجنوب وشمال غرب مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.