عودة الهدوء إلى إدلب السورية بعد إعلان وقف إطلاق النار

27

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول في المعارضة يوم السبت إن محافظة إدلب السورية شهدت هدوءا عقب سلسلة من الضربات الجوية، وذلك بعدما أعلنت الحكومة وقف إطلاق النار.

وهذا هو وقف إطلاق النار الثاني الذي يعلن هذا الشهر في إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا آخر معقل كبير للمعارضة بعد مرور ثماني سنوات على بدء الحرب. وانهارت الهدنة الأولى بعد ثلاثة أيام من بدئها أوائل هذا الشهر وكثف الجيش السوري المدعوم من روسيا بعدها هجومه وسيطر على مزيد من الأراضي

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الحكومة السورية وافقت على وقف إطلاق النار بدءا من صباح اليوم السبت ”مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين“.

ونُقل عن وزارة الدفاع الروسية قولها يوم الجمعة إن قوات الحكومة السورية ستوقف إطلاق النار من جانب واحد ”في منطقة خفض التصعيد“ في إدلب والتي جرى الاتفاق عليها قبل عامين. ودعت الوزارة فصائل المعارضة للانضمام إلى الهدنة.

وتوصلت تركيا، التي تدعم فصائل من المعارضة، وروسيا إلى اتفاق للحد من العنف في إدلب عام 2017. ولم يشمل الاتفاق المتشددين. وروسيا هي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال محمد رشيد المتحدث باسم جماعة جيش النصر يوم السبت ”بفترة الصباح اليوم لحد الآن، القصف الجوي متوقف حاليا“.

وأضاف أن قوات الحكومة كانت قد قصفت قبل ساعات مدينة خان شيخون في جنوب إدلب والتي كانت تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2014 واستعادها الجيش هذا الشهر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إنه رصد ”استمرار الهدوء الحذر والنسبي… حيث لا يزال القصف الجوي على المنطقة متوقفا منذ السادسة صباحا“.

لكن المرصد واتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية أضافا أن الضربات الجوية خلال الليلة الماضية تسببت في خروج مركز طبي مختص بعلاج الأطفال من الخدمة. ويقع المركز في إحدى بلدات ريف حلب

وذكر الاتحاد، الذي يقدم المساعدة للمنشآت الصحية في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، أن هذا المركز هو واحد من عشرات المرافق الطبية التي تعرضت لهجمات منذ بدء حملة الجيش السوري في أواخر أبريل نيسان

وتقول الأمم المتحدة إن الهجمات أودت بحياة المئات.

وتقول موسكو ودمشق إنهما تستهدفان المتشددين وتردان على هجمات هيئة تحرير الشام التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة. والهيئة هي القوة المهيمنة في إدلب حيث توجد أيضا فصائل تدعمها تركيا.

وتدعم أنقرة كذلك مسلحين من المعارضة يسيطرون على شريط من الأرض شمالي إدلب قرب الحدود مع تركيا.

وجعلت مكاسب الجيش السوري القوات التركية بشمال غرب سوريا في مرمى النيران وقوضت آمال أنقرة في منع تدفق جديد من اللاجئين على حدودها.

وبموجب اتفاقاته مع روسيا وإيران يقيم الجيش التركي ما يزيد على عشرة مواقع في إدلب منها موقع حاصرته قوات الحكومة السورية هذا الشهر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أوسلو يوم الجمعة إن روسيا أكدت لأنقرة أن نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا لن تتعرض لهجمات.

وحذر جاويش أوغلو من أن استمرار هجمات الحكومة السورية في إدلب قد يتسبب في موجة نزوح أخرى للاجئين السوريين إلى أوروبا.

وفر مئات الآلاف من القتال على مدى الشهور الأربعة الماضية وتوجه كثير منهم صوب الحدود التركية.

المصدر: رويترز