غلاء الأسعار يغيّب العديد من أنواع الوجبات عن موائد الإفطار الرمضانية في حمص

34

ساهم غلاء أسعار المواد الغذائية والتموينية بشكل كبير ضمن محافظة حمص وغيرها من المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام، في غياب العديد من المأكولات والأطباق عن سفرة الإفطار الرمضانية لهذا العام.

يعتبر طبق الشوربة أحد أهم المكونات للموائد الرمضانية بالنسبة لشريحة واسعة من أبناء المجتمع السوري، إلا أن غلاء الأسعار ساهم بشكل رئيسي بغياب أصناف عديدة عن سفرة الإفطار ومن بنها (زبدية الشورية).

وعلى الرغم من انخفاض كلفة تحضير طبق الشوربة مقارنة مع باقي المأكولات إلا أن ارتفاع سعر عدس الشورية المكون الرئيسي لهذه الطبخة دفع الأهالي للاستغناء عن اعداده بشكل يومي بعد أن بلغ سعر كيلو العدس لما يقارب 15 ألف ليرة سورية.

أم محمد إحدى ربات المنازل بحي الخالدية تتحدث في شهادتها للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة: إن كلفة إعداد طبق الشوربة اليومي بات يشكل مصروفاً زائداً على أرباب الأسر، إذّ أن سعر المواد الرئيسية لهذا الطبق تتجاوز حاجز الـ 25 ألف ليرة، إذ أن كيلو العدس لا يكفي سوى لوجبة واحدة بسعر 15 ألف ليرة، يضاف إليها نحو 3500 ليرة سعر السمنة اللازمة للتحضير، وبعض مكعبات الماجي والبصل الذي حلق بسعره عالياً خلال الفترة الماضية.

مضيفة، أن هذه التكلفة دفعتها أسوة بنساء عديدات للاستغناء عن تحضير هذه الوجبة التي أدرجت ضمن الرفاهيات الزائدة التي من الممكن الاستغناء عنها بين الحين والأخر.

وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بغياب أطباق بسيطة بمكوناتها باهظة الثمن بأسعارها مقارنة مع المدخول اليومي لشريحة واسعة من أبناء المجتمع السوري الذي بعاني بالأصل مع تضخم الوضع الاقتصادي الذي انعكس سلباً على مقدراته المعيشية من خلال الفرق الواضح والشرخ الكبير بين المدخول اليومي والمتطلبات الرئيسية للعائلات.

الفتوش والسلطة والتبولة وغيرها من المقبلات التي تعتمد بشكل رئيسي على الخضار شهدت غياب هي الأخرى عن موائد الإفطار بعدما حلقت أسعار الخضراوات بعيداً عن متناول الأهالي، حيث سجل سعر كيلو الخيار لأول مرة مبلغ 6500 ليرة سورية، وسعر كيلو البندورة 4200 ليرة وسعر كيلو الخس 1500 ليرة بينما استقر سعر جرزة البقدونس والجرجير والنعناع على 1200 ليرة للجرزة الواحدة.

وبعملية حسابية بسيطة يتبين أن إعداد صحن التبولة أو الفتوش تزيد كلفة تحضيره عن 10-15 ألف ليرة سورية، الأمر الذي دفع الأهالي للتقنين بشراء الخضراوات حيث باتت عملية الشراء تقتصر على حبتين أو ثلاثة حبات بندورة ومثلها من الخيار لإعداد صحن أو اثنين على مائدة الإفطار كحد أقصى.

بدوره يتحدث (أ.ح) من مدينة حمص للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً، بأن أجرته كعامل يومي لا تزيد عن 20 ألف ليرة سورية الأمر الذي سيضطره لدفع كامل أجرة تعبه طيلة النهار لإعداد صحن من المقبلات على مائدة الإفطار، لذلك كان لا بدّ من الاستغناء عنه واعتباره بمثابة الكماليات والمصاريف الزائدة.

لافتاً إلى أن الحديث عن اللحوم والفروج بات ضرباً من ضروب الخيال بعدما حلقت هي الأخرى بأسعارها بشكل جنوني، حيث وصل سعر كيلو لحم الضأن لمبلغ 56 ألف ليرة، وسعر كيلو لحم البقر 50 ألفاً بينما بلغ سعر كيلو الفروج 26 ألف ليرة سورية.

يشار إلى أن متوسط المصروف اليومي للعائلة المؤلفة من 5 أشخاص خلال شهر رمضان في مدينة حمص يتراوح ما بين 40/60 ألف ليرة سورية بمعدل شهري يبلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية، في حين أن المدخول الشهري لتلك العائلات لا يتجاوز في أحسن حالاته 600 ألف ليرة.

ووفقاً لنشاط المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن معظم العائلات السورية تعتمد بشكل رئيسي على أقربائهم المتواجدين خارج سوريا، والذين يقومون بإرسال بعض الحوالات المالية لأقربائهم خلال شهر رمضان لإعانتهم والتخفيف عنهم بشكل جزئي من مصاعب الحياة اليومية التي يمرون بها خلال الشهر الفضيل.