فراس طلاس لصحيفة إسرائيلية::”في السنوات 2013 – 2015 نظر الكثير من السوريين بشكل إيجابي إلى إسرائيل

70

قال فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري السابق، مصطفى طلاس، في مقابلة لصحيفة إسرائيلية، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال له إنه “لا يهمه تدمير الدولة (سورية)، طالما أنه سيبقى رئيسا”.

وبحسب طلاس، فإن أقوال الأسد جاءت في الأسابيع الأولى لانطلاق الثورة السورية، وقبل بدء الحرب الأهلية، وبعد أن عبّر أمام الأسد عن “احتجاج” على الممارسات العنيفة ضد معارضي النظام.

وأضاف طلاس في مقابلة معه عبر الهاتف، نشرتها صحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية، المحسوبة على التيار الصهيوني المتدين الاستيطاني، اليوم الجمعة، إن الأسد “قال لي بشكل شخصي، إنه ’سنضغط على هؤلاء الأشخاص ونكسرهم. وبعد أن يوقفوا الاحتجاجات سأفكر بتنفيذ إصلاحات’. وخلافا لادعاءات المحتجين، بشار أصر على الادعاء بعدم وجود فساد في العائلة الحاكمة، ومن الجهة الأخرى أوضح أن العائلة هي التي تحمي الدولة، ولذلك لها الحق بالتمتع من ثراء الدولة دون أي حساب”.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن طلاس هرب من سورية قبل عشر سنوات تقريبا، “واليوم هو ملياردير يسكن في الإمارات. ووصف طلاس الأسد بأنه ’جبان’”. وأضاف “كان يخاف من والده، وخاله محمد مخلوف ومن شقيقه الأكبر باسل. وبعد أن مات جميعهم، بقي مع زوجته أسماء، وهو يخاف منها أيضا. وهو يحرص على الانصياع لها، وعمليا هي التي تتخذ القرارات الجدية في الدولة”.

وتابع طلاس “أنني أذكره منذ الطفولة كولد إشكالي جدا، وتسيطر عليه غيرة من شقيقه الأكبر باسل، حتى بعد موته. والعلاقة بين بشار ووالده كانت علاقات كراهية. وهو معروف ككذاب كبير وكان يعطي أوامر لوزرائه وبعد ذلك ينفيها ويهينهم في العلن”.

وأضاف طلاس أن “بشار كان متشككا دائما، لكن غيّر رأيه أكثر من مرة وفقا لآخر شخص التقى به. ولا كلمة له ولا ينبغي الاعتماد عليه”.

وقال طلاس “إنني أذكر أنه عندما قرر الأسد الأب تأهيله للرئاسة، عبر شقيقه الأصغر ماهر عن شكوك حيال قدراته، وبالطبع ليس بصورة علنية. وكان بشار يعتقد أن ماهر شخص عنيف. وفي النهاية أثبت بشار في سنوات الحرب العشر أنه هو نفسه شخص عنيف ومتعطش للدماء”.

وأضاف طلاس أنه عبر عن معارضته لممارسات الأسد خلال الحرب الأهلية في الغرف المغلقة، وبعد أن عبر عن ذلك علنا، “أرسلوا إلي أشخاصا ليمارسوا ضغوطا كي أصمت. وبعد ذلك توجه إليّ ضباط كبار وهم مقربون من النظام، ويعرفونني، وقالوا إنه اتخذ قرار بقتلي وأنه إذا كنت أرغب بالبقاء على قيد الحياة يجدر بي أن أهرب من سورية. وبعد عدة أشهر صدر قرارا بإعدامي وأممت الدولة كافة أملاكي وأموالي”.

واعتبر طلاس في حديثه للصحيفة الإسرائيلية أن إسرائيل أخطأت بعدم تدخلها في الحرب الأهلية في سورية. “أفهم الموقف الإسرائيلي الذي رأى بالنظام والشعب السوري أعداء ولذلك امتنعت عن التدخل في الحرب. لكن الواقع في سورية اليوم سيء بالنسبة لإسرائيل ويسبب مشاكل كثيرة عند الحدود. وعلى إسرائيل أن تدرك أنه يوجد ثمن لعدم العمل”.

وبحسب طلاس، فإنه “في السنوات 2013 – 2015 نظر الكثير من السوريين بشكل إيجابي إلى إسرائيل وكانت فرصة حقيقية للتغيير ولمستقبل جديد. واليوم عاد الشعب السوري إلى النظر بصورة سلبية إلى إسرائيل، كمن أيدت الروس وبقاء الأسد رئيسا. والآن يتعين على إسرائيل أن تفعل الكثير من أجل تغيير هذه الفكرة السلبية”.

 

المصدر: عرب ٤٨