فصائل إسلامية ومقاتلة تتهم وحدات حماية الشعب الكردي بتنفيذ “حملة تطهير عرقي وطائفي بغطاء جوي من قوات التحالف” والوحدات الكردية تفند الاتهامات وتدعو النازحين للتوجه إلى مناطق سيطرتها

21

وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من بيان أصدرته عدة فصائل إسلامية ومقاتلة، قالت فيه أن وحدات حماية الشعب الكردي نفذت “حملة تطهير عرقي وطائفي” بـ “غطاء جوي من قوات التحالف”، وجاء في البيان:: “”قامت قوات من وحدات حماية الشعب الكوردية “YPG” التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي” PYD” بتنفيذ حملة تطهير عرقي وطائفي جديدة بحق العرب السنة والتركمان في ريف الحسكة الغربي وتل أبيض، تحت غطاء جوي لقوات التحالف التي ساهمت بالقصف لترويع المدنيين ودفعهم إلى هجرة قراهم”” .

 

وتابع البيان قائلاً:: “”تأتي هذه الخطوة استكمالا لمخطط تقسيم تعمل عليه أطراف محددة على رأسها حزب العمال الكردستاني “PKK” المصنف كمنظمة إرهابية بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، في خطوة ستكون كارثية على مستقبل سوريا والمنطقة””.

 

وختم البيان بالقول:: “”بناء على ما سبق، فإن الفصائل الثورية المسلحة الممثلة لإرادة الشعب السوري تعلن الآتي :

 

1- التأكيد على أن وحدة أراضي سوريا خط أحمر لا نسمح بالمساس به تحت أي ظرف، وأن الشعب السوري بأكمله سيقف في وجه أي مشروع تقسيمي .

 

2- إن العرب والكورد في سوريا تجمعهم رابطة الإسلام الحنيف وشراكة الوطن والمستقبل، حيث انخرط الإخوة الكورد في مختلف الفصائل المقاتلة وكانت لهم أياد بيضاء في ثورتنا إلى جانب إخوانهم العرب، فهم جزء أساسي من ثورتنا ومجتمعنا، و نهيب بالوطنيين من الإخوة الكورد أن ينحازوا إلى الثورة ومبادئها .

 

3- ندين صمت وتواطؤ المجتمع الدولي في مؤامرة جديدة على الشعب السوري، فلم يسمع أي اعتراض أو تنديد بجرائم ال “PYD” العميلة التي خرقت عدة بنود من ميثاق المحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة بخصوص حماية المدنيين والاتفاقية الدولية المتعلقة بجرائم الإبادة الجماعية، كلها جرائم تجعل من هذه المنظمة العميلة للنظام السوري منظمة إرهابية وفقاً للقوانين الدولية، إلا أن اهتمام المجتمع الدولي ينصب حصراً على تصنيف الجماعات السنية العربية .

 

4- لن نقف مكتوفي الأيدي أمام حملة التلاعب بديموغرافية بلدنا والتطهير العرقي والطائفي الذي يتعرض له أهل سورية من العرب السنة، الذي كان لحماقات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتصرفاتها المشبوهة وغدرها بالمجاهدين دور بارز في ذلك .

 

5- إنَّ قوى الثورة السورية المدنية والعسكرية سترد بحزم على كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن نسمح بالتفريط بحقوق أهلنا ومطالبهم ووحدة ترابهم””.

 

على صعيد متصل كانت وحدات حماية الشعب الكردي قد أصدرت بياناً وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة منه، فندت فيه الاتهامات الموجهة لها بارتكاب “انتهاكات وتعديها على الآخرين”، وأكدت الوحدات الكردية في بيانها أن من يلقي بهذه الاتهامات إنما “يحاول تجميل صورة تنظيم الدولة الإسلامية والتهوين من إرهابه، وشرعنة بقائه في المنطقة “، وأنها وجهت نداءاً للناحين بعدم النزوح إلى خارج الحدود، والتوجه إلى المدن والمناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية على أن تقوم الوحدات بتأمين حياتهم ومستلزمات العيش لهم، وجاء في البيان::

 

“”تواصل قواتنا تحرير مناطق جميع مقاطعات روج آفا من دنس “داعش”، فمن تحرير تل براك وتل حميس وريف مدينة قامشلو الشرقي، مرورا بحوض الخابور وجبل كزوان (عبد العزيز) في ريف مدينة الحسكة الغربي، وصولا إلى بلدة سلوك وأطراف مدينة تل ابيض في الريف الشمالي لمدينة الرقة. عشرات آلاف الكيلومترات من الأراضي والقرى والبلدات استطعنا تحريرها من إرهاب “داعش” مع انسجام وفرحة كبيرة من أهل المنطقة بكافة مكوناته المختلفة””.

 

وأضاف البيان:: “”هذه الانتصارات هي نتيجة دماء عزيزة لشهداء عظام قدمناها في سبيل التخلص من هذا الإرهاب المقيت ، والذي كان جاثما على صدور السوريين، لكن يبدو بأن هذه الانتصارات الكبيرة والمتلاحقة تغيض بعض الأطراف، ولا يروق لها خسارة “داعش” واندحاره، لذلك تحاول هذه الأطراف جاهدة وبكل الوسائل الغير أخلاقية تشويه انتصارات وحداتنا، والتي تحققت بفضل تضحيات شهداءنا البررة وتعاون أهل المنطقة، والتلاحم العظيم الذي يبديه شعبنا بكل أطيافه في هذا العرس الوطني الكبير في دحر الإرهاب. إن الحملة الإعلامية المدفوعة الثمن من قبل بعض الأطراف والجهات، والتي تحاول ترويج قصص وسيناريوهات مخالفة للحقيقة باتهامها لوحداتنا بارتكابها انتهاكات وتعديها على الآخرين، وتصوير الأمر على انه صراع عرقي، لا يمت للحقيقة بشيء، وهذه الاتهامات مرفوضة جملة وتفصيلا، فأصحاب هذه القصص والسيناريوهات يريدون تحقيق ما لم يستطع تنظيم “داعش” الإرهابي عن تحقيقه من بث لسموم الانشقاق والفتنة بين مكونات شعبنا الواحد. في معركتنا مع “داعش” هناك العشرات من الشهداء من الاخوة العرب، من الذين اختلطت دمائهم مع دماء اخوتهم من الكرد والسريان/ الآشوريين من اجل الدفاع عن عرض وحياة المواطنين، والدفاع عن قيم الحرية والكرامة، وشواهد قبورهم شامخة لمن يحاول تجاهل الحقيقة والتاريخ يسجل يوميا هذا التلاحم العظيم، وهذا هو سر الانتصار على إرهاب “داعش” وبطشه اللاإنساني””.

 

وتابعت الوحدات بيانها قائلة::”” إننا نقولها علانية أين كانت هذه الأطراف التي ترمي بالتهم هنا وهناك بحق وحداتنا، من ما ارتكبه “داعش” من خراب وحرق ودمار في بلدة المبروكة،وقريتي الراوية والدهماء، وقرى الأخوة الآشوريين في حوض الخابور؟.واليوم وبعد أن حررنا هذه المناطق، تأتى هذه الأطراف والجهات وتحاول جاهدة اتهام وحداتنا بجرائم وانتهاكات هي في الأصل من فعل “داعش”. أن هذه التصرفات اللامسؤولة تظهر مدى محاولة هذه الأطراف والجهات تجميل صورة “داعش” والتهوين من إرهابه، وشرعنة بقائه في المنطقة، وعلى حساب المدنيين العزل الأبرياء. كما تكشف أيضا معايير ازدواجيتهم في قلب الحقيقة الساطعة وتسويق الشر والإرهاب في لبوس آخر””.

 

كما قال البيان:: “” إننا في وحدات حماية الشعب لا نخشى من إظهار الحقائق بل العكس،وأبوابنا كانت مفتوحة لجميع وسائل الإعلام الدولية والعالمية، ومازالت مفتوحة لها على مصراعيه، ونجدد الدعوة لمن يرغب في رؤية الحقيقة على ارض الواقع، لا أن يثيروا الشائعات والتلفيقات اعتمادا على مصادر مشبوهة،وغالبا غير موجودة وخيالية، خدمة لأجندات تعادي مصلحة شعبنا في التخلص من براثن الإرهاب، وبما يتوافق مع ما تسعى “داعش” لتمريره””.

 

وأضافت الوحدات في بيانها:: “” أن ما تعرض له الأخوة الدروز في قرية قلب اللوزة في مدينة إدلب من إرهاب بحقهم هو جريمة بشعة ومدانة بكل المقاييس وما يتعرضون له في مدينة السويداء ليس ببعيد عما حدث في ادلب، والهدف هو ضرب المكونات والأطياف السورية المتنوعة ببعضها البعض، وتعميق الخلافات بينهم. إننا في وحدات حماية الشعب(YPG)  سنعمل بكل السبل والوسائل لحمايتهم والدفاع عنهم ونبدي استعدادنا لذلك الآن وفي كل وقت. وندعوا كافة الأطياف السورية للتكاتف والتلاحم ورص الصفوف لما فيه خير الجميع””.

 

وختم البيان بالقول:: “”كما نوجه ندائنا الى الأخوة المدنيين في مناطق سيطرة والذين يتضررون من إرهابه وحرصا منا على سلامتهم وأمن عوائلهم أن لا يهجروا خارج الحدود وأن يلجئوا إلى المناطق الآمنة التي تحت حمايتنا في الداخل كمدينة الحسكة وسريه كانيه وسنتكفل برعايتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية إلى ان يستتب الأمن في المنطقة ليستطيعوا بعدها العودة إلى قراهم وممتلكاتهم””.