فصائل سورية تحاور النظام للمرة الأولى في أستانة

25

بعد فشل جميع المبادرات للتوصل إلى حل للنزاع السوري الدامي المستمر منذ نحو 6 سنوات بسبب اصطدامه بمصير الرئيس بشار الأسد، تشهد عاصمة كازاخستان جولة مباحثات جديدة هي الأولى برعاية روسيا وايران حليفتي النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة وتستثني الولايات المتحدة من أي دور فاعل.

في جولة تختلف عن سابقاتها، يجلس ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل المعارضة غداً حول طاولة واحدة في “أستانة” عاصمة كازاخستان لإجراء مباحثات هي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع الدامي قبل نحو ست سنوات.

وتشارك في المباحثات، التي ستعقد في فندق ريكسوس، كل من فرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي.

وعلى الرغم من معارضة إيران، التي استبعدت عن مفاوضات جنيف قبل تغير الحال وباتت راعية للمؤتمر الجديد، حتى لحضور واشنطن إلى أستانة، وجهت موسكو دعوة لإدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لكنه لم يرد حتى الآن.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أن إيران أعربت عن استيائها لتوجيه الدعوة إلى واشنطن، وهذه المسألة كانت نقطة خلاف معها، مشدداً على أن معالجة النزاع في سورية بشكل بناء “غير ممكنة” دون مشاركة الولايات المتحدة.

وقال مصدر دبلوماسي، إن “هناك قلقاً حقيقياً لدى المعارضة، من أن ينجر ممثلو الفصائل المعارضة غير المعتادين على هذا النوع من المفاوضات الدولية إلى حل سياسي لمصلحة النظام”.

وأعلنت واشنطن أنها لن تشارك وسيحضر سفيرها رمزياً. وتبدو مباحثات أستانة، التي تجري للمرة الأولى برعاية روسية تركية إيرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن، عسكرية أكثر منها سياسية وتهدف أساساً إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بحضور وفد سياسي يمثل النظام وآخر يمثل الفصائل المسلحة، فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة.

مضمون المحادثات

ويبدو التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحاً، إذ أعلن الأسد الخميس الماضي، أنها ستركز على وقف إطلاق النار من أجل “السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات وتخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة”، أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت الهدنة.

وأرسلت دمشق إلى أستانة وفداً سياسياً برئاسة مندوبها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وتشارك الفصائل بوفد عسكري يرأسه القيادي في الفيصل النافذ “جيش الاسلام” محمد علوش، ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات.

مجلس الأمن

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة ورئيس وفدها إلى “أستانة” ستيفان ديميستورا عن الأمل في أن تشكل المباحثات أساساً لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف المقرر عقدها في الثامن من فبراير.

وبعد اصطدام جميع المبادرات الدبلوماسية بالخلاف على مصير الأسد وآخرها ثلاث جولات مفاوضات غير مثمرة في جنيف في 2016، أعطى مجلس الأمن دفعة لمحادثات “أستانة” بتأييده لها، مشترطاً ألا تهمش مفاوضات الأمم المتحدة.

وخلال اجتماع مغلق، قال رئيس الدورة الحالية سفير السويد أولوف سكوغ، إن هذه المحادثات يمكن أن تساعد في تثبيت وقف النار “وتمثل خطوة مهمة للعودة إلى جنيف”.

ضربة أميركية

وعلى الأرض، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أمس الأول، مقتل أكثر من مئة من تنظيم القاعدة في سورية في ضربة جوية على “معسكر للتدريب” في محافظة إدلب.

ووفق الناطق باسم “البنتاغون” جيف ديفيس، فإن الغارة وقعت الخميس واستهدفت “معسكر تدريب الشيخ سليمان الذي بدأ تشغيله منذ 2013 على الأقل”، مؤكداً أن “إزالة هذا المعسكر يضعف عمليات التدريب ويثني المتطرفين الإسلاميين والجماعات المعارضة السورية عن الانضمام إلى تنظيم القاعدة في ساحة القتال”.

«فتح الشام»

وتابع ديفيس، أن الطائرات والطائرات المسيرة الأميركية شنت منذ الأول من يناير الجاري ضربات أدت إلى “مقتل أكثر من 150″ متطرفاً من تنظيم القاعدة” بمن فيهم القيادي في جبهة “فتح الشام” محمد حبيب بوسعدون، الذي وصفه بأنه “قائد العمليات الخارجية” للتنظيم في سورية.

وقال ديفيس، إن “هذه الضربات التي تجري بتتابع سريع، تضعف قدرات القاعدة وتصميمها وتؤدي إلى ارتباك في صفوف” التنظيم.

ويأتي إعلان “البنتاغون”، الذي أوضح أن هذه العناصر تنتمي إلى “النواة الأساسية للقاعدة”، غداة مقتل أكثر من 40 عنصراً من “فتح الشام” ليل الخميس- الجمعة في غارات نفذتها طائرات لم تحدد هويتها في محافظة حلب، وفق ما المرصد السوري لحقوق الإنسان.

«درع الفرات»

في إطار عملية “درع الفرات”، أعلن الجيش التركي أمس، مقتل 46 عنصراً من “داعش” وإصابة 16 آخرين في غارات جوية وقصف بالأسلحة الثقيلة استهدفت 318 هدفاً في مدينة الباب وقريتي بزاغة وقباسين بريف حلب، مؤكداً سيطرة فصائل المعارضة على 227 منطقة مأهولة منذ انطلاق العملية فجر 24 أغسطس الماضي.

وفي دير الزور، نفذت ست طائرات حربية روسية ضربات جوية على أهداف للتنظيم في المحافظة أمس، انطلاقاً من قواعدها في روسيا وعادت بعدها، بحسب وزارة الدفاع.

وفي الرقة معقل “داعش”، أفادت مصادر محلية في المدينة بأن المئات من قيادات وعناصر التنظيم غادروا منذ مطلع العام الجاري باتجاه محافظة دير الزور، موضحة أن أغلبهم من الجنسيات السعودية والتونسية والمصرية والتركية، وأنهم تركوا منازلهم خصوصاً في أحياء الفردوس والثكنة وحارة الحرامية حاملين معهم فقط حقائب قليلة.

إلى ذلك، كشف المرصد عن مقتل 5 نازحين سوريين وسقوط أكثر من 30 جريحاً في تفجير سيارة مفخخة استهدف مخيم الركبان بالقرب من الحدود مع الأردن.

المصدر: الجريدة