فصائل عملية “غصن الزيتون” تواصل انتهاكاتها بحق سكان منطقة عفرين من خلال تنفيذ مزيد من الاعتقالات بتهمة الانتماء للقوات الكردية

29

محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصيل أحرار الشرقية المنضوي تحت غرفة عمليات “غصن الزيتون” المدعومة من تركيا، اعتقل 3 مدنيين من عائلة واحدة في مدينة عفرين، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن دورية من أحرار الشرقية داهمت أحد المنازل بالقرب من دوار النيروز بمدينة عفرين ليل أمس الأحد، وأقدمت على اعتقال 3 أشخاص بينهم مواطنتان اثنتان، وذلك بتهمة “انتمائهم إلى وحدات حماية الشعب الكردي”، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة لا تزال مجهولة حتى اللحظة، في إطار استمرار الانتهاكات من قبل فصائل “غصن الزيتون” بحق من تبقى من أهالي مدينة عفرين، فيما كان المرصد السوري نشر في أواخر نوفمبر الفائت من العام 2018، أنه رصد مزيداً من الانتهاكات التي نفذتها الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “غضن الزيتون”، والتي تقودها القوات التركية، إذ أنه ورغم الادعاء بالقيام بحملات لـ “ملاحقة الفاسدين”، إلا أن هذه الحملات لم تطال أي من المستولين على منازل المدنيين وناهبي ممتلكاتهم والمتاجرين بالاعتقالات، ومن قام بتعفيش منازل مدينة عفرين وريفها، والاستيلاء عليها وعلى المزارع والممتلكات الأخرى، وفرض أتاوات وسرقة أموال ومجوهرات، بالإضافة للاعتداء على مواطنين ومواطنات في مدينة عفرين وريفها الخاضع لسيطرة قوات عملية “غصن الزيتون”، وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري أن فصائل عاملة في ريف عفرين استولت على عشرات المنازل في قرية جوقة في الريف الشمالي لعفرين، وعمدت لتحويلها إلى مقرات، كما جرى فتح منازل المهجرين والمغتربين عن القرية، والسكن فيها، كما عمد مقاتلون لتوطين عوائلهم في هذه المنازل، أيضاً أكد الأهالي أن فصائل عملية “غصن الزيتون”، تعمدت فرض أتاوة بمقدار 500 تنكة من زيت الزيتون، على سكان القرية، بالإضافة لقيام عناصر بدخول المنازل ونهبها بشكل متتابع، دون أن تعمد أية أطراف على ردعهم أو محاسبتهم، الأمر الذي ساهم في تصاعد انتهاكاتهم بحق سكان القرية، كما انتهاكاتهم المستمرة والمتتالية والمتصاعدة في عموم مدينة عفرين وريفها

كما أن لمرصد السوري نشر في الـ 25 من نوفمبر الفائت، أنه جرى اختطاف عائلة في منطقة الشيخ حديد بريف عفرين، حيث طالب الخاطفون بمبلغ مادي مقابل الإفراج عنهم، وهو 25 ألف دولار أمريكي إذ أبلغوا شقيق أحد المخطوفين من العائلة بذلك، وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعات مسيطرة على منطقة عفرين، عمدت لاختطاف عائلة مؤلفة من 9 أشخاص، هم رجل و7 مواطنات فوق سن الـ 18 وطفل، وجاء اختفاؤهم بحسب الأهالي بعد مغادرتهم لمحطة انطلاق الحافلات، إذ أنه خلال البحث عنهم، وجدت أسماؤهم ضمن قائمة المغادرين من المحطة، فيما لم يعلم مكان اختفائهم إلى الآن، وسط مخاوف على حياتهم، المرصد السوري نشر قبل يومين أنه تنام عفرين على انتهاك وتستفيق على صوت السلاح، وفي كثير من الأحيان لا يكون ليلها إلا أضواء آليات عسكرية وصياح المتقاتلين المتناحرين على المنهوبات، وفي كل يوم يزداد الانتهاك بشكل أكبر وبخاصة مع دخول السيطرة على مدينة عفرين وكامل المنطقة شهرها التاسع على التوالي، منذ تمكن القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية في الـ 19 من آذار / مارس 2018، بعد عملية عسكرية بدأت تحت مسمى “غصن الزيتون” في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام ذاته، وساندت هذه العملية قوات من مجموعات الذئاب الرمادية التركية والطائرات الحربية والمروحية التركية التي تسببت في دمار بممتلكات مواطنين وفي مجازر وقتل تسبب في استشهاد نحو 380 مدني بينهم 55 طفلاً و36 مواطنة، من المدنيين من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، العشرات منهم استشهد في انفجار ألغام وتحت التعذيب على يد فصائل عملية “غصن الزيتون”، وغالبيتهم ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، وقتل تحت التعذيب، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، إضافة لجرح المئات وتشريد مئات آلاف آخرين، فيما بقيت الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية حصة من تبقى من سكان منطقة عفرين ممن رفضوا الخروج من المنطقة، وترك منازلهم ومزارعهم للقوات التركية والفصائل التي تناهبت وعفَّشت وسرقت واستولت على ممتلكات المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة في كامل منطقة عفرين

في حين لم تقف الأمور عند هذا الحد فقط، إذ أن الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” ولعدم وجود ما يردعها، عن ممارسة الانتهاكات بحق المواطنين الكرد من سكان منطقة عفرين، عمدت إلى إيجاد أسلوب انتهاك جديد يتمثل باختطاف السكان وتوجيه تهم إليهم أولى هذه التهم هي الارتباط أو الانتماء للقوات الكردية، وهذا ما سهل على هذه الفصائل توسعة نشاطها واعتقال المزيد من المدنيين، وممارسة القتل حتى دون اكتراث أي من الأطراف الدولية أو الإقليمية وحتى المحلية بما تتعرض له المنطقة من انتهاكات، وآخر هذه الانتهاكات كان ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان من قيام فرقة إسلامية باعتقال رجل وابنته من إحدى قرى ريف عفرين، بتهمة الانتماء للقوات الكردية، وتحدثت مصادر عن اعتقال الرجل وابنته نتيجة رفض الانصياع لطلبات الفرقة التي طالبت بمبالغ مالية كأتاوة على “حمايتها للمنطقة”، كما فارق طفل الحياة جراء إصابته بطلق ناري قالت مصادر أهلية أن مصدره مقاتل من فصيل إسلامي عامل في منطقة عفرين، أقدم على إطلاق النار عليه في مدينة عفرين تحت تأثير المواد المخدرة، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو 2380 مواطناً جرى اعتقالهم، من ضمنهم أكثر من 840 لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظم لفدية مالية، يفرضها عناصر عملية “غصن الزيتون”، وتصل في بعض الأحيان لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية.