في أقل من شهرين .. نحو 90 حالة اختفاء لمواطنين بينهم أطفال ونساء في مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام 

34

تُسجل الجهات الأمنية في منطقة إدلب وريفها حالات اختفاء لمواطنين من أبناء المنطقة والنازحين والمهجرين إليها بشكل شبه يومي، وتتعدد أسباب الاختفاء، فيما تتزايد أعداد المختفين والمفقودين في أقل من شهرين.

“المرصد السوري” رصد نحو 86 حالة اختفاء في كامل منطقة إدلب وريفها في الفترة الممتدة ما بين 1 نيسان/ أبريل و25 أيار/ مايو 2021، من بينهم 31 طفلًا و 14 امرأة، و 41 رجل، وقد تم العثور على نحو 55 شخص منهم، بينما لا يزال مصير 31 آخرين مجهولًا حتى الآن، وغالبيتهم من النازحين والمهجرين.

وتوزعت الحالات خلال هذه الفترة على النحو التالي: ففي شهر نيسان/أبريل شهدت المنطقة 46 حالة اختفاء، من بينهم 20 رجلاً، و 23 طفلاً، و3 نساء.

و40 حالة اختفاء منذ الأول من أيار وحتى 25 أيار/مايو الجاري، من بينهم 21 رجلاً، و8 أطفال، و 11 إمرأة

مصادر محلية أكدت لـ”المرصد السوري” أن أهم أسباب الاختفاء التي تحدث بشكل يومي، تعود لعدم معرفة بعض المهجرين والنازحين بالمنطقة بشكل جيد، وهناك حالات تختفي بسبب أمراض نفسية وعقلية، كما للمشكلات العائلية والمشاجرات نصيب من حالات الاختفاء ومغادرة المنزل دون وجهة محددة، وتلعب الأسباب النفسية والمادية دورًا، فتكون هناك حالات اختفاء بسبب الضغوطات النفسية لعدم تحمل أعباء المعيشة، إضافة لما سبق توجد حالات اختفاء قسري مثل الخطف من قبل مجهولين بهدف الحصول على الفدية المالية، وحالات خطف أخرى ضحيتها الفتيات، حيث تكون غالبًا للابزاز الجنسي أو المالي.

وتسيطر هيئة تحرير الشام والجهاز الأمني التابع لها على كامل محافظة إدلب والأرياف المتصلة معها، ما يعني تحمل مسؤوليتها الكاملة عن تلك المنطقة، مصادر “المرصد السوري” قالت أن هناك نوعان من الاختفاء، فهناك حالات اختفاء لأسباب شخصية أو نفسية أو مادية. كما أن هناك اختفاء قسري في المناطق التي تنشط فيها شبكات الخطف والابتزاز التي تشكل خطرًا على المدنيين، والمسؤول عن ملاحقة هذه الشبكات والقضاء عليها هو الجهاز الأمني والشرطة التابعة لهيئة تحرير الشام التي تسيطر على المنطقة بشكل كامل.

وعلى الرغم من ملاحقة الجهاز الأمني لتلك العصابات وتطبيق أشد أنواع العقوبات بحقهم، إلا أن تلك العصابات لا تزال تنشط.

ويروي رجل من مدينة دركوش في ريف إدلب الغربي، هو والد طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا، اختفت لمدة يومين، قائلاً: إن طفلته تأخرت بعد انتهاء وقت الدوام في معهد تعليمي كانت تدرس فيه، بعد لك خرج للبحث عنها لدى جميع أقاربهم دون فائدة، ثم توجه للشرطة وبدأ البحث، وتعميم أسمها وصورتها عبر صفحات “الفيسبوك”، وقام جهاز الشرطة بتعميم اسمها للبحث عنها، لكن لم يفلحوا في العثور عنها في ذات اليوم، وفي اليوم التالي تم العثور عليها بعد أن قام أحد الخاطفين بخطفها والتوجه إلى الحدود السورية-التركية. 

ويؤكد والد الطفلة أنه بات أكثر حرصاً على أطفاله ولا يسمح لهم بالخروج بمفردهم.

وتشهد منطقة إدلب وريفها اكتظاظًا سكانيًا كبيرًا نتيجة حركات النزوح العديدة التي شهدتها والتي كان آخرها نزوح مئات الآلاف نتيجة العمليات العسكرية على مناطق في أرياف حلب وحماة وإدلب، ويساهم هذا الاكتظاظ في تزايد حالات الاختفاء، وانتشار شبكات الخطف أيضاً .